الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الزواج وما بعده عند الشباب ...عزات جمال الخطيب
الزواج وما بعده عند الشباب ...عزات جمال الخطيب
عندما تفكر في الزواج أو حتى تجد شريكة الحياة المناسبة، لا تتسرع للإقدام على هذه الخطوة؛ فالزواج الناجح عند الشباب لا يعني اختيار الشخص مناسب فقط؛ فهناك أمور يجب أن تحسمها أولًا، حتى تضمن زواجًا سعيدًا ومستقرًا .
بمعنى يجب علينا جميعًا أن نعرف أسس الزواج الناجح ومقوماته التي بدونها سوف يختل النظام، وبالفعل هذا ما يحدث الآن، ففرق العمر بين المتزوجين بدأ يتسع بشكل كبير مما جعل فجوة بين عقلية الرجل والمرأة، كذلك الزواج في سن مبكر للشاب أو الفتاة يحملهم مسئولية كبيرة في سن مبكر جعل نسبة الطلاق تفوق اي وقت سابق ولذلك فيجب أن يعتد كل شخص مقبل على الزواج أو متزوج سواء رجل أو امرأة بمعرفة تلك الأسس الإسلامية للزواج الناجح والسعيد حتى يقوم المتزوجين بمحاولة تطبيق ما أمرنا به الإسلام ليحيوا حياة أفضل بطريقة أفضل، وحتى يختار المقبلين على الزواج الاختيار بحيث لا بد من وجود الاحترام بين الطرفين شيء مهم جدًا ليس فقط بين الزوج وزوجته، بل وبين الصغير والكبير، وبين الابن وأبيه وأمه، الاحترام لا بد وأن يكون بين كافة الأطراف، وبالفعل يكون موجود في فترة الخطبة ولكن لا يجب التخلي عنه؛ لأن الزواج تم وأصبحتما واحد ولا فرق بينكما! بالفعل أنتم سكن لبعضكما البعض، ولكن استمرار الاحترام والتقدير مهم للغاية، يجب المناقشة بشكل محترم، يجب تقدير آراء الطرف الآخر وسماع وجهة نظره واحترامها ومحاولة العمل بها، يجب ألا يسود النظام الديكتاتوري في فرض آراء شخص معين على الآخر، وعدم احترام رأيه. و الحديث بصوت منخفض من أهم أساسيات الزواج الناجح؛ لأن الصوت المرتفع يولد الغضب، وإن غضب الشخص يمكنه أن يفعل أي شيء، كما أن النقاش يحتدم وتظهر رجولة الرجل حينها؛ لانه لم يعتاد أن يعلو صوت أمرأة عليه، وأيضًا تشعر المرأة بالانكسار والضعف فتعلو من صوتها لتكون المنافسة بالند، وهذا من أكثر الأمور التي تجعل الطريق مسدود أمام الشخصين في التفاهم.
وأيضا احترام الخصوصيات من أهم أسس الزواج الناجح بالفعل الزوج والزوجة سكن لبعضهما البعض وأصبحوا في بيت واحد ولديهم أسرار وخصوصيات، ولكن لا ننسى أن لكل واحد منهم حياة خاصة طوال سنوات عمره السابقة؛ ربما يود أن يحكيها وإن لم يرغب في ذلك فليس عليه حرج، وبالتالي يجب حينها احترام الخصوصيات سواء في الهاتف أو المكالمات مع الأصدقاء أو في الذكريات فكل ذلك ملك للشخص نفسه حتى وإن تزوج. ويعتبر أن أغلب المشاكل بين الزوجين هو قلة الاهتمام بالمنزل، ومع انتشار عمل المرأة وتحقيق الطموح أصبحت المراة تهمل في بيتها، ولكن أيضًا الرجل في أغلب الأحيان لا يأخذ أمر عمل المراة بجدية، وهذا ما يوقع المشاكل بينهما، فإن اتفقا على وضع البيت في المقدمة وبعدها أي شيء يأتي سوف تنتهي المشاكل وإن حاول آدم فهم غاية حواء لهدأ وسمعها، وإن لم تُقصِر حواء في المنزل عند عملها فلِما لا يساعدها آدم في تحقيق رغبتها وطموحها، وإن قصّرت فلِما لا تُقوّمها وتَفهم وجهة نظرها؟ فالحديث الهادئ يمكنه أن يأتي بكما إلى طريق جميل مليء بالحب والمود وحتى يكون الإختيار للطرف الآخر موفقا، فلابد من مراعاة العديد من المعايير، والتي منها ما يلي : التدين والأخلاق عند الشباب فمن أهم المعايير التي ينبغي أن يقوم الإختيار عليها هو معيار الإلتزام بتعاليم الإسلام وأخلاقه، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ» رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ، إلا تفعلوا تكن فِتنةٌ في الأرض وفسادٌ»، قالوا: يا رسولَ اللهِ وإن كانَ فيهِ؟ قال: «إذا جاءكم من ترضونَ دينهِ وخُلقهُ فأنْكحوهُ» ثلاث مرات. رواه الترمذي. القدرة على تحمل الأعباء: يرسم البعض للحياة الزوجية صورا خيالية حالمة، يختار على أساسها الطرف الآخر، وحين يصطدم بواقع الزواج يجد أن الأمر مختلف، وأن الزواج ليس كلمات حلوة عذبة تقال وفقط، ولكن به العديد من المسئوليات والواجبات الملقاة على عاتق كل طرف، وعندما تؤدى هذه الواجبات والأعباء بحب وإخلاص يكون ذلك سبب للسعادة. لذا ينبغي عند الإختيار أن يدرك الطرفان هذه الحقيقة، وأن يبحثا عن القادر على القيام بهذه الواجبات والمسئوليات.
الكفاءة الاقتصادية: من الضروري أن يكون هناك كفاءة إقتصادية بين الطرفين، ولا يكون هناك تفاوت كبير بينهما في هذا الجانب، لأن ذلك قد يؤدي إلى العديد من المشكلات المستقبلية التي تؤثر في العلاقة الزوجية وربما تؤدي إلى إنهائها .
إذ كيف يكون الحال حين يتزوج رجل محدود الدخل من فتاة أسرتها ثرية، قد تربَّت على أن تأخذ من مال أبيها بلا حساب ولا رقيب، وربما كان مصروف يدها -فقط- قبل زواجها ضعف راتب زوجها؟ وهذا -بلا أدنى شك- سيسبب أزمة أو قل أزمات مستقبلية في العلاقات الزوجية.