الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الشام وانتصار القيم على البارود ....رائد الجحافي
الشام وانتصار القيم على البارود ....رائد الجحافي

 عشر سنوات مضت منذ بدء شن ابشع وأقذر حرب في التاريخ على سوريا، ذلك البلد الجميل الذي يصارع منذ النشأة الأولى للحفاظ على جينات العزة والكرامة والقيم العربية الأصيلة.

اليوم وبعد عشر سنوات أنتصرت سوريا رغم ان الحرب لا تزال مستعرة نيرانها بكل الأشكال والصور البشعة، الا ان الشام انتصرت في نفس اليوم بل بنفس اللحظة التي اطلق فيها المجرمين أول رصاصاتهم واول أكاذيبهم وفتاويهم ومؤامرتهم ضد سوريا العروبة والحضارة والشموخ، نعم انتصرت سوريا بصمود ابنائها الذين رضعوا الكرامة صغاراً ودرسوا مفردات الشموخ والتضحية للوطن، شعبها الطيب الراقي الذي وقف يد واحدة في وجه الارهابيين ورفض الأموال التي تتدفق بعبث على الجماعات الارهابية الوافدة من كل ارجاء المعمورة، ولم يخافوا كل آلة الموت الهائلة تلك المعززة بالفتاوىء الدينية والكم الاعلامي الممنهج وهالة الرعب التي اتبعها الارهابيين وانظمتهم الداعمة والراعية لهم..

نعم لقد جمعت دول وانظمة الدكتاتورية والعنجهية العالمية كل قذاراتها ودمويتها واحقادها وحثالات الناس والمجرمين والارهابيين ومناهج التكفير والترهيب والبطش وما شابه ذلك وزجت بكل هذا الحقد، كل هذا الموت على سوريا الشموخ، اذ اراوا طمس هويته وابادة شعبة وكبريائه وكرامته لكن لم يفلحوا على الاطلاق، وكانت الدهشة التي اربكتهم وجعلتهم يضاعفون دعمهم وقذاراتهم عندما وجدوا مدى صمود السوريين وشجاعة الجيش العربي السوري، وحنكة السياسة عند الرئيس بشار وكل القادة.. ها هنا سوريا، نعم سوريا التي لا تقبل الهزيمة أو الاستسلام ولو كلفها خسارة كل شيء حي فيها، وأمام جبروت الأعداء وقوتهم عددا وعتادا وأموال وسلاح كان كل شيء يحمل الهوية السورية يسجل وينقش ملامح النصر.. لم تنتصر سوريا مجرد انتصار تقليدي، او مجرد نصر مادي، بل حققت انتصار يختلف عن النصر المتعارف عليه، انتصار يضاف إلى عزة وكرامة وشموخ السوريين حاضراً وعلى مر التاريخ في العصور القادمة إلى ان يرث الله الأرض وتقوم الساعة.. سوريا التي كانت ولا تزال أصل العروبة، وكرم العرب، ومهد العلم والعلماء، منارة التطور والتقدم وحاضنة لغة الضاد اذ تسابق الزمن في سبيل انتاج محتوى علمي عربي يوازي بل يفوق محتوى الاعاجم، تمسكت وحتى اللحظة بصون لغتنا العربية وستبقى قبلة العروبة والنخوة العربية التي تلاشت في بقاع كثيرة من جزيرة العرب ولم يعد لها من العروبة سوى اسمها الذي بات حكامها يلفظون هويتهم على استحياء.. سوريا الخلفية المساندة لقضايا العرب والد اعمة لفلسطين العربية الرافضة والممانعة والمقاومة للكيان الصهيوني المحتل، وطالما انتصرت فستكون الطريق نحو الانتصار الكبير بتحرير أرض فلسطين ومقدسات الاسلام من دنس الصهاينة.. سوريا رمز عزتنا، وكرامتنا انتصرت لنا جميعاً، رفعت رأس كل عربي شريف يؤمن بالعروبة واستعادت أمجاد العرب رغم كثرة النخاسين وسماسرة الاعراب الذين ما برحوا يتاجرون بقضايا العروبة وقضية فلسطين.. انتصرت سوريا، انتصرت شعوب العرب وستسرق شمس الحرية والكرامة عم قريب لتضيء كل بقعة حاول تجار الظلام والحروب تعتيمها..