الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تحذير من تفشي السلالة البريطانية في أميركا
تحذير من تفشي السلالة البريطانية في أميركا

 تنتشر السلالة البريطانية من فيروس كورونا المستجد بشكل بطيء نسبيا في الولايات المتحدة، لكن دراسة جديدة حذرت من  أن يتضاعف عدد الإصابات بالسلالة كل عشرة أيام، وفقا لدراسة جديدة نشرت، الأحد، توقع فيها الباحثون وقوع "تبعات كارثية" للسلالة الجديدة.

وعززت نتائج الدراسة نموذجا تنبأت به المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC"، الشهر الماضي، بأن التحور البريطاني الأكثر قابلية للعدوى قد يصبح "السلالة المسيطرة" في الولايات المتحدة، وفقا لتقرير نقلته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية. 

وذكر الباحثون في الدراسة أن الولايات المتحدة ما تزال قادرة على كبح التفشي الواسع للسلالة الجديدة، مؤكدين على ضرورة "اتخاذ إجراءات حاسمة وآنية في مجال الصحة العامة"، وأن السلالة "من شأنها أن تجلب تبعات كارثية على عدد الوفيات والإصابات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة خلال أشهر" .

ونشرت الدراسة في مجلة "medRxiv"، وتم تمويلها من "CDC" والمعاهد الأميركية للصحة إضافة إلى المعاهد الكندية للأبحاث الصحية، ولم تخضع الدراسة بعد لتقييم باحثين مستقلين. 

وتعرف السلالة الجديدة باسم "B.1.1.7"، وانتشرت بسرعة ملحوظة في المملكة المتحدة لتصبح السلالة المسيطرة في الدولة الأكثر تضررا بالجائحة في أوروبا، وفقا لتقرير الشبكة. 

ويرجح المسؤولون في القطاع الطبي أن تعمل اللقاحات المتوفرة للوقاية من المرض ضد السلالة الجديدة، رغم أن فعاليتها قد تنخفض بشكل ما. 

وكشفت الدراسة بأنه، ورغم "الانخفاض النسبي" لمعدل الإصابات بالسلالة البريطانية في الولايات المتحدة، إلا أن قابلية التفشي السريع لها قد "ترجح بشكل أكيد تقريبا أن تصبح السلالة الأكثر سيطرة لفيروس سارس-كوف-2 بحلول مارس 2021". 

وحاليا سجلت السلالة 3.6 في المئة من نسبة الإصابات الكلية بالمرض في الولايات المتحدة، حتى الإحصائيات التي سجلت في آخر أسبوع من شهر يناير، وفقا للدراسة. 

واعتبرت الدراسة أن صعوبة تتبع انتشار السلالة في أميركا يعود إلى عدم وجود نظام محلي لرصد التغيرات في جينوم الفيروس، كما هو الحال في بريطانيا والدنمارك ودول أخرى. 

شهدت الأشهر الأخيرة انتشارا لطفرات مختلفة طرأت على فيروس كورونا المستجد، بالتزامن مع ظهور اللقاحات التي تم تطويرها لتضع حدا للأزمة التي تسبب بها الوباء.

وذكر الباحثون وجود ارتفاع نسبي في عدد الإصابات بالسلالة في كاليفورنيا وفلوريدا، إلا أن البيانات خارج هاتين الولايتين محدودة. 

ونوهت الدراسة إلى أن الانتقال يأتي بين أوساط المجتمع، وفقا للبيانات من الولايتين، ورجح الباحثون أن السلالة أتت إلى البلاد من خلال السفر الدولي وانتقال الملايين من الأميركيين عبر أرجاء البلاد في عطلة عيد الشكر وعيد الميلاد ورأس السنة خلال فصلي الخريف والشتاء. 

يذكر أن السلالة تشهد نموا بشكل أبطأ من الحالات المسجلة في الدول الأوروبية، لكن الدراسة شددت على أهمية توفر المزيد من البيانات المحدّثة إضافة إلى تسجيل أي "منافسة من السلالات الأخرى الأكثر قابلية للعدوى".

يذكر أن هناك عددا من السلالات المتحورة التي سجلت حول العالم، من بينها سلالة جنوب أفريقيا. 

أظهرت دراسة جنوب إفريقية، الأحد، أن اللقاح البريطاني الذي طورته جامعة أكسفورد ومختبرات أسترازينيكا يوفر "حماية محدودة من الأشكال المعتدلة من مرض كوفيد-19 الناجمة عن المتحور الجنوب إفريقي لدى البالغين الشباب" من دون أن يشمل البحث الأشكال الخطرة منه.

كما ذكرت دراسة في يناير الماضي، انتشار سلالات محلية، من بينها "سلالة كولومبوس"، التي انتشرت في ولاية أوهايو.

كشف باحثون في ولاية أوهايو الأميركية، الأربعاء، عن وجود طفرتين جديدتين في فيروس كورونا ورجحوا أنهما نشأتا في الولايات المتحدة.

وأكد الباحثون ضرورة وجود نظام مراقبة أوسع للتغيرات في الفيروس، لأن "المختبرات في الولايات المتحدة تقوم حاليا بدراسة مجموعة ثانوية فقط من عينات سارس-كوف-2، التسلسل الحقيقي للتغير في سارس-كوف-2 في هذا البلد لا يزال غير معروف". 

وأضافوا أن "أنظمة الرقابة الأكثر تطورا في دول أخرى ساهمت في التحذير المسبق لما قد تحدثه السلالات على الولايات المتحدة"، وأن "B.1.1.7 تعد سلالة واحدة فقط من تلك التحورات التي قد تساهم في انتشار أوسع" للمرض.