الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مواجهات في باب العامود والشيخ جراح و90 ألفا صلّوا في الأقصى
مواجهات في باب العامود والشيخ جراح و90 ألفا صلّوا في الأقصى

احتشد عشرات الآلاف في المسجد الأقصى المبارك لإحياء ليلة القدر، مساء السبت، مع اعتداء قوات الاحتلال على متظاهرين في حي الشيخ جراح وباب العامود بالمياه العادمة والرصاص المطاطي، لتتواصل المواجهات المتقطعة والمتفرقة خلال ساعات فجر الأحد في شارع صلاح الدين ومحيط باب العامود.

وهتف المصلّون في المسجد الأقصى للحرية وضد الاحتلال، وقدّرت دائرة الأوقاف أعدادهم بتسعين ألفًا.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فجر اليوم الأحد، أن 90 فلسطينيا أصيبوا خلال مواجهات عنيفة في منطقة باب العامود، وجرى نقل 16 منهم للمستشفى.

وأضافت أن من بين المصابين رضيعة تبلغ من العمر عاما واحدا، إضافة إلى 5 أطفال آخرين، فضلا عن مسعف.

وأوضحت الجمعية في بيان، أن "معظم الإصابات بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت بشكل مباشر والاعتداء بالضرب". 

وأشارت إلى أن من بين الضحايا رب أسرة أصيب بجروح و4 من أطفاله بالهلع والخوف بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت عليهم بشكل مباشر.

ولفتت الجمعية، فجر اليوم الأحد، إلى أن قوات الاحتلال ما زالت تمنع سيارات الإسعاف التابعة لها من الوصول إلى ساحة باب العامود لنقل المصابين.

وقال شهود عيان إنّ من بين المصابين سيدة مسنة؛ حيث أصابتها قنبلة صوت في وجهها.

وأصيب خمسة شبان بالرصاص المطاطي على حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس، تزامنا مع مواجهات في مدن مختلفة في الضفة الغربية، منها الخليل ورام الله وجنين. كما خرجت تظاهرات كبرى عند الجدار الأمني في قطاع غزة. 

واندلعت مواجهات في باب العامود بين قوات الاحتلال وبين المصلّين. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق الشبان المتواجدين في المكان. وادّعى الاحتلال أن الشبان ألقوا عليه الحجارة والعبوات الناسفة. 

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، في وقت سابق السبت، إن قوات الاحتلال تمنعه من الوصول إلى باب العامود لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين.

كما أغلقت قوات الاحتلال المحلات التجارية في البلدة القديمة.

اعتداءات متواصلة للشرطة في حي الشيخ جراح

وبدأت الشرطة الإسرائيلية بُعَيد الإفطار مباشرة بتفريق المعتصمين في حيّ الشيخ جراح، الذي يشهد اقتحامات استفزازية متواصلة من قبل المستوطنين. ويحمل عدد من المستوطنين الذين يمرّون في الحي الأسلحة النارية. 

ومنذ صباح الجمعة، تغلق الشرطة الإسرائيلية مدخلي شارع عثمان بن عفان في حي الشيخ جراح، الذي يشهد الاعتصام اليومي لأسر المنازل الأربعة المهدّدة بالإخلاء، ومتضامنين معهم.

باحات المسجد الأقصى رغم عرقلة ومحاولة منع وصول الحافلات، مساء السبت (محمد خليلية)

ونجح عشرات الآلاف في الوصول إلى المسجد الأقصى رغم عرقلة الاحتلال لسير الحافلات القادمة من داخل الخطّ الأخضر، عبر إيقافها قرب أبو غوش وإغلاق شارع 1 المركزي لأكثر من ساعتين.

ونزل المتوجّهون إلى المسجد الأقصى من الحافلات وبدأوا إلى الأقصى مشيًا، بمساعدة قوافل سيّارات سيّرها أهالي القدس لاستقبالهم. لاحقًا تراجع الاحتلال عن قراره وأتاح استمرار رحلات الحافلات.

رفع التأهب الأمني للاحتلال

وفي وقت سابق اليوم، رفعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، حالة التأهب بين عناصرها، في محيط المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، تحسبا لإحياء ليلة القدر.

وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بيني غانتس، اليوم، السبت، مشاورات أمنيّة شارك فيها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي، وممثّلون عن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينيّة.

ووجّه كوخافي بتعزيز قواته المنتشرة في مناطق مختلفة، والاستعداد لتصعيد محتمل، ضمن مجموعة قرارات أخرى، لم يعلن عنها، بحسب ما أورد المراسل العسكري في موقع "واللا" الإسرائيلي، أمير بوحبوط.

كما أجرى المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، مشاورات أمنية بمشاركة كبار ضباط الشرطة، وهدّد بـ"الرد الحازم وبدون أي تسامح على أي توتر"، بحسب ما جاء في بيان رسمي.

وذكر البيان أن شبتاي أوعز تعزيز كبيرة للقوات. وعزا ذلك إلى الاستعداد "لليلة القادر وسلسلة أخرى من الأحداث المتوقعة في القدس في الأيام المقبلة". 

عرب48