السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
جائحة التطبيع .. فلسطين تحت خط النار...نائل ابو مروان
جائحة التطبيع .. فلسطين تحت خط النار...نائل ابو مروان

  تم إنشاء قناة العربية عام 2003 ليكون دورها الموكل لها تزييف الحقيقة وتدمير الوعي والانتماء للجماهير العربية والإسلامية بما يخدم أهداف الكيان . دور قناة "العربية" في خدمة هذه المخططات الهادفة النيل من الوعي والانتماء العربي لفلسطين وقضيتها حول تجندها لتزييف الوعي والتاريخ العربي عبر الانسلاخ من الحقائق الدامغة حول اغتصاب العصابات الصهيونية لأرض فلسطين. ليسهل على المواطن الخليجي والعربي تقبل وجود إسرائيل دولة مجتمعية متقدمة تقدم الإنسانية للشعوب وليس احتلال وترسيخ مفهوم فلسطين الأرض حق لبني إسرائيل وعلى المجتمع العربي تقبل هذا .

وتم تجنيد ملايين الدولارات والخبراء الإعلاميين لتدمير الانتماء والفكر العربي لقضية تعتبر مقدسة في فكر ووجدان العرب . دورها المشبوه لتشويه وعي الأجيال العربية، محاولة بذلك، التجنُّد لصالح الاحتلال الإسرائيلي وتطبيع وجوده في المنطقة العربية، متجاهلة عذابات الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال منذ عقود، ومتجاوزة حق ملايين الفلسطينيين المشردين في بقاع الأرض بالعودة إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948".الشعوب العربية شعوب متمسكة بقوميتها وعقيدتها من يراهن على تلك الشعوب لتنسلخ عن واقعها ودينها ومبدئها يكون واهما، يريدون الحرث في الماء لينتج واقع خارج عن المألوف والطبيعة وهذا مستحيل.

بدأت جائحة التطبيع مع الكيان المحتل من خلال ماكنات إعلامية خليجية معروفة الانتماء والهدف، بث المسلسل السعودي مخرج 7 الذي يبدأ في حوار بين ممثلين داخل العمل أن الفلسطينيين باعوا أرضهم وأنهم ناكرو جميل. ماكنة إعلامية معروف الهدف من خلال تشويه وشيطنة الفلسطيني والهدف التسهيل على تلك الانظمة التطبيع مع الاحتلال من خلال الشيطنة أن الفلسطيني ناكر للجميل ، ثم مسلسل أم هارون في تزوير للحقائق وتمجيد لمحتل، يحاول البعض تحقيق أهداف سياسية من خلف العمل ، فالمسلسل يهدف لتزوير التاريخ وإدخال المجتمع الخليجي تدريجيا في إطار التطبيع مع الاحتلال. هدف خبيث من أجل تدمير الانتماء للشعوب العربية في إنتمائها لدينها وعروبتها وما ترسخ لديها إيماناً أن القدس في أهميتها الدينية تعادل مكة والمدينة ، والهدف لتلك الانظمة في تدمير الانتماء الديني للشعب ليسهل لهم تحقيق حلمهم الخبيث في أن يصبح الكيان الصهيوني جزءا من الوجود في وجدان شعبها والشعوب العربية. من يرى "إسرائيل" عدوّاً محليّاً يخصّ الفلسطينيّين وحدهم لا يفهم جوهر وجودِها ودورها، على الرغم من التجارب الميدانية والخبرات المكدسة على مدى عشرات السنين بصدد حقيقة الكيان الصهيوني وحقيقة المهام التي أقيم من أجلها.

وبرغم أن هذا يحدث على الرغم من التجربة في الصلح والاعتراف وتطبيع العلاقات مع عدد من الدول العربية، التي برهنت أن الكيان الصهيوني ليس بحاجة إلى إعلان أي دولة عربية الحرب ضدّه كي يباشر تآمره التدميري أو عملياته الحربية، بل يكفي تماماً أن تنهج الدول نهجاً وطنياً مستقلاً، في ميدان الاقتصاد أو التعليم أو الصحة مثلاً، حتى يكون ذلك ذريعة كافية للتآمر ولشن الحرب بصورة أو بأخرى. فالتنمية الوطنية المستقلة في حد ذاتها ترقى إلى مستوى إعلان الحرب في مفاهيم الكيان الصهيوني الذي وجد أصلاً كي يحول دون ذلك!

لهذا قامت فكرتهم الطرح الصهيوني المشروع التفكيكى: بالنسبة الى العرب فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة إحتلالهم وإستعمارهم بأساليب جديدة قائم على أساس تدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية. التلاعب في العقول يعتبر السلاح الذي يغيب العقول ويتلاعب بإرادة البشر ويسلبهم القدرة على التحليل والتدبير فيصبحون تابعين لوسائل الإعلام وتحريكهم كيفما أرادت لتحقيق أهدافها الخاصة. الأسلوب واللغة المستخدمة في المسلسلات التي تبثها بعض القنوات الاعلامية العربية في شيطنة الفلسطيني لها أهداف سياسية عند صناع القرار في تحقيق أهداف الدعاية والتضليل لتحقيق أهداف خبيثة في قلب الحقيقة لتحقيق أهداف التطبيع مع الكيان في عقل المشاهد العربي من خلال إستخدام اسلوب فن الخداع الاعلامي، جوزيف جوبلز (أكذب حتى يصدقك الناس ) ومن أشهر كلمات جوبلز ( كلما كبرت الكذبة كان تصديقها أسهل). نجد التلاعب بالعقول من خلال الدعاية تبدأ بالتلاعب في الوعي لدى الفرد فهي عنصر مدمر لأنها تبدأ بالكذب والتزوير والتضليل من أجل تحقيق أهدافها لترسيخ لمفهوم التلاعب بعقول الجماهير وهو المنهج الذي تعمل عليه اليوم بعض وسائل الاعلام العربية لخداع شعوبها ومتابعيها لتمرير أهداف ما يهدف له صناع القرار في التطبيع مع الكيان، استخدام الاعلام المضلل ضد شعب تعرض لأشد أنواع القهر والظلم والإستبداد والتهجير من إحتلال الاكثر وحشية على وجه الارض وعلى مر التاريخ . نائل ابو مروان . كاتب ومحلل سياسي .