الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
.. أبو العبد والحرامي...جمال ابو هلال
.. أبو العبد والحرامي...جمال ابو هلال

 أبو العبد موظف في احد السلوك أو الأسلاك أو المسالك الحكومية راتبه 2500 شيكل في اليوم الأول لعمله الجديد.... كان يسير وحيداً بمنطقة جبلية بعيدة عن السكان ليلاً بين قريته والمدينة التي يعمل بها ...وكما هو معروف مواصلات القري شحيحة لا مواصلات اغلب الأوقات ليلا.... لديه مناوبة ليلية وهي الأولى لعمله الجديد ... كان يمشي تحت ضوء القمر بكل بلادة وبطء يدندن إحدى الأغنيات الثورية التي تعلمها وهو شاب في الجامعة. لكن وبمنتصف الطريق فاجئه لص بمسدس ليسرقه لكن أبو العبد واجه اللص بكل برود أعصاب وعدم اكتراث وبضحكة خبيثة. وين رايح قال اللص لابو العبد ..فرد عليه ...على الشغل......هات إلى معك..... والله مافي معي إلا بكيت دخان عربي و20 شيكل خدهن .. .ولك بدك تضحك على ... و شو إلى يضحكك ليكون مش عاجبك؟... شايف مش فارقة معك؟ ..والله بطلت تفرق لأخاف منه... .بسيطة والله مابخليك تروح قبل ما اخذ منك اشي ....أنت قلت انك موظف ...نعم صحيح....يعني معاك بطاقة بنك... .نعم صحيح ..وأول الشهر بتوخد راتبك ...شو رقمك السري قالها اللص بينما دخل أبوالعبد في نوبة ضحك هستيرية وقال له ولك أنت حمار ولا حرامي؟؟ صمت اللص لدقيقة وقال ...تعال نفكر شو ممكن تعطيني ...وبدك توعدني تعطيني راتبك بس شهر واحد ولا بطلعك كل يوم في محل بنكد عيشتك عاد أبو العبد عاد لنوبة الضحك الهستيرية مرة أخرى كادت تسقطه أرضا أمام دهشة اللص. .ولك راتب شو أنا أصلا ما بقبض ...البنك بيسبقك عليه وما بيضل منو إلا سلفه من الشهر إلى بعده... احتار اللص بأمر هذا المجنون ...والله ما خليت اشي اسرقه منك بس مادمت مش عاجنك وبتستهزا مني والله لأقبض روحك وارتاح منك ومن أشكالك .. .سكت أبو العبد لحظة ..وقال يباريت والله بتريحني من هالحياة. ومن هالدنيا ..بس قبل مااموت عندي سوال أنت بتسرق ليش...أجابه اللص... لم أجد بداً من السرقة لإطعام عائلتي رغم أن لي عمل أخر. بسيطة رح انتظر راتبك ووقتها بجيي بسرقك .. دير بالك انأ براقبك واعتبر هذا دين بذمنك .....تنهد أبو العبد وقال ولك زى ما قلتلك أنت حرامي حمار مفكر لحالك ناطر سلفه الراتب ؟ البقال واللحام وتاع الغاز والكهرباء والتجار سابقينك عليه دورلك على واحد غيري مقرش . موافق... ..لسان حاله يقول كيف وقعت بهذه المصيبة وسوء الحظ وأحتار في أمره فلم يكن يتوقع يوما أن يصادف مثل هذه الضحية في حياته ....اخذ يفكر بصمت لكن أبو العبد قطع حبل أفكاره وقال له انأ سأساعدك لأني مشفق عليك موافق..لكن كيف.؟؟؟ هناك مسئول كبير وواصل ...وبيته قريب من هنا ويمتلك الكثير من الأموال .. فهو واصل كما يقال عنه ...قال اللص شكرا للنصيحة والان سنفترق لانه حان موعد عملي. ..لكن عندما وصلا إلى الفيلا واقتربا من السور الذي يبنى به 3 عمارات صرخ صوت من الشباك أين أنت يا حمار منك الو ....فردا معا ...حاضر سيدي ...أمرك سيدي ...نحن هنا سيدي في خدمتك ....... نظر كل منهما بوجه الاخر وخرجا معا عند الصباح كل الى بيته....

جمال ابو هلال