الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
برنامج إسرائيلي استخدم للتجسس على سياسيين وصحافيين حول العالم
برنامج إسرائيلي استخدم للتجسس على سياسيين وصحافيين حول العالم

كشف تحقيق مشترك لوسائل إعلام أجنبية نشر، اليوم الإثنين، عن استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، لتعقب العديد من الصحافيين ونشطاء الاحتجاجات وقادة بعد الدول حول العالم على نطاق واسع. 

وأظهر التحقيق عن تسرب واسع لأكثر من 50000 رقم هاتف لأهداف محتملة للمراقبة. ومن بين الأرقام التي ظهرت رؤساء دول ونشطاء حقوقيون وصحفيون، تم اعتبارهم موضع اهتمام منذ العام 2016، بمن فيهم عائلة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في قنصلية بلاده في إسطنبول بالعام 2018.

ووفقا للتقرير المشترك الذي نشرته صحف "واشنطن بوست" و"غارديان" و"لوموند" وغيرها من وسائل الإعلام الإخبارية، فأن برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" استخدم لأغراض التجسس بعدما تعاونت في تحقيق بشأن تسريب معلومات، حيث تم من خلاله استهدف نشطاء وصحافيون وسياسيون من حول العالم بعمليات تجسس واسعة النطاق.

وذكر الموقع الإلكتروني "واللا" أن التحقيق أجري بمبادرة من منظمة العفو الدولية ومنظمة "فوربيدن ستوريز" الإعلامية غير الربحية ومقرها باريس، التي أنشأت مشروع "بيغاسوس"، وهو تعاون يضم أكثر من 80 صحفيا من 17 وسيلة إعلامية في 10 دول، وقالت وسائل الإعلام الإخبارية المطلعة على التسريب إن تفاصيل بشأن هويات الأشخاص الذين طاولتهم القرصنة ستعلن في الأيام المقبلة.

وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية أنيس كالمار "يكشف مشروع بيغاسوس كيف أن برامج التجسس الإسرائيلي من صنع شركة "إن إس أو"، هو السلاح المفضل للحكومات القمعية التي تسعى إلى إسكات الصحافيين ومهاجمة النشطاء وسحق الاحتجاجات، وتعريض حياة عدد لا يحصى من الأشخاص للخطر".

وحتى الآن، تم الإبلاغ عن زبائن لشركة "إن إس أو" الإسرائيلية في 11 دولة: أذربيجان، والبحرين، والمجر، والهند، وكازاخستان، والمكسيك، والمغرب، ورواندا، والسعودية، وتوغو، والإمارات. في بعض البلدان المدرجة في القائمة، اشتدت الهجمات على وسائل الإعلام المستقلة في السنوات الأخيرة.

ويظهر التحقيق أن الشركة الإسرائيلية لم تتخذ إجراءً لوقف استخدام أدواتها للمراقبة غير القانونية لنشطاء حقوق الإنسان والصحافيين، على الرغم من أن الشركة كانت تعلم بحقيقة الانتهاكات، أو كان ينبغي عليها أن تعلم، بحدوث مثل هذا الاستخدام.

ومن ضمن ما يرد في القائمة أرقام هواتف صحافيي منظمات إعلامية من حول العالم بينها وكالة فرانس برس و"وول ستريت جورنال" و"سي.ان.ان" و"نيويورك تايمز" و"الجزيرة" و"فرانس.24" و"راديو فري يوروب" و"ميديابارت" و"إل باييس" و"أسوشيتد برس" و"لوموند" و"بلومبرغ" و"ذي إيكونوميست" و"رويترز" و"فويس أوف أميركا" و"غارديان".

وكان مركز أبحاث "سيتيزين لاب" في جامعة تورنتو و"منظمة العفو الدولية" قد أفادا سابقا بأن البرنامج استخدم لقرصنة هواتف مراسلي "الجزيرة" وصحافي مغربي.

ومن بين ما يرد في القائمة أيضا رقمان يعودان لامرأتين قريبتين للصحافي السعودي خاشقجي.

كذلك تضم القائمة رقم هاتف صحافي مكسيكي مستقل اغتيل في مغسل للسيارات، ولم يعثر على هاتفه وبالتالي لم يتضح ما إذا تم اختراقه.

وأفادت "واشنطن بوست" بأن أرقاما واردة في القائمة تعود إلى رؤساء دول ورؤساء حكومات، وإلى أفراد عائلات ملكية عربية ودبلوماسيين وسياسيين ونشطاء ومدراء شركات.

وبحسب صحيفة "غارديان" يشير التحقيق إلى "استغلال واسع النطاق ومستمر" لبرنامج بيغاسوس الذي تشدد "ان.اس.او" على أن الهدف منه كشف المجرمين والإرهابيين.

وكانت "ان.اس.او" وهي شركة رائدة في قطاع البرامج الخبيثة الخاصة النامي والقليل التنظيم قد أبلغت الشرطة باستغلال جهات لبرنامجها.

وهي وصفت المعلومات الواردة بهذا الشأن بأنها مزاعم مضخّمة ولا أساس لها، وفق واشنطن بوست، ورفضت تأكيد هويات عملائها.