الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ميركل للحكومة الإسرائيلية: "توجد بيننا خلافات حول الموضوع الفلسطيني
ميركل للحكومة الإسرائيلية:

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، خلال اجتماع الحكومة اليوم، الأحد، وبحضور المستشارة الألمانية، أنغلا ميركل، أن "مسؤولية إسرائيل هي التأكد بالأفعال، لا بالأقوال، أنه لن يكون بحوزة إيران سلاحا نوويا أبدا". وقال ميركل إن "أمن إسرائيل سيظل جزءا مهما ومركزيا في أي حكومة يتم تشكيلها في ألمانيا".

في المقابل، شددت ميركل خلال اجتماع الحكومة أنه "توجد بيننا خلافات أحيانا، كما هو حاصل في الموضوع الفلسطيني مثلا. ومن الخطأ إسناد العلاقات على ذكرى المحرقة فقط". وأضافت أنها تؤيد حل الدولتين "وهكذا سيتمكن الفلسطينيون من العيش في بلادهم بأمان".

وأضافت ميركل أنه "ينبغي الاهتمام بالجيران في إسرائيل وثمة طريق واحدة صحيحة. وسياسة الاستيطان هي أمر يضع مصاعب وبالإمكان التحدث عن ذلك. وأعتقد أنه أمر جيد أن رئيس الحكومة (بينيت) ربط علاقات مع الأردن ودول عربية أخرى".

ورد بينيت قائلا إنه "لا نتجاهل الفلسطينيين، فهم جيران ولن يذهبوا إلى أي مكان"، لكنه ادعى أن "دولة فلسطينية تعني إقامة دولة إرهاب على مسافة سبعة دقائق من بيتي ومن أي نقطة في إسرائيل تقريبا. وأنا شخص برغماتي وننفذ سلسلة تحركات ميدانية من أجل الدفاع عن الجميع".

والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية،نفتالي بينيت، صباح اليوم الأحد، المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل، التي ستلتقي لاحقا الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، في القدس المحتلة، وذلك في سياق زيارتها الوداعية للبلاد والتي تستمر حتى يوم الإثنين. 

ورحب بينيت بالمستشارة الألمانية المنتهية ولايتها قائلا "أهلا وسهلا بك في إسرائيل، أيها الصديقة العزيزة لإسرائيل. نثمن الصداقة المتواصلة معك والتزامك بإسرائيل. العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل كانت قوية، ولكن خلال ولايتك إنها أصبحت أقوى من أي وقت مضى".

بينيت: النووي الإيراني قضية وجودية بالنسبة لإسرائيل

وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية "لقد تحولت العلاقات بين البلدين من تحالف آخر لصداقات حقيقية، وذلك بفضل قيادتك. نتوقع تقويتها أكثر، في قطاع الأعمال والعلوم والتعليم والصحة وبالطبع الأمن".

وتابع "أحيانا يحدث زعيم ما فرقا كبيرا، وأعتقد أن قيادتك قد مهدت الطريق لالتزام ألمانيا المستمر بأمن إسرائيل، ونحن نقدر ذلك كثيرا".

وفي جلسة الحكومة الإسرائيلية بحضور ميركل، تطرق بينيت للمشروع النووي الإيراني والعودة للاتفاق النووي، قائلا "

"في السنوات الثلاث الماضية، حقق الإيرانيون قفزة كبيرة إلى الأمام، حيث إن قدرتهم على التخصيب في أكثر مراحلها تقدما. الإيرانيون يماطلون بالوقت وأجهزة الطرد المركزي تدور"، مضيفا إن "مسؤولية إسرائيل هي التأكد بالأفعال وليس الأقوال من أن إيران لن تمتلك أسلحة نووية، فالأسلحة النووية في أيدي نظام متطرف وعنيف كهذا ستغير وجه المنطقة والعالم. والنسبة لنا، هذه قضية وجودية".

وتابع بينيت أنه "لقد بلغ البرنامج النووي الإيراني مرحلة تستلزم قدرة قيادية. وسيكون التسليم بكون إيران دولة على العتبة النووية بمثابة وصمة عار على جبين العالم الحر، بل وسيشكل خطرًا على السلم العالمي. ونشاهد كيف يتصرف الإيرانيون حاليًا، وهم لا يمتلكون مظلة نووية بعدُ، في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغزة والخليج. فما بالكم بمدى الأضرار التي سيتسببون بها إذا أدرك العالم أن هذه الهمجية باتت مدعومة بقنبلة نووية".

واعتبر أن "لا جدوى في محاولة مهادنة الإيرانيين، كونهم يفسرون المهادنة كضعف. وهم يواصلون التلاعب بالمجتمع الدولي، والمماطلة وفي هذه الأثناء التمادي في تخصيب اليورانيوم، وفي زعزعة الاستقرار في المنطقة دون هوادة. نشهد مرحلة حاسمة، والموقف الألماني هام بشكل خاص".

ميركل: أمن إسرائيل سيظل جزءا مهما ومركزيا في أي حكومة في ألمانيا

من جانبها، شكرت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها بينيت قائلة "خلال فترة ولايتي عملت مع جميع أعضاء حكومتي لجعل العلاقات بين دولنا وشعوبنا أقوى وأوسع، وذلك من خلال المشاورات بين الحكومات". وأضافت "لا يلعب ماضينا دورا في هذا فحسب، بل يؤدي أيضا إلى توقع مستقبل مشترك". وأشارت ميركل إلى أن "أمن إسرائيل سيظل جزءا مهما ومركزيا في أي حكومة يتم تشكيلها في ألمانيا".

وسبق أن قال بينيت إنه سيبحث مع ميركل في "التهديدات والتحديات في المنطقة خصوصا الملف النووي الإيراني وأهمية الحفاظ على دولة إسرائيل... ومسائل ثنائية".

وكان بينيت حذر أخيرا من أن برنامج إيران النووي "تجاوز كلّ الخطوط الحمراء"، مؤكدا أن إسرائيل "لن تسمح" لطهران بحيازة السلاح النووي.

وحطت المستشار الألمانية في ساعات متأخرة من الليل في مطار بن غوريون في اللد في آخر زيارة لها للبلاد قبل تركها المنصب، علما أن ميركل أجلت زيارتها في السابق بسبب انتخابات الكنيست في آذار/مارس الماضي، وأزمة تشكيل الحكومة.

وعقدت الحكومة الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، جلسة احتفالية على شرف ميركل التي شاركت في جلسة الحكومة الأسبوعية، على أن تجتمع لاحقا برئيس الحكومة بينيت والرئيس هرتسوغ، دون أن تلتقي برئيس الحكومة السابق رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، وذلك خلافا للبروتوكول المتبع في الزيارات الرسمية بين الدول، رغم أنها كانت تلتقي بزعماء المعارضة خلال زياراتها السابقة للبلاد.

وتزور المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها متحف "ياد فاشيم" الذي يخلد ذكرى ضحايا المحرقة "الهولوكست"، وستجتمع أيضا برواد في مجال "الهايتك" ومبادرين إسرائيليين، علما أن هذه سابع زيارة قامت بها ميركل إلى إسرائيل منذ توليها هذا منصب المستشارة الألمانية قبل حوالي 16 عاما.

ومن غير المقرر أن تزور ميركل رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة، ولو أن ألمانيا تؤيد "حل الدولتين".