الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بورتريه ناصر أبو حميد. ـ أنقذوا ناصر من النجمة السداسية.....بقلم: أحمد طه الغندور.
بورتريه ناصر أبو حميد.  ـ أنقذوا ناصر من النجمة السداسية.....بقلم: أحمد طه الغندور.

  ماذا لو أردنا أن نرسل صورة معبرة للعالم عن الأسير "ناصر أبو حميد" فكيف تكون؟

لا شك أنها ونحن في هذه الحالة؛ لا بد أن تكون "بورتريه" تواجه هذا العالم بالحقيقة الكاملة، وتنقل المشاعر والمزاج لصاحبها الذي هو ناصر!

إذن؛ دعونا نحاول!!!

الزمان: الوقت الحالي ـ الذي وللأسف قد يكون يحمل الدقائق أو الأنفاس الأخيرة لإنسان.

المكان: اللاوعي ـ المتمثل في سرير بإحدى مستشفيات "الاحتلال".

الأشخاص: الشهيد الحي ـ الغائب عن الوعي ـ مريض السرطان ـ الرمق الأخير لحياة ـ الأسير "ناصر أبو حميد".

المشهد: نجمة سداسية زرقاء غليظة الخطوط، حادة الحواف ـ كأفعى تلتف على رقبة إنسان!

هذه "الأفعى" التي ترمز إلى الكثير لدى "الاحتلال" داخليًا بما فيها "الإسعاف"، وخارجياً مثلتها "الكريستالة الحمراء" ضمن الشارات الدولية المعتبرة لدى منظمة الصليب الأحمر الدولي!

هذه "الأفعى" تنقض على "ناصر"؛ شاحب الوجه ـ كأنه رُسم بقلم رصاص فاتح، رفيع الخط ـ فاقد الوعي تماماً بفعل "سرطان الرئة" وصل مراحله الأخير، تدعمه أجهزة صناعية للإبقاء على أنفاسه، ولو نظرنا من تحت "البورتريه" لوجدنا "أغلال حديدية" تقيد "الشهيد الحي" ـ الغائب عن الوعي ـ بالسرير كي لا تقترب منه الحياة!

في هذا المشهد تصرخ سيدة ـ جبل المحامل ـ أم الشهيد، حاضنة الأسرى، معمار الهدم، " أم ناصر "؛ تصرخ بعلو الصوت " يا ريتني ما شفته "! هل لقلب بشر حي أن يتخيل صدور هذه "الكلمات" عن هذا "القلب الشفوق المفعم بالحب"!

ما الذي يُرعب "الاحتلال" كي يحرم "ناصر" من حقه في العلاج بشكل طبيعي، بعد أن أهمل في علاجه لمدة طويلة ـ كما هي سياسته مع الأسرى الفلسطينيين ـ بالرغم أنه حق يكفله القانون الإنساني الدولي، وقواعد حقوق الإنسان، وتجرم مبادئ القانون الجنائي الدولي أي اعتداء عليه أو الانتقاص منه!

قضية "ناصر أبو حميد" إدانة واضحة للمؤسسات الإنسانية والدولية عن تقصيرها في حق "الأسرى الفلسطينيين" فإلى متى؟!

هل من الممكن أن تتحرك "سويسرا" ـ حاضنة اتفاقيات جنيف ـ و "اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي" بالعمل الفوري لنقل "ناصر" إلى "جنيف" لعلاجه من "سرطان الرئة" في مستشفياتها، ويكون هذا الحدث بمثابة "دراسة حالة" حقيقية أمام المؤسسات الإنسانية، وأن تعمل على عودته إلى وطنه سالماً عند الشفاء بإذن الله.

وأن تكون هذه "المبادرة" بمثابة "قرع جدران الخزان" بأن قضية الأسرى الفلسطينيين يجب أن تصل إلى حل عاجل قريباً بعيداً عن فذلكات السياسة!

أصدق الدعاء للمولى القدير بشفاء ناصر، وجميع أسرانا المرضى، والحرية الناجزة لكافة الأسرى والأسيرات الأماجد.