الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فيديو “الفلقة” يقلب المغرب.. هذا ما فعله إمام مسجد بأطفال قاصرين
فيديو “الفلقة” يقلب المغرب.. هذا ما فعله إمام مسجد بأطفال قاصرين

اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، موجة غضب واسعة واستياء بعد انتشار مقطع فيديو بعنوان “الفلقة”، يُظهر إمام مسجد في طنجة يقوم بتعنيف أطفال قاصرين داخل قاعة للتعليم الديني. 

وذكرت مصادر جريدة “هسبريس” الإلكترونية المحلية، أن النيابة العامة بشفشاون أمرت بفتح بحث قضائي مع إمام مسجد “دكينة”، بمنطقة باب تازة.

وذلك على خلفية ما بات يُعرف بـ”شريط الفلقة”، وبحسب المصادر ذاتها شرعت مصالح الدرك الملكي بتعليمات من النيابة العامة، في إجراء البحث مع المحفظ الذي ظهر في شريط وهو يعنف أطفالا صغارا كانوا بصدد حفظ القرآن الكريم. 

وأظهر الفيديو الذي لم تتجاوز مدته دقيقة واحدة و56 ثانية وتابعته “وطن”، أحد الأشخاص وهو يحمل الطفل بين يديه ويوجه قدمه باتجاه استاذ الصف ( الإمام) الذي يقوم بضربه بعنف ووحشية على قدميه.

وكان واضحا استخدام المعلم لطريقة تقليدية قديمة في العقاب (الفلقة) التي عفا عليها الزمن، وهي طريقة بعيدة عن التعليم.

ثم يحضر خادم المدرسة طفلاً آخر ليلقى نفس المعاملة من الإمام وسط صراخ الأطفال الآخرين وتوسلاتهم. 

وفور انتشار الفيديو تحركت السلطات المغربية وذكرت “هسبريس”، أن “مصالح اليقظة المعلوماتية كانت قد رصدت شريط فيديو، يتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويظهر فيه إمام مسجد بمنطقة “باب تازة” وهو يستخدم العنف في حق قاصرين يتابعون دروسا في التعليم العتيق”، وأمرت النيابة العامة بتوقيفه.

“تحفيظ أن انتقام وتنفيس عن الغضب”

ولاقى الفيديو موجة استنكار وغضب في أوساط المغاربة وتعالت الأصوات للمطالبة بمعاقبة الشخصين الذين ظهرا في الفيديو الصادم.

وتساءل “رضوان” من جانبه “إّذا كانت الفلقة هي جزء من التحفيظ أم انها مجرد تنفيس عن الغضب.”

فيما عبر “محمد العضياني” عن اعتقاده بأن العصا هي من وسائل التأديب وقديماً كانت تخرج رجالاً واستدرك: “العصا لمن عصى. وعندما توقف استخدام الفلقة والعصاة لم يعد هناك تعليم.” 

فما طالب “زكريا عسري” بإطلاق سراح الفقيه –الامام الذي استخدم الفلقة لتعليم تلاميذه- وعلق “هكذا تعلمت أجيال من المغاربة وعندما توقف استخدام الفلقة والعصاة لم يعد هناك تعليم.”

بينما رفض ناشط هذه النظرية وأكد أنه “لا توجد علاقة بين الضرب والتربية، مضيفا “أنه يعرف أشخاصاً كانوا يتلقون ضرباً مبرحاً على يد والديه، ومع ذلك هم الآن منحرفون.”

وتابع “الكسول يبقى كسولاً في الدراسة حتى يقرر أن يصبح مجتهداً وربما تزيد العصا في كرهه للدراسة.” 

وحسب تقرير لمنظمة “Human Rights Watch“، صدر عام 2020 يتعرض أكثر من 90% من الأطفال للإساءة الجسدية أو اللفظية كل شهر في بعض بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، التي سجلت بعضها أعلى معدلات العقاب البدني في العالم.

ومنذ سبعينات القرن الماضي بدأت الدول بحظر العقاب البدني حيث أظهرت الأبحاث أنه لا يساهم في تحسين سلوك الأطفال.

بل وكان مرتبطا أيضا بزيادة الأفكار الانتحارية والقلق والعدوان والعنف الأسري والجريمة والتسرب من المدرسة. لكن الأطفال هناك ما زالوا يتعرضون للإيذاء الجسدي في المنزل، والمدرسة. 

ووجدت دراسة أجرتها وزارة التربية الوطنية في المغرب حالات قام فيها المعلمون بصدم الأطفال بالكهرباء وربطهم بحبال.

ومع ذلك، تباطأت الحكومة في الاستجابة للمطالب بحظر جميع أشكال التأديب العنيف للأطفال