الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تقرير: "جهود أخيرة" للتوصل لتفاهمات إسرائيلية - سعودية قبل زيارة بايدن
تقرير:

ذكر تقرير إسرائيلي، مساء اليوم، الأربعاء، أن المسؤولين في البيت الأبيض كثفوا جهودهم في "محاولة أخيرة" للتوصل إلى تفاهمات بين الحكومة الإسرائيلية والسلطات في السعودية، قد تمهد إلى الشروع في خطوات تقارب تدريجية تقود إلى تطبيع العلاقات بين الجانبين، قبل زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى المنطقة. 

وأفاد التقرير الذي أوردته هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11")، في نشرتها المسائية، اليوم الأربعاء، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أجرى مداولات واسعة في هذا الشأن خلال الأيام الماضية.

وبحسب التقرير فإن البيت الأبيض عزز من التحركات للتوسط بين تل أبيب والرياض والقاهرة للتوصل إلى تفاهمات أمنية يتم بموجبها نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الإستراتيجيتين في البحر الأحمر، من مصر إلى السعودية.

وتشمل التفاهمات التي تسعى الأطراف الثلاث إلى تثبيتها، موافقة إسرائيل على سحب قوة المراقبين الدوليين في جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، مقابل سماح الرياض بفتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية المتجهة من وإلى إسرائيل.

كما تشمل التفاهمات، بحسب القناة الرسمية الإسرائيلية، السماح برحلات جوية مباشرة بين السعودية وإسرائيل لنقل الحجاج الفلسطينيين من حاملي الجنسية الإسرائيلية في مناطق الـ48، بالإضافة إلى موافقة السعودية على تشكيل والمشاركة في منتدى أمني دفاعي إقليمي لمواجهة إيران.

وقالت القناة إن الاتصالات بشأن تشكيل منتدى دفاعي إقليمي بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة إسرائيل والسعودية وغيرها من الدول الخليجية، وصلت إلى مرحلة متقدمة، مشددة على أنه لم يتم التوصل إلى تفاهمات نهائية بعد. وذكرت القناة أن التوقعات الإسرائيلية تشير إلى أنه سيتم الإعلان عن تقدم في هذه المساعي خلال زيارة بايدن إلى الرياض، التي سيتوجه إليها مباشرة من تل أبيب، بعد زيارة تستمر ثلاثة أيام. 

وفي حال الاتفاق على تفاهمات بشأن انتشار قوة المراقبين الدولية في تيران وصنافير، فإن هذا سيكون أول اتفاق سياسي علني بين إسرائيل والسعودية، ويأملون في إسرائيل أنه سيقود إلى "مبادرات نية حسنة" أخرى.

وتأتي المفاوضات حول الجزيرتين بسبب طلب إسرائيل إبقاءها منزوعة السلاح، حسبما تنص على ذلك اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، التي تنص على تواجد قوة مراقبين دولية بقيادة أميركية في الجزيرتين.

وصادقت مصر، عام 2018، على نقل السيادة على الجزيرتين إلى السعودية. وأعلنت إسرائيل عن موافقة مبدئية، لكنها اشترطت ذلك باستمرار تواجد القوة الدولية فيهما، بموجب اتفاقية السلام.

وتصف إسرائيل موقع الجزيرتين بأنه إستراتيجي، كونهما تسيطران على مضائق تيران، وهي المدخل البحري إلى مينائي العقبة وإيلات. وتعتبر إسرائيل أن الاتفاقية المصرية – السعودية تحتاج إلى أخذ موقف إسرائيل حيالها بالحسبان. فاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تقضي بأن تكون الجزيرتان خاليتان من قوات عسكرية وأن يتواجد فيهما مراقبون دوليون بقيادة الولايات المتحدة.

وفيما كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد أبدت موافقة مبدئية منذ نحو عام على الاستجابة إلى مطالب القاهرة والرياض بخصوص سحب المراقبين الدوليين في تيران وصنافير، بحسب "كان 11"، إلا أن أوساط أمنية إسرائيلية، أعربت في الأيام الأخيرة عن قلقها في هذا الصدد، واعتبرت أنه لا يجب أن الاعتماد على "الضمانات الأميركية" فقط، وأشارت إلى ضرورة مواصلة عمل المراقبين الدوليين في الجزيرتين الإستراتيجيتين في البحر الأحمر. 

ورجحت القناة أن يتم التوصل إلى قرار نهائي في هذا الشأن في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مرجحة أن يتم الاستجابة لطلب القاهرة والرياض المتعلق بسحب قوة المراقبين الدوليين في تيران وصنافير.

وأجرت إدارة بايدن مفاوضات هادئة مع كل من السعودية وإسرائيل ومصر حول نقل السيادة على الجزيرتين. وطالبت السعودية خلال هذه المفاوضات بإخراج قوة المراقبين الدولية من الجزيرتين، وفي الوقت نفسه الحفاظ على ترتيبات أمنية والتزامات سياسية تطالب بها إسرائيل، بحيث تكون التعهدات المصرية في اتفاقية السلام، بما يتعلق بحرية الملاحة للسفن الإسرائيلية في مضائق تيران، ملزمة للسعودية.

ولا تتوقع إسرائيل تطبيع علاقات كامل مع السعودية قريبا، بحسب ما أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، مؤخرا، مشددا على أن تطبيع العلاقات بين بلاده والسعودية "سيستغرق وقتا طويلا".

وقال لبيد، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن التطبيع مع السعودية لن يحدث "فجأة، ستكون هناك عملية طويلة من الخطوات الصغيرة ولكننا نؤمن أننا سنصل إليه".

وتابع أنه "يمكن أن يأتي ثلاثة وزراء خارجية من بعدي؛ شخص ما سيقف على المنصة وسيحتفل بهذا، وهو أمر جيد تمامًا، هذه هي الطريقة التي يدير بها المرء دولة".

كما اعتبر لبيد أن "زيارة بايدن إلى المنطقة سيكون لها تأثير كبير على المنطقة وعلى الصراع مع إيران، وإمكانات هائلة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة بشكل كبير".

وكانت التقارير الإسرائيلية قد أفادت بأن إدارة بايدن تعمل على إعداد "خارطة طريق" لتطبيع العلاقات تدريجيا بين تل أبيب والرياض، وذلك قبل زيارة بايدن المقررة إلى الشرق الأوسط، في 13 تموز/ يوليو الجاري.

عرب ٤٨