دعا مُحامُو أخصائي طب أطفال جنوب إفريقي مُتّهم بـ"القتل الخطأ" لطفلة مريضة بسرطان الدم و"مُحتجز ظُلْمـــاً" في أبوظبي المُنظّمات الدولية لمُقاطعة الإمارات، كما دعا اتحاد الأطباء الجنوبيين الإفريقيين العاملين هُناك في مجال الصّحّة للعودة إلى بلادهم "من أجل سلامتهم".
فقد طلب فريق المُحامين الذي يدافع عن البروفيسور الفخري بجامعة كيب تاون، سيريل كارابوس (Cyril Karabus) من عدة مُنظمات تشترك أو تنظم أحداثا رياضية أو منتديات حول النفط والغاز في أبو ظبي مُقاطعة الإمارات للضّغط على السّلطات، كما أوردت صحيفة "كَيب أرغوس" (Cape Argus) من جنوب إفريقيا.
ونقلت الصحيفة عن أحد مُحاميه، مايكل بغريم (Michael Bagraim)، قوله "نحن نُحاول مُقاربة مُختلفة للضّغط. إننا نُطلب من الشركات والمنظمات مُقاطعة الإمارات حيث أن أبوظبي تحتجز ظُلماً البروفيسور كاراباس".
من جانبها، قالت صحيفة "ذو نيو إيج" (The New Age) أن اتحاد أطباء جنوب أفريقيا (The South African Medical Association) حذّر العاملين المهنيين في مجال الصحة من السعي إلى العمل في الإمارات، ونصح الإتحاد أطباء جنوب إفريقيا والمهنيين الصحيين الآخرين بأن "يتجنّبوا العمل في الإمارات" وطلب من الموجودين هُناك بأن "يُفكّروا في الانسحاب من خدماتهم من أجل سلامتهم".
ونقلت الصحيفة عن رئيس الاتحاد، الدكتور مزوكيسي جروتبوم (Dr Mzukisi Grootboom) قوله أن "الإمارات العربية المتحدة والدول المُحيطة بها ليست جديرة بمهاراتنا ما لم يكن بوسعهم احترام حقوق الإنسان".
وقالت الصحيفة أن وزارة العلاقات الخارجية والتعاون قدمت دعما قنصليا لكاراباس وأسرته. وأرسلت وزيرة العلاقات الدولية، مايتي نيكوانا مشابان (Maite Nkoana-Mashabane)، خطابا إلى نظيرها الإماراتي تطلب منه التعامل مع القضية "بصورة سريعة وعادلة حيث أنها تُشكل ضغطا على العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين والتّعاون في المجال الطبي".
كما أكدت الوزارة أنه "على الرغم من أن جنوب إفريقيا لا يُمكن أن تتدخّل في العملية القضائية في دولة أخرى ذات سيادة، إلا أن الحكومة ستواصل التركيز على الأمر إلى أن يتم إنهاءه".
وقد أثارت قضية كاراباس اهتماما دوليا ودعا الاتحاد العالمي للأطباء (The World Medical Association) السلطات في الإمارات إلى منحه مُحاكمة عادلة. ويقول الاتحاد أنها خاطبت وزير العدل الإماراتي للتعبير عن "قلقها العميق إزاء البروفيسور كارابوس وحالته الصحية". وقالت إنها ستتابع قضيته عن قرب.
كما نشرت عدة صحف عالمية - من ضمنها صحيفة الغارديان البريطانية - تقارير عن القضية التي ترجع أحداثها إلى أكثر من عشرة أعوام عندما قرر أخصائي طب الأطفال البارز العمل لبعض الوقت في أبو ظبي "لكسب المزيد من النقود لأن الأطباء في جنوب إفريقيا لا يحصلون على رواتب مرتفعة"، كما قال "نادما" من شُقّة في أبوظبي، حيث يعيش في انتظار الحُكم.
وكان كاراباس يترأس وحدة الأورام بمستشفى أطفال الصليب الأحمر في كيب تاون لأكثر من 30 عاما وكرّس نفسه لإنقاذ حياة الأطفال السود المصابين بالسرطان خلال فترة حكم نظام التمييز العنصري.
وكانت السّلطات الإماراتية قد اعتقلت سيريل كارابوس في دبي خلال توقفه في أغسطس الماضي وهو عائد من حفل زفاف نجله في تورنتو بكندا. وحُوكم كارابوس غيابياً بعد مُغادرته الإمارات سنة 2003 بتُهمة "التزوير في مُحرّر رسمي، عبارة عن تذكرة علاج صادرة عن مستشفى الشيخ خليفة الطبي أثبت فيها على غير الحقيقة إعطاءه صفائح دموية للطّفلة، إضافة إلى تهمة القتل الخطأ (...) وذلك بعدم إعطاء الطّفلة المجني عليها صفائح دموية في الوقت المناسب، ما عجّل بوفاتها"، بحسب لائحة الإتّهام.
وصدر الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات عن تهمة التزوير والحبس سنة مع دفع مئة ألف درهم ديّة لورثة الطفلة.
وتم إعادة توجيه الاتهام له وفق قانون الإمارات الذي "يُوجب إعادة المُحاكمة التي تتم غيابياً بمجرد القبض على المُتهمين للسماح لهم بمُمارسة حقهم في تقديم دفاعهم عن التّهم المُوجهة إليهم".
ويتعيّن على البروفيسور كارابوس - وهو في الثامنة والسبعين من العمر ويحمل جهازًا لتنظيم ضربات القلب، بحسب مُحاميه مايكل بغريم (Michael Bagraim) - أن يظل في أبوظبي إلى حين تتمّ مُحاكمته حُضوريّا.
ويصرّ كاراباس على أن السّجلات الطّبية تحتوي على تاريخ الفتاة الطبي والذي يُعد "حيويّا" في إثبات براءته، كما يحتوي الملف الطبي على مُلاحظاته والتقارير المعملية وكذلك تفاصيل الأسابيع الثلاثة التي سبقت بدء علاجه للطفلة.
ويُشدّد كاراباس على حالة الطفلة كانت حالة سرطان دم مُستعصية وكانت الطفلة ستموت على أي حال، ولم يكن هناك ما يمكنه القيام به سوى تسكين آلامها، لكنه فعل "كل ما في وسعه" من أجل إنقاذها، لكن "للأسف، كانت مُصابة بمرض في الدم تبلغ نسبة الوفيات للمصابين به 85 في المئة".
حبيب طرابلسي