الإثنين 2/11/1444 هـ الموافق 22/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دعوات من جنوب إفريقيا لمقاطعة الإمارات بسبب طبيب

دعا مُحامُو أخصائي طب أطفال جنوب إفريقي مُتّهم بـ"القتل الخطأ" لطفلة ‏مريضة بسرطان الدم و"مُحتجز ظُلْمـــاً" في أبوظبي المُنظّمات الدولية ‏لمُقاطعة الإمارات، كما دعا اتحاد الأطباء الجنوبيين الإفريقيين العاملين هُناك ‏في مجال الصّحّة للعودة إلى بلادهم "من أجل سلامتهم".‏

فقد طلب فريق المُحامين الذي يدافع عن البروفيسور الفخري بجامعة كيب ‏تاون، سيريل كارابوس (‏Cyril Karabus‏) من عدة مُنظمات تشترك أو تنظم ‏أحداثا رياضية أو منتديات حول النفط والغاز في أبو ظبي مُقاطعة الإمارات ‏للضّغط على السّلطات، كما أوردت صحيفة "كَيب أرغوس" (‏Cape Argus‏) ‏من جنوب إفريقيا. ‏

ونقلت الصحيفة عن أحد مُحاميه، مايكل بغريم (‏Michael Bagraim‏)، قوله ‏‏"نحن نُحاول مُقاربة مُختلفة للضّغط. إننا نُطلب من الشركات والمنظمات ‏مُقاطعة الإمارات حيث أن أبوظبي تحتجز ظُلماً البروفيسور كاراباس". ‏

من جانبها، قالت صحيفة "ذو نيو إيج" (‏The New Age‏) أن اتحاد أطباء ‏جنوب أفريقيا (‏The South African Medical Association‏) حذّر ‏العاملين المهنيين في مجال الصحة من السعي إلى العمل في الإمارات، ونصح ‏الإتحاد أطباء جنوب إفريقيا والمهنيين الصحيين الآخرين بأن "يتجنّبوا العمل ‏في الإمارات" وطلب من الموجودين هُناك بأن "يُفكّروا في الانسحاب من ‏خدماتهم من أجل سلامتهم".‏

ونقلت الصحيفة عن رئيس الاتحاد، الدكتور مزوكيسي جروتبوم (‏Dr ‎Mzukisi Grootboom‏) قوله أن "الإمارات العربية المتحدة والدول ‏المُحيطة بها ليست جديرة بمهاراتنا ما لم يكن بوسعهم احترام حقوق ‏الإنسان".‏

وقالت الصحيفة أن وزارة العلاقات الخارجية والتعاون قدمت دعما قنصليا ‏لكاراباس وأسرته. وأرسلت وزيرة العلاقات الدولية، مايتي نيكوانا مشابان ‏‏(‏Maite Nkoana-Mashabane‏)، خطابا إلى نظيرها الإماراتي تطلب منه ‏التعامل مع القضية "بصورة سريعة وعادلة حيث أنها تُشكل ضغطا على ‏العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين والتّعاون في المجال الطبي". ‏

كما أكدت الوزارة أنه "على الرغم من أن جنوب إفريقيا لا يُمكن أن تتدخّل في ‏العملية القضائية في دولة أخرى ذات سيادة، إلا أن الحكومة ستواصل التركيز ‏على الأمر إلى أن يتم إنهاءه".‏

وقد أثارت قضية كاراباس اهتماما دوليا ودعا الاتحاد العالمي للأطباء (‏The ‎World Medical Association‏) السلطات في الإمارات إلى منحه مُحاكمة ‏عادلة. ويقول الاتحاد أنها خاطبت وزير العدل الإماراتي للتعبير عن "قلقها ‏العميق إزاء البروفيسور كارابوس وحالته الصحية". وقالت إنها ستتابع ‏قضيته عن قرب.‏

كما نشرت عدة صحف عالمية - من ضمنها صحيفة الغارديان البريطانية - ‏تقارير عن القضية التي ترجع أحداثها إلى أكثر من عشرة أعوام عندما قرر ‏أخصائي طب الأطفال البارز العمل لبعض الوقت في أبو ظبي "لكسب المزيد ‏من النقود لأن الأطباء في جنوب إفريقيا لا يحصلون على رواتب مرتفعة"، ‏كما قال "نادما" من شُقّة في أبوظبي، حيث يعيش في انتظار الحُكم. ‏

وكان كاراباس يترأس وحدة الأورام بمستشفى أطفال الصليب الأحمر في كيب ‏تاون لأكثر من 30 عاما وكرّس نفسه لإنقاذ حياة الأطفال السود المصابين ‏بالسرطان خلال فترة حكم نظام التمييز العنصري.‏

وكانت السّلطات الإماراتية قد اعتقلت سيريل كارابوس في دبي خلال توقفه ‏في أغسطس الماضي وهو عائد من حفل زفاف نجله في تورنتو بكندا. وحُوكم ‏كارابوس غيابياً بعد مُغادرته الإمارات سنة 2003 بتُهمة "التزوير في مُحرّر ‏رسمي، عبارة عن تذكرة علاج صادرة عن مستشفى الشيخ خليفة الطبي أثبت ‏فيها على غير الحقيقة إعطاءه صفائح دموية للطّفلة، إضافة إلى تهمة القتل ‏الخطأ (...) وذلك بعدم إعطاء الطّفلة المجني عليها صفائح دموية في الوقت ‏المناسب، ما عجّل بوفاتها"، بحسب لائحة الإتّهام.‏

وصدر الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات عن تهمة التزوير والحبس سنة مع ‏دفع مئة ألف درهم ديّة لورثة الطفلة. ‏
‏ ‏
وتم إعادة توجيه الاتهام له وفق قانون الإمارات الذي "يُوجب إعادة المُحاكمة ‏التي تتم غيابياً بمجرد القبض على المُتهمين للسماح لهم بمُمارسة حقهم في ‏تقديم دفاعهم عن التّهم المُوجهة إليهم". ‏

ويتعيّن على البروفيسور كارابوس - وهو في الثامنة والسبعين من العمر ‏ويحمل جهازًا لتنظيم ضربات القلب، بحسب مُحاميه مايكل بغريم (‏Michael ‎Bagraim‏) - أن يظل في أبوظبي إلى حين تتمّ مُحاكمته حُضوريّا. ‏

ويصرّ كاراباس على أن السّجلات الطّبية تحتوي على تاريخ الفتاة الطبي ‏والذي يُعد "حيويّا" في إثبات براءته، كما يحتوي الملف الطبي على مُلاحظاته ‏والتقارير المعملية وكذلك تفاصيل الأسابيع الثلاثة التي سبقت بدء علاجه ‏للطفلة.‏

ويُشدّد كاراباس على حالة الطفلة كانت حالة سرطان دم مُستعصية وكانت ‏الطفلة ستموت على أي حال، ولم يكن هناك ما يمكنه القيام به سوى تسكين ‏آلامها، لكنه فعل "كل ما في وسعه" من أجل إنقاذها، لكن "للأسف، كانت ‏مُصابة بمرض في الدم تبلغ نسبة الوفيات للمصابين به 85 في المئة".‏

حبيب طرابلسي

2013-01-24