أهم الرسائل:
إلى روسيا والولايات المتحدة: على الجميع الأخذ بالاعتبار المصالح الإسرائيلية عند دراسة أي حل في سوريا وبإمكان إسرائيل تفجير الموقف.
إلى المعارضة المسلحة السورية: نحن هنا ومن الصعب تجاوزنا وإن ضعفت إرادتكم يمكننا تغيير الموازيين وإرباك الوضع السوري لتخفيف الضغط عن الحدود التركية لمنع محاولة سوريا السيطرة عليها.
إلى مؤيدي تسليح المعارضة السورية: يمكننا اللعب ويمكنكم الاستمرار برفض الحوار. نحن مضطرون للتدخل المباشر بعد ذهاب كلينتون وساركوزي وظهور بوادر تفاهم دولي على حل وسط.
إلى الحكومة السورية: يمكننا تخريب انتصاركم وإرباك مشاريعكم. وبقليل من التفاهم بيننا يمكننا تسهيل الأمر عليكم ففكروا بعروضنا التي رفضتم على مر السنوات.
إلى الرأي العام العربي والإسلامي: على من يؤيد النظام منكم الوقوف طويلا أمام عجزه عن الرد. وما قيمة المقاومة إن عجزت عن الرد علينا فكيف لها أن تنتصر. ولقطعان الربيع العربي نوفر لكم مادة خصبة للاستهزاء بالنظام السوري وكشف تناقض ضعفه أمامنا وقوته على الثوار. وهذا يوفر زخما جديدا لدعم ثوار سوريا.
إلى الرأي العام الغربي: نحن ندافع عن مصالح إسرائيل الاستراتيجية وحماية أمنه من خلال قطع الطريق على محاولات تهريب أسلحة استراتيجية إلى حزب الله.
إلى الجمهور الإسرائيلي: عليكم تذكر أن أعداءنا كثيرون وسوريا حليف إيران القوي قريبة من حدودنا ونحن بهذه الضربة نرسم الخطوط الحمراء السياسية والعسكرية. فعسكريا يمكننا ضرب من نشاء ومتى نشاء إذا مثل تهديدا محتملا للأمن. وسياسيا يمكننا تخريب أي محاولة للكسب على حساب إسرائيل من خلال استمرار نهج دعم حركات المقاومة وبقاء المحور دون هزيمة مهينة.
كيف تقرأ القوى الهجوم الإسرائيلي:
الأمن الإسرائيلي: فحص ردود الفعل وهل تتمكن أجهزة الرصد السورية من اكتشافنا. سنغامر باختراق قصير الأمد بما لا يسمح برد فوري على الطائرات المهاجمة. وإن ردت سوريا بعد القصف فهناك رأي عام عالمي وعربي يمنع أي مضاعفات كبرى. ونعتقد أن سوريا لن تبادر بالرد لغرقها في أزمتها الداخلية بحيث لا ترغب في فتح جبهة جديدة. وربما تخاف أيضا أننا نريد استدراجها لحرب أكبر.
روسيا: الهجوم عربدة لا بد من وقفها لكننا لن نسمح بالانجرار بالرد السريع وسنوجه تحذيرا بعدم تكرار الأمر وإلا سنشجع السوريين على الرد مستقبلا.
الإدارة الأميركية الجديدة: سلوك أرعن وقبيح وسنعلم نتنياهو كيف يلتزم حدوده. لكننا لن نرد عليه لئلا يفتح علينا عش الدبابير في الكونغرس والإعلام ومراكز القوى وسنركز على تفاهم مع الروس.
الجامعة العربية: سوف تستنكر لكن إسرائيل قوية ونحن ضعفاء وما تريد إسرائيل سيتم ولا داعي للرد.
مؤيدو تسليح المعارضة السورية: لا بد من تصليب موقف المعارضة السورية ولا داعي لأي تراجع في الموقف الميداني وإسرائيل ستمنع هزيمة الثوار لأن مصلحتها الاستراتيجية تتطلب ذلك.
تركيا: ضربة إسرائيل متأخرة وغير مفيدة ونحن مع تسوية سلمية ولا نريد للأمر مزيدا من التعقيد. التدخل الإسرائيلي لن ينفعنا وإن اقترن برد سوري سوف يسرع القضاء على مشروع الثورة في سوريا.
سوريا: لن نسمح للموقف الإسرائيلي التحكم بردودنا. نعترف أن الضربة تمثل اختراقا أمنيا إلا أنه غير خطير لدرجة الفزع وإذا استمر العدوان سنقوم بالرد. الاختراق السياسي أكبر وأخطر لأن عدم الرد سيظهرنا ضعفاء أمام جمهور المقاومة. لماذا نحارب أداة العدو ولا نرد عليه نفسه عندما يهاجمنا مباشرة. علينا الصبر وتحمل الجرح واعتبار رأي روسيا لكن علينا الرد المباشر والسريع إن تكرر العدوان وعلى الروس فهم ذلك.
تقييم إجمالي:
1. خطوة إسرائيل رسائل قصيرة ومحدودة تضمن الكسب في حالة عدم الرد السوري وإن ردت ربما تتعقد الأمور. ولأن الضربة محدودة لن يكون الرد السوري كبيرا بما يجبر على عمليات رئيسة. وإذن منافع الهجوم لإسرائيل أكبر من تكاليفه.
2. بالمقابل يمكن لرد سوري مدروس ومنسق تفريغ الهدف الإسرائيلي من كل منافعه. ويمكن للرد أن يكون فوريا ومباشرا أو أن يكون متأخرا وبشكل غير مباشر. عدم الرد السوري الفوري ربما كان بسبب سرعة الحدث والانشغال بالحرب الداخلية وربما أيضا لنصيحة روسية. لكن من الصعب على سوريا تقبل أي ضربة أخرى وعلى روسيا أخذ الأمر بالاعتبار.
3. الهجوم الإسرائيلي عربدة محدودة ومدروسة تربح إسرائيل من ورائه تكتيكيا وربما يساعد في إحراج النظام السوري. لكنه يحتمل مخاطر كبرى إن تكرر وقررت سوريا الرد.
د. سلمان محمد سلمان – أستاذ الفيزياء النووية والطاقة العالية – قلقيلية – فلسطين