الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
"المشهد السياسي الفلسطيني ... طريق نحو التغير"/عبد الرحمن صالحة

ان المشهد السياسي العام لفلسطين و منذ بزوغ القضية الفلسطينية علي الساحة المحلية والإقليمية والدولية تكتسب تأييد وثقة من قبل الدول العربية والغير العربية و الدول الاخرى  الاوروبية والإفريقية وهذا ما اتضح في اعقاب التصويت علي رفع مكانة فلسطين في الامم المتحدة فقد احرزت فلسطين انذاك انتصار ساسي كبير ولا احد ينكر ذلك الانتصار رغم التهديد والضغوطات والملاءات علي القادة الفلسطينيين .        ان القضية الفلسطينية العادلة استطاعت ان تنتصر علي هذه الضغوط لتصبح دولة فلسطين " دولة مراقب " في الامم المتحدة ، ان ما ذكرته سابقا كان بمثابة جزء بسيط من المشهد السياسي الفلسطيني   .

ان الخيار السياسي  والدبلوماسية السياسية لأي دولة  في العالم تعتبر سلاح فتاك ايضا لا يقل عن الخيار العسكري ، فإسرائيل استطاعت ان تقتل وتدمر وتقصف في كل حرب متجددة علي فلسطين  سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة فقبل التصويت  في لأمم المتحدة  فقد قامت اسرائيل بشن حرب 2008 م  وأطلقت عليها اسم " عملية الرصاص المصبوب "والتي  وأسفرت عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين ولم تكتفي اسرائيل بالوحشية والإجرامية  التي تطاردها في كل مكان ايضا قامت بشن حرب عامود السحاب  بدأت رسميا في 14 نوفمبر 2012 بمقتل أحمد الجعبري أحد قادة حركة حماس في قطاع غزة وردت عليها الفصائل الفلسطينية بعملية حجارة السجيل. التي انهكت الكيان الاسرائيلي من خلال اطلاق مستمر لصورايخ من قطاع غزة علي مدن الكيان الاسرائيلي وصولا لضرب تل ابيب والقدس فقد كانت هذه الحرب حرب فاصلة وحاسمة و كفيلة ان تغير المعادلات الاقليمية والجغرافية السياسية في المنطقة .

وصولاً ليوم 28 نوفمبر 2012 وهو يوم الخيار أسياسي الديمقراطي يوم التصويت علي مشروع قرار منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة فكانت النتيجة مدوية لإسرائيلي ولأمريكي فكانت النتائج 138 دولة قد صوتت لصالح القرار فيما عارضته 9 دولة وامتنعت عن التصويت 41 دولة

ان المراقب للمشهد السياسي الفلسطيني الحالي فانه يلاحظ انه لابد من ترتيب للبيت السياسي ووضع برنامج توافقي فلسطيني  وذلك وفقاً لبرنامج سياسي شامل متكامل قادر علي تلبية حاجات الفلسطينيين وتطلعات المستقبل وبتالي سوف يكون الواقع السياسي الفلسطيني  ناجح ، كما انه لا يمكن  تحقق ذلك إلا من خلال اشارك الكل الفلسطيني في هذا البرنامج السياسي الذي لا بد من ان يرتكز علي خيارين استراتجيين وهما: الاول الخيار السياسي اما الثاني خيار المقامة

ان ما سبق ذكره يعتبر جانب من جوانب التغير لترتيب الواقع  والمشهد السياسي الفلسطيني ولكن هناك ملف هامة وإستراتيجي  ينبغي ان يتم تحقيقه في القريب العاجل لأنه يبنى عليه كل الاسس السابقة وهو ملف المصالحة الفلسطينية  والتي تعتبر اساس البرنامج السياسي الوحدوي المرتقب ولكن هناك مخاوف مازالت تراوح مكانها من عدم انجاز المصالحة الفلسطينية وبتالي عدم انجاز ملف المصالحة  يلقي بضلاله السلبيه علي المشهد والبرنامج الفلسطيني من خلال انقسام البرنامج السياسي بين شطري الوطن الضفة الغربية وقطاع غزة  وإذا حدث ذلك فسوف تكون فلسطين و قضية فلسطين في مهب الريح تنتقل من عاصمة الي اخرى ومن بلد لأخر دون ان يحدث عليها أي تغير ايجابي ذكر بل سوف تزداد سوءاً وهذا لا يصب في مصلحة فلسطين بشكل عام ولا يصب في مصلحة جهة معينة حتي لو كانت تستفيد من ذلك بشكل اني وفي الوقت الحاضر ولكن في المستقبل القريب سوف تفقد قيمتها هذه الجهة وتندثر .

2013-02-07