الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
جامعة الأزهر بغزة تمنح درجة الماجستير للباحث الاقتصادي نادر سمارة

غزة-الوسط اليوم

منحت عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الأزهر في مدينة غزة، درجة الماجستير للباحث الاقتصادي نادر خميس سمارة، بعد مناقشة رسالته التي حملت عنوان "المساعدات الخارجية وأثارها على النمو الاقتصادي الفلسطيني"، مساء اليوم الأحد 17 شباط/فبراير. وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور نسيم أبو جامع مشرفاً ورئيساً، الدكتور محمود صبرة مشرفاً، الدكتور سمير أبو مدللة عميد كلية الاقتصاد مناقشاً داخلياً والدكتور وائل الداية مناقشاً خارجياً.
وهدفت الدراسة إلى التعرف على مفهوم المساعدات الدولية والقضايا المتعلقة بها بشكل عام والتي حددت مجموعة من الأهداف الخاصة والتي منها معرفة التأصيل النظري لمفهوم المساعدات الخارجية وأنواعها ومزاياها وعيوبها الاقتصادية دولياً ومحليا، وطرح فكرة شاملة عن الاقتصاد الفلسطيني خلال عمر السلطة الفلسطينية عبر توضيح طرق إدارة المساعدات الخارجية وشروطها ومصادرها وتقسيماتها القطاعية والتعرف على المبالغ وفق قيمها الحقيقية مع إظهار أثر تلك المساعدات على نمو الاقتصاد الفلسطيني من خلال متغيرات ومؤشرات اقتصادية مختلفة.
وبين الباحث ان مشكلة الدراسة تكمن في الإجابة على السؤال التالي، ما هي الآثار المترتبة للمساعدات الخارجية على نمو الاقتصاد الفلسطيني، خلال الفترة ما بين (1995-2010) في الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء القدس. لافتا إلى أن المساعدات الخارجية تعرضت لظروف مختلفة ارتبطت بالظروف السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كذلك وجود الاحتلال ساهم في منع الفلسطينيين من تحقيق الكفاءة المطلوبة من تلك المساعدات بالإضافة للظروف الداخلية الفلسطينية مما أثار عدة تساؤلات حول جدواها وتأثيرها على الاقتصاد الفلسطيني.
ووضع الباحث عدد من الفرضيات تتمثل في تأثير المساعدات الخارجية ايجابياً على الناتج المحلي الفلسطيني مما خلف اضافة حقيقية ونوعية للاقتصاد الفلسطيني، والتي تعتبر تلك المساعدات هي الأكثر أهمية للنمو الاقتصادي الفلسطيني لتغطية العجز التمويلي.
واعتمد الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي للتوصل إلى معرفة دقيقة وتفصيلية عن المساعدات الخارجية وأهميتها للاقتصاد الفلسطيني. كما اعتمد المنهج القياسي لتوضيح أثر المساعدات الخارجية على النمو الاقتصادي بالاعتماد على الناتج المحلي الإجمالي كمتغير تابع، والمساعدات الخارجية بالإضافة لبعض المتغيرات الأخرى الهامة المؤثرة على النمو كمتغيرات مستقلة كالمساعدات، والسياسة المالية، والتراكم الرأسمالي، والصادرات.
وتكمن أهمية الدراسة في إلقاء الضوء على قضية المساعدات الخارجية في الأراضي الفلسطينية وتوضيح تأثيرها خصوصاً فيما يتعلق بالتكوين الرأسمالي، وتوضيح مدى اعتماد الاقتصاد الفلسطيني عليها وتحديد امكانية الاستغناء عنها والتحديات التي تواجهه في حال الاعتماد عليها بشكل رئيسي. كذلك معرفة تأثير المساعدات الخارجية على التبعية السياسية والاقتصادية ودراسة أثرها على مختلف الجوانب الاقتصادية الفلسطينية.
وخلُصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج النظرية والتطبيقية والتي كان من أهمها أن المساعدات أثّـرت إيجاباً على الناتج المحلي الفلسطيني، ولكنها لم تكن صاحبة الدور الريادي في هذا التأثير، فقد كان هناك عوامل أخرى أكثر إيجابية ساهمت في الناتج المحلي الإجمالي مثل الصادرات والقوى العاملة الفلسطينية والتراكم الرأسمالي.
واوضح الباحث أن المساعدات قد لعبت دوراً ريادياً في دعم السلطة الفلسطينية واستمرار وجودها، وساهمت في التأثير إيجاباً باتجاه دعم الفئات الفقيرة والمهمّـــشة، وتطوير ودعم الكثير من القطاعات الصحيّة، والتعليميّة، وقطاع البنية التحتيّة، ولكن الدور الذي قام به الاحتلال الإسرائيلي كان قائماً على عدم تحقيق أي نتيجة إيجابية لصالح الاقتصاد الفلسطيني من تلك المساعدات، بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك رؤية فلسطينية استراتيجية حقيقية تسهم في استغلال المساعدات بالشكل الأمثل، وتعمل على تحقيق أقصى فائدة ممكنة منها.
واستنتج الباحث سمارة أن المساعدات الخارجية تسبّبت في وجود قدر كبير من الإرباك المالي داخل الأراضي الفلسطينية، وذلك بسبب ارتباطها بالظروف السياسية من ناحية، وتذبذبها من ناحية أخرى، علاوة على أنها لم تُخرج الفقراء من دائرة فقرهم، ولم تخلّص العمال العاطلين عن العمل من بطالتهم.

2013-02-17