هل تغفرين لي جميلتي فقد تركتك ساهرة ونمت، إرهاق جسدي من أثر أمسيّة خارج معبدي، لا تنسي أنّك أيضًا تأخّرتِ، آمل أن تكوني قد استمتعت بسمرك، أرجو أن لا يكون شخيري قد أطار النّوم من عينيك.. لا أظنّ، لو كان كذلك لما استمتعتِ بالموسيقى وكتابك وتفاصيلي الصّغيرة، ماذا كان كتابك؟ لم أجده على المنضدة الصّغيرة، تفاصيلي الصّغيرة تداعيات من ذكرى أتمنّى أن لا تكون قد أزعجتك،.. أضحكتك ذكريات هذا الطّفل الذي أصبح سنديانة في ظلّ الغياب؟
  دعيني أعزف بأصابعي على محيط خصرك، تمتلكين خاصرة كمان مذهلة، لقد أحلتني مزقًا، لا تنـزعجي فلا ذنب لك، روحي تهوى التّمزّق على عتبات معبد الجمال، روعتك أنّك زنبقة برّيّة.. أنا أكره الزنابق المدجنة، الزنبقة البرية تضرب جذورها بالأرض تمتص رحيق الحياة، المدجنة هناك من يرويها، بلا عبق ولا رائحة هي، لو كنت زنبقة مدجنة أكنتِ ستلتقين بسنديانة؟ السنديان لا يحيا إلا بالبراري، السنديان لا يُدجن، أليس كذلك؟
  حان وقت عملك سأوصلك كما العادة، شكرًا على القبلة الأخيرة لهذا الصّباح، بانتظار قبلات أخرى في المساء، أعدك لن أتأخّر، لا حاجة للثّغر القرمزيّ لأحمر الشّفاه، لن آتيك في الخامسة اليوم فاعذريني، سأذهب لمعرض صور بعدها سأحضر حفلاً غنائيّا، إن رغبت بذلك نذهب سويًّا، لا ترهقي نفسك في العمل، أريد أن نستمتع بمسائنا.. أنتظرك.
"عمّان 17/9/1995"