الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بين الرغبة والحاجة.. أبعاد ومضامين../ مرعي حيادري

حياتنا البشرية لا تقتصر على رغباتنا التي نطمح في الوصول أليها وبتحقيقها متنوعة الأهداف والمطالب والتمني ,, ولكن شتان ما بين الرغبة والحاجة الملحة , التي تحتم علينا السير نحو اهتماماتنا وأفضليتنا والاهتمام بها بالقدر الكافي لتحقيق ما يمكننا الحصول عليه أو تحقيقه,فمنا من يرغب في العيش الرغيد وتحقيق العلم والتعليم لنفسه والوصول إلى مراتب عليا, ومنا من يقتصر في خطواته الحياتية على التأني وتحقيق ما يمكننا وفق الحاجة والمادية وما يرافقنا من مصاعب حياتية , والقسم الأخر من يفتش عن تسيير أموره قدر المستطاع وعلى نحو العيش يوم بعد يوم ,, وعلى قدر ما ينتجه ويحصل عليه لتوفير القوت لعائلته, تلك هي ظروف الحياة التي نعيشها ونحياها لما خططت ورسمت الدولة لنا ولكل مواطنيها والفوارق الطبقية معيشيا .. فهذه الظروف فرضت علينا قسوة في الشكل والقوانين والنظم متنوعة في الاقتصاد والسياسة والفكر والتعليم , فمن كانت قاعدته الاقتصادية متينة حقق العديد مما يطمح إليه والعكس هو الصحيح.
منطقتنا تعيش عدم الاستقرار وهي مرتبطة عالميا بكل ما يحدث على المستويين الاقتصادي والسياسي, والتأثير عليها واضحا للعيان , نتأثر فيه إن حدثت الحروب الخاطفة التي جريناها منذ سنوات وأعوام خلت , منذ عام 1948 وحتى عام 1956 ومرورا بعام 1967 حرب حزيران , والحرب الباردة عام 1969 وحرب العاشر من رمضان 1973 وحرب عام 1982 والوصول لبيروت واحتلالها ومن بعدها حرب العراق والعدوان الأمريكي والحلفاء عام 1990\91 وحرب الاستنزاف عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله والحرب الأخيرة بين غزة وإسرائيل, فتلك هي عناوين وتواريخ لا تنسى, وما زال الحبل على الجرار والتقوقع حاصل , والاستقرار مجهول الهوية , والخريف العربي قادم ومتقلب من بلد إلى أخر, بتفاوت الرغبة والحاجة والوصل والتوفيق بينهما عاجز عن تحقيق رغبات الشعوب قاطبة ,, وهل من معين يا أهل الخير في الرؤساء والأنظمة القابعة والرابضة عنوة على صدور الشعوب ؟! والى متى سيتمكن المواطن من التمييز بين الصح والخطأ واختيار ما يعبر عنه صدقا؟!.

ومع استرسالي في الكتابة لوعة وحزنا لما رافقنا سنوات طوال من معاناة عدم الاستقرار والحر وبات الحاصلة وويلاتها ومآسيها على الشعوب., دخل إلي صديق فتوقفت عن الكتابة لأستقبله لنرتشف القهوة ولأشاركه ما أكتب , فربما له وجهة نظر أخرى تختلف عن توقعاتي وسردي , وربما يلهمني إلى طريق الصواب أو التهيؤ نحو مستقبل أفضل من خلال نظرته, فقال لي جمال نعم الكتابة والسرد والتحليل وكل ما تكتبه واقعا وحقيقة ولكن يا أخي المسألة أن التاريخ مضى وخلت السنوات من أعمارنا وما زلنا نقرأه ونتعلم من حروب سبقت حياتنا الحالية أو ربما القرن الواحد والعشرين وما حصل فيه لمنطقتنا الشرق أوسطيه , وبالطبع نابع من قضية هامة ومصيرية , وبدونها لايمكن للاستقرار أن يتم أو يحدث أبدا , إلا بحل الإشكالية تلك لأهلها وشعبها وبناء استقلاله من خلال دولته المستقلة وهي قضية الشعب العربي الفلسطيني , والتي ستبقى الركن الأساس في المتغيرات ألان وحاضرا ومستقبلا , وبغير ذلك يخطأ من يعتقد أن الاستقرار قادم؟!
ومع النقاش بيني وبين جمال دخل علينا جورج الأسمر , وهو صديق يحب الحياة ويحاول أن يمررها بسهولة وليونة , إنسان يعاشر الناس بصدق وفكا هي والبسمة لا تفارق وجهه, فقال سمعت أصدقائي ما يدور بينكم من نقاش وحوار, فوالله أحزن لكل نقطة دم إنسانية تراق من كل طفل أو امرأة أو شيخ تستعمل من خلال الآلة العسكرية والنظرة الضيقة والتمييز والعنصرية والاضطهاد, ولكل إنسان ولد علو وجه البسيطة تلك , أكن له الاحترام والمودة من اجل العيش بكرامة فالطفل والشيخ والمرأة هم نفسهم في كل بلد من هذا العالم , ولكل مكانته وأدميته وحقه في الحصول على وطن وحرية والعيش بهامات مرفوعة ومستقلة الفكر والاقتصاد والسياسة, ومع الأسف ما نشاهده اليوم هو قمع لكل من يطالب في الحقوق المشروعة دوليا وعالميا وأضحت الحياة للقوي على الضعيف, انه لمؤسف حقا وما أتمناه أن ينتصر أصحاب الحق مستقبلا.
حقيقة لم نشعر في الوقت أثناء نقاشنا الذي أراح ضمائرنا في القليل من الترويح عن النفس , قولا وتصريحا وتمنيات تحقق لكل منا والغير منا وأصحاب الحقوق والقضايا النصر في النضال وكسب الطاقات وتحقيق الآمال وإبعاد الألأم عن وجهة كل طفل وامرأة وكهل يرغب في أداء رسالته الإنسانية من خلال الحب الإنساني البشري والتواصل الآدمي وتحقيق مطالب شعبنا العربي الفلسطيني في تثبيت أماله وأمنياته, وودعاني الأصدقاء على أمل أن نلتقي في حوار قادم , عله يكون الأفضل والأجدى وربما نكون قادرين على الفصل والتمييز بين الرغبة والحاجة في حياتنا اليومية , علني قد أوصلت الهدف أحبائي القراء .. وأن كنت على خطأ فيصححوني.

2013-02-22