استطاعت أن تكون على رأس الأحداث لمدة أشهر. هي فنانة شجاعة قوية اتّسمت في معركتها الأخيرة بالقدرة على التحدي لتثبت فقط أن الفن ليس عملاً إباحياً أو بغرض الشهرة بل هو عمل يحاكي المجتمعات ويعبّر عنهم بكل صدق. الفنانة إلهام شاهين في حوارها مع "سيدتي" قررت أن تفتح قلبها بعد أن كانت قد قررت أن تبتعد عن كل شيء مركّزة كل اهتمامها لما يحدث في مصر.
*بعد انتصارك على الشيخ عبد الله بدر في قضية السبّ والقذف ماذا قررت أن تفعلي في المرحلة المقبلة ؟
انتصاري على الشيخ عبد الله بدر هو ليس انتصاراً شخصياً بل هو انتصار للفن وللفنانين. فالأهانة التي تعرّضت لها ليست إهانة لإلهام شاهين بذاتها بل هي إهانة لكل فنان او فنانة يعمل في هذا الوسط. ويرى أنه يقدم دوراً محترماً وجيداً لخدمة هذا المجتمع. فمصر كانت وستستمر منبع الفنون بأنواعها. فكيف تتمّ الآن محاربة الفن بهذا الشكل؟
لذا كان يجب أن نتصدى لهؤلاء من الراغبين في الشهرة. وكان عليّ أن أتصدى لهم. ولن أترك حقي ولو تكرر هذا الموقف معي مئة مرة. بالإضافة إلى أن النقابة قامت بدور جيد جداً فقد ساندتني حتى حصلت على تعويض لما تعرّض له الفن بشكل عام، وأنا بشكل خاص. فأنا الآن أسعى لتقديم فن من أجل إمتاع الناس والمشاهدين وليظلّ الفن معبّراً دائماً عن مشاعر وأحلام وأحاسيس الجماهير .
* هل تنوين فعلاً تقديم فيلم عن معركتك مع عبد الله بدر؟
- هذه شائعة سخيفة. فأنا لا أفكر بهذا الشكل. فأمثال عبد الله بدر هم أقلّ بقليل أن نتحدث عنهم أو نعطيهم أي اهتمام. فأنا منذ بداية أزمتي معه وأنا أرفض الحديث عنه بشكل كثير، حتى لا أعطيه أي اهتمام كما تمنى هو أن ينال. فما فعله معي ومع غيري من الفنانات هدفه الشهرة ليس أكثر. فهم مرضى يريدون أن يكونوا تحت الأضواء بإي شكل من الأشكال.
فهو استباح كل شيء باسم الدين وباسم الإسلام. يتحدثون عن الدين وهم بعيدون كل البعد عنه ولا يعرفون أصول الدين وتعاليمه. فأنا أدعو الشيخ عبد الله بدر في البداية أن يقرأ القرآن وسنة النبي ويتعلم كيف يكون الدين ، والحديث أنني أنوى تقديم فيلم عن أزمتي معه فهذا غير صحيح على الإطلاق .
بين يسرا وهالة
*من من أصدقائك في الوسط الفني قد وقفوا بجوارك في أزمتك مع الشيخ عبد الله بدر؟
يسرا وهالة صدقي هما من أعزّ صديقاتي ومن وقفتا بجواري اثناء الأزمة. فيسرا كانت لا تفارقني منذ بداية الأزمة وهالة أيضاً. فكانتا تتبّعان الخطوات القانونية للقضية منذ البداية وحتى صدور الحكم ولم تفارقاني لحظة، ولا أنسى دور النقابة أيضاً التي وقفت بجواري فأنا قمت برفع قضية. وعلى الجانب الآخر أيضاً النقابة قامت برفع قضية أخرى. فكانت وقفتهم بجواري أفضل من أي شيء.
ولا يمكن أن أنسى أن نادر بكار المتحدث باسم حزب النور اتصل بي قائلاً لي:" نحن معك. فهذا ليس ديننا ولا يقبل الإسلام أن يقذف أي شخص آخر كما فعل معك عبد الله بدر. فنحن غير راضين على ما حدث منه ولا نرضى لك أو لغيرك الإهانة. فأنت إنسانة في المقام الأول قبل أن تكونى فنانة".
عتاب
*على الجانب الآخر هل شعرت أن هناك من تخلى عنك في أزمتك الأخيرة وتريدين أن توجهي له عتاباً ما ؟
بالتأكيد فعلى الرغم من كمّ التضامن الذي شعرت به من كل من حولي من فنانين ونقابة وأصدقاء وعائلتي وأيضاً أشخاص لم أعرفهم كانوا يتصلون بي دوماً ويؤكدون أنهم سيدعمونني مهما حدث ، فعلى الرغم من كل ذك هناك من لم يفكر بالاتصال بي من الوسط الفني. فهناك صديقة كانت تربطني بها علاقة قوية ولم تفكر أن تتصل بي ولو مرة واحدة في تلك الأزمة التي تعتبر من أصعب الأزمات التي مررت بها في حياتي بعد وفاة والدتي ، فأنا لا أفضّل أن أذكر أسمها لأنها لم تعد تهمني الآن. فهي لم تتضامن معي حتى بالكلمة. ولا أعرف السبب في ذلك. فأنا علاقتي جيدة بالوسط .
*هل ترين أن الصور التي فبركها لكي عبد الله بدر قد أثّرت عليك بشكل ما أو حتى على جماهيريتك ؟
بالتأكيد لا . فجماهيري ساندوني على طول القضية وحتى قبل بدايتها ولم يؤثّر ما يفعله هؤلاء عليّ أبداً. فأنا فنانة أقدم فناً ربما لا يقدّره أمثاله. لذلك اعتقد أن طريقته ستنجح في إفساد صورتي أمام جمهوري ولكنه فشل حتى في ذلك .

سيدتي