السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تعرف على قصة مريم جميلة وسر تحولها من اليهودية إلى الإسلام

وُلدت مارجريت ماركوس ـ مريم جميلةـ  في نيويورك عام 1934م لأبوين يهوديين، وتلقَّت تعليمها الأولي في ضاحية «ويستشير»، وانكبت على الكتب، وكانت تكره السينما والرقص وموسيقى البوب، ولم تضرب قط موعداً لمقابلة صديق.

مريم قالت عن تلك الفترة: «نمت لديَّ الرغبة منذ العاشرة في قراءة كلّ الكتب التي تتحدَّث عن العرب، فأدركت أنَّ العرب لم يجعلوا الإسلام عظيماً، لكن الإسلام هو الذي حوَّلهم من قبائل في صحراء قاحلة إلى سادة العالم ».

مريم عكفت على دراسة الإسلام بعد انقطاعها عن الجامعة لمدة عامين لمرضها، وبعدما عادت إلى دراستها تقابلت مع صديقه يهودية لها كانت تنوى الدخول في الإسلام، فعرفتها على أصدقائها العرب المسلمين في نيويورك، وكانتا تحضران دروس لحاخام يهودي كان يحاول أن يثبت لتلامذته أن كل صالح في الإسلام مأخوذ من العهد القديم«التلمود» وهو التفسير اليهودي للتوراة، كما ألف هذا الحاخام كتاب به بعض آيات من القرآن الكريم ليتبع كل أية من مصادرها اليهودية المزعومة.

كل هذه الأفكار وغيرها من أكاذيب اليهود ثبتت لدى جميلة تفوق الإسلام على اليهودية،  فهذه المتناقضات جعلتها تكتشف زيف اليهود سريعاً، واكتشفت أيضاً حقد العلماء اليهود على المسلمين وعلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ لذا كانت الهوة تتسع مع مرور الوقت، ويزداد النفور كلما اقتربت وتعمَّقت في أفكارهم.

قرأت مريم ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية للأستاذ «محمد بيكتول»، وأصبحت تتردد بشكل يومي على مكتبة نيويورك العامة، تنهل العلم من أربعة مجلدات مترجمة لـ «مشكاة المصابيح» وجدت فيها الإجابات الشافية المقنعة لكلّ الأمور المهمة في الحياة، فزاد شعورها بضحالة التفكير السائد في مجتمعها، الذي يعتبر الحياة الآخرة وما يتعلَّق بها من حساب وثواب وعقاب ضرباً من الموروثات البالية، وازداد اقتناعها بخطر الاستسلام لشهوات النفس، والانغماس في الملذات الذي لا يؤدي إلاّ إلى البؤس وسوء السبيل.

وفي يومٍ من أيام عام 1961م حسمت «مارجريت» أمرها واتخذت قرارها، فتوجهت إلى مقر البعثة الإسلامية في «بروكلين» بنيويورك، وأعلنت إسلامها على يد الداعية «داود فيصل»، وأصبح اسمها «مريم جميلة»، و في العام التالي هاجرت مريم إلى باكستان بدعوة من الشيخ أبي الأعلى المودودي، ثمَّ تزوجت الداعية الإسلامي «محمد يوسف خان» وأنجبت منه أربعة أطفال.

تفاعلت جميلة مع أحداث العالم الإسلامي وتياراته الفكرية، فقالت في رسالة موجهة إلى عموم المسلمين: «اتبعوا هدى القرآن والسنة، ليس كمجموعة من الشعائر فقط، بل كمرشد عملي للسلوك في حياتنا اليومية الخاصة والعامة، اتركوا جانباً الخلافات.. لا تضيِّعوا وقتكم الثمين في الأشياء غير المجدية، وبمشيئة الله سيتوِّج المولى حياتكم بالفلاح العظيم في الحياة الدنيا، وبالفوز الأعظم في الآخرة».

مريم جميلة، توفيت في أكتوبر الماضي عن عمر ناهز 78عاماً وكتبت ما يزيد عن 30 كتابا حول الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، كما تعتبر صوت نسائي بارز في الدعوة إلى الإسلام المحافظ

2013-03-11