يتمثل الامن العربي الرسمي بمجلس وزراء الداخليه العرب الذي يعقد دورته الحاليه الـ30 بمدينة الرياض يومي 13 و 14 مارس الحالي ، حيت تترأس المملكة العربية السعودية هذه الدورة ، وبات من الضروري للتعرف على ظروف نشات هذه المنظمه والتي تشكلت في الطائف عام 1980 وقد صدق المؤتمر الاستثنائى لوزراء الداخلية العرب الذى عقد بالرياض عام 1982 على النظام الاساسى للمجلس والذى عرضه على مجلس جامعة الدول العربية فى شهر سبتمبر 1982 حيث تم إقراره وقد عقد مجلس وزراء الداخلية العرب ثلاثون دورة حتى الأن، وقد اتيحت لي الفرصه حيث شاركت بثلاث دورات للتحضيري منها او مع الوفد الرئيسي للوزراء للاعوام من2003 لغايع2006 واطلعت على الاليات والاجراءات المتبعه بالمجلس. اما اهدافه الموضحه (بالنظام الاساسي) يهدف المجلس إلى تنمية وتوثيق التعاون، وتنسيق الجهود بين الدول العربية في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الجريمة، و يمارس المجلس الاختصاصات التي تمكنه من تحقيق أهدافه، واهمها بما يلي 1. رسم السياسة العامة التي من شأنها تطوير العمل العربي المشترك، في مجال الأمن الداخلي، وإقرار الخطط الأمنية العربية المشتركه ،ودعم الأجهزة الأمنية العربية ذات الإمكانيات المحدودة . 2. إنشاء الهيئات والأجهزة اللازمة لتنفيذ أهدافه، وتشكيل لجان خاصة ممن يرى الاستعانة بهم من الخبراء والمستشارين، لتقديم اقتراحات وتوصيات في المواضيع المكلفة بدراستها، وإقرار المقترحات والتوصيات الصادرة عنها، وعن مختلف الهيئات المشتركة العاملة في المجــالات الأمنية والإصلاحية. وبقراءه وطنيه ان اهدافها التي مارستها غير الاهداف المعلنه 1. ان ظروف تشكيل هذه المنظمه تزامنت مع اشتداد الحرب العراقيه الايرانيه وبعد معركة المحمره وفي ادبيات وقرارات المجلس السلبي من الحرب وهذا واضح بقراراتها ولايوجد قرار واحد يميل الى التهدئه والمطلع على البيانانت والقرارات للسنوات من عام 83 ولغايه 88. 2. اول قرار بالرقم 11 لسنه 1982 اتخذ بتنصيب الاميرنايف بن عبدالعزيزرئيسا فخريا للمجلس واستمر لغايه وفاته. 3. كانت الامانه العامه للمجلس من حصه العراقيين وكان امينها العراقي (د اكرم نشات) ولمده 8 سنوات وبعدعام 1991 استحوذ السعوديين على المجلس ابتدا من ( د محمد السالم الى د محمد بن علي كومان) واصبح العراق من مؤسس الى دوله على الهامش واصبحت المنظمة سعوديه بامتياز ولم يتعرف احدا لحد الان طبيعة وتفاصيل الاستحواذ وما هو الثمن. 4. منظمة جامده ومتخلفه بالرؤيه لواتيحت فرصه لاي مطلع سيجد منذ ثلاثون سنه ولايتغيير سوى التاريخ وبنفس القرارات التقليديه ولم يطرا عليها اي تغيير وخدمت النظام العربي التقليدي وبافكار متخلفه (كالدفاع عن الامن الفكري ) وبصماتهم واضحة للعيان. ماذا قدموا للامن العراقي 1. العراق يسدد سنويا المساهمه مايقارب (اربعمائه الف دولار) ويسدد بانتظام من عام 2003 لغاية 2013. 2. ماذا قدموا للعراق خلال العشر سنوات الماضيه كافه القرارات التي تتمخض بدعم العراق (حبرا على ورق)، ولاتوجد ادانه واحده للارهاب ببيان اوبقرار كما لم يقدموا اي دعم فني اومعنوي والمؤلم ان الامين العام محمد بن علي كومان استقبل العام الماضي بالعراق بمراسم رئيس حكومه ؟ 3. اما المشاركه بجامعه نايف العربيه للعلوم الامنيه التي هي احدى تشكيلات المجلس استبعدت العراق من اي مشاركه خلال العشر سنوات الماضيه دورات اوحلقات نقاشيه وتبعث بالدعوات بعد انهاء المدد المقرره بادعاءات. 4. لماذا نلهث وراء امن يستفيد منك اكثر مما تستفيد منه و. الخلاصة: ان محاولة مجلس وزراء الداخليه العرب بالخروج بمقررات بدورته الحاليه تنقذه من انهياره، لان النظام الامني العربي التقليدي اليوم يمرّ بأسوأ مراحله من التهاوي و الإنكسار ,مضافا للتراكمات الداخلية والعوامل الخارجية التي نخرت هذا النظام الرسمي فإنّ من الأسباب المباشرة التي انهت إلى تردّي هذا النظام جموده والمتغيرات بالنظام السياسي العربي اضافة الى القبضه السعوديه على الامن العربي التقليدي لاسيما بوفاة الامير نايف بن عبدالعزيز الذي كان لديه نفوذ في المجلس وعلى الامن العربي ، وان السياسة الأمنية الوطنيه تتحكم فيها أولا وقبل كل شيء مقتضيات المصلحة الوطنية قبل مصلحة القومية العربية ، وعلى العراق ان يتعامل مع الامن العربي وفق مبدا القاعده بالمثل.
عمان