الثلاثاء 1/6/1446 هـ الموافق 03/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ورقة بحثية تكشف عن التضليل في تويتر عبر إغراق الهاشتاق بالحسابات الوهمية

تبدأ القصة هكذا: أَزعم في موقع تويتر أن من الموز ما يكون أزرق، فلا يصدّقني أحد للوهلة الأولى، فأقوم بإطلاق هاشتاق (#الموز_الأزرق)، وأجيّش عددًا مهولاً من الحسابات التي تؤيّد وجهة نظري، فيزعم أحدها أن وجود الموز الأزرق حقيقة، ويؤكد آخر أن له فوائد خاصة، ويضيف ثالث أنه لا يُزرع إلا في الشتاء، وهكذا، وفي النهاية قد ينطلي مثل هذا النوع من التضليل على كثيرين دون أن يعلموا أنني من قام بتأسيس وإدارة كل تلك الحسابات الوهمية!

باتت هذه الظاهرة تُعرف بـ "إغراق الهاشتاق عبر الحسابات الوهمية"، وفي هذه السطور تحاور شبكة الصحفيين الدوليين أسامة بن مساعد المحيا، الناشط في الشبكات الاجتماعية، والذي نشر مؤخرًا حول هذه الظاهرة ورقة بحثية موسّعة تتكوّن من 67 صفحة.

المحيا خريج بكالوريوس تربية، متخصّص في اللغة الإنجليزية ويدرس حالياً الماجستير في العلاقات العامة والإعلام، وأصدر كتابين في كيفية التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعية، وحاز كتابه "غرّد مع تويتر" على أكثر من 100 ألف تحميل.

لماذا برأيك تغيب أو تقل الدراسات التي تتناول وسائل وأدوات الشبكات الاجتماعية وتأثيرها على المجتمع؟

لعل أحد أهم الأسباب لذلك يعود إلى أن المجتمع حديث العهد بها، ولعدم وجود المراجع العربية الكافية كما أنها من وجهة نظري تتطلّب منهجًا علميًا خاصًا يتسق وطبيعتها التي تختلف عن الوسائل الإعلامية التقليدية، كل هذا ربما جعل الباحثين يؤثرون الابتعاد عن مثل هذه المواضيع، يضاف لذلك صعوبة اختيار العينة وتطبيق الدراسة عليها وذلك لأن مجتمع الدراسة كبير ومتباين جداً، علمًا أنني اطلعت مؤخرًا على بعض الدراسات التي تمت خلال العام الماضي إلا أنها في جملتها انتهجت أساليب تقليدية في دراسة الظاهرة.

كيف خطرت لك فكرة عمل هذه الدراسة البحثية؟

من المطالعات اليومية لتويتر وأحداثه وهاشتاقاته الساخنة، بدأ الجميع يلحظ شيئاً غريباً في كمية الآراء المطروحة في هذه الهاشتاقات التي تمثل طرحاً واحداً وزاوية واحدة وبعدد مهول من الحسابات، فهذا مجتمعي وأنا أعرف الكثير عنه وأعرف كثيرًا عن طرحه، فقمت بتحريات كثيرة ووجدت صعوبة في ذلك، ثم بتوفيق الله بدأت تتكشف بعض الخيوط والدلائل والقرائن عبر بعض البرامج والمواقع التي يمكن عبرها الوصول لبعض النتائج المهمة حتى وصلت لقناعة راجحة بأن كثيرًا من هذه الحسابات وهمية، بعد ذلك توسعت هذه الورقة البحثية أو الدراسة شيئاً فشيئاً بدلًا من كونها فكرة لمقالة إلى أن أصبحت دراسة بحثية مدعمة بالأدلة والصور، وفق منهج علمي يتسق وأدوات البحث التي تناسب طبيعة وسائل الإعلام الجديد.

ما تقديرك لحجم إقبال الناس على الدراسة في تويتر؟

لاقت الدراسة إقبالاً كبيراً لم أكن أتوقعه، إذ قمت بنشرها في موقعي الخاص وأدرجت الرابط في تغريدة بتويتر، وحازت على أكثر من 500 ريتويت من حسابي فقط، وتم إدراج الرابط في تويتر من أكثر من 1200حساب مختلف في تويتر طبقاً لموقع topsy، وحازت صفحة الدراسة في موقعي الشخصي على أكثر من 30 ألف زيارة طبقاً لإحصائيات جوجل.

شراء المتابعين الوهميين عبر تويتر.. أين يمكن أن تتقاطع هذه الظاهرة المتفشية مع حالة إغراق الهاشتاق بالحسابات الوهمية؟

التقاطع هنا في ضعف المبادئ التي تسوغ للشخص تضليل الناس بأن لديه حجم متابعة عالٍ، والآخر الذي يمارس تضليلاً بنشر أفكاره عبر عدد هائل من الحسابات رغبة في صنع رأي عام يصطف معه، ويبدو أن لغة المصلحة الممزوجة بالرغبة في التأثير بالآخرين هي ما يجعل هؤلاء حريصين على ذلك لا سيما وأن الآراء المطروحة عبر تويتر تتغيّر وتتأثر على نحو سريع جدًا مما يجعل هؤلاء يعملون على مواكبة ذلك.

إلى أي حد تتوقع أن تكشف ورقتك البحثية التضليل في تويتر مستقبلاً، مقارنةً بما كان عليه الحال قبل نشرك الدراسة؟

أعتقد أن الهدف الذي جعلني أن أقوم بهذه الدراسة قد تحقق بحمد الله بشكل ملحوظ، فتوعية الناس بوجود هذه الحسابات الوهمية وما تقوم به من دور تضليلي وإثباته لهم أحسب أنه أسهم في خلق وعي جيد بحجمها وإدراكاً لخطرها، وهذه مهمتنا جميعاً في زيادة وعي مستخدمي هذه الشبكات الاجتماعية ولكي لا تكون أداة تضليل يستثمرها أفراد أو جهات لخدمة مصالحهم بما يضر بالمجتمع ومصالحه.

عن شبكة الصحفيين الدوليين

2013-03-29