الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مسلحون يهاجمون مكاتب ثلاث صحف عراقية انتقدت رجل دين

بغداد-الوسط اليوم

قالت الشرطة، ومحررون في صحيفة عراقية: إن رجالا مسلحين بمسدسات، ومدي، ومواسير من الصلب، اقتحموا مقار ثلاث صحف عراقية في بغداد، وضربوا عاملين، وحطموا أجهزة كمبيوتر، بعد نشر مقال يهاجم رجل دين شيعيا.وأبرز الحادث الذي وقع أمس الاثنين، النفوذ القوي الذي تتمتع به الميليشيات الإسلامية المتشددة، في العراق، حيث غالبا ما فرض المسلحون السنة والشيعة، رؤاهم الأصولية على الشارع في ذروة الحرب الطائفية قبل أعوام قليلة.وقال مصدر في الشرطة: "هاجمت مجموعة من الرجال المسلحين بمواسير من الصلب ومدي، مقار ثلاث صحف في بغداد. أصيب بعض العاملين وألقينا القبض على اثنين من المعتدين".وقال ياسر طلاس، المحرر في صحيفة الدستور لرويترز: إن نحو 50 رجلا يرتدون ملابس مدنية، اقتحموا مقر الصحيفة، وحطموا أجهزة كمبيوتر وأثاثا وطابعات.وأضاف طلاس، دون أن يذكر اسماء، أن مجموعة من الرجال هاجموا العاملين في الصحيفة، واحرقوا الارشيف، وهددوهم بالقتل، اذا نشرت الصحيفة اي "اهانات" لمن يؤيدهم هؤلاء الرجال. واضاف ان هذه المجموعة معروفة للحكومة لكنه لم يذكر اسماء.ونشرت صحيفة الدستور مقالا افتتاحيا في صفحتها الأولى امس الثلاثاء، يعرض صورا للأضرار التي لحقت بمكاتبها، وقالت إن الهجوم جاء بعد نشر مقال عن خطط رجل دين شيعي، لإقامة صلاة جامعة في مدينة كربلاء.وقال محرر في صحيفة أخرى من الصحف المستهدفة: إن مجموعة من المسلحين بمسدسات وآلات حادة، اقتحموا مبنى الصحيفة، في شمال بغداد واتهموا الصحفيين بإهانة رجل الدين.وقال المحرر الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته خوفا من الانتقام: "أصبنا بصدمة بعد أن رأينا رجالا يحملون مسدسات وآلات حادة يقتحمون مقر الصحيفة، وقاموا بضرب وسب العاملين بسبب ما قالوا إنه إهانات".ولم يرد أحد على الاتصالات التليفونية مع مكتب رجل الدين، للتعليق على الاعتداءات. وقالت الشرطة، إنها ما زالت تتحرى عمن يقفون وراء الاعتداءات على الصحف.وعاد عنف المتشددين الإسلاميين، خصوصا التفجيرات الانتحارية من جديد في العراق، أثناء أزمة سياسية حيث انهارت تقريبا صيغة التشارك في السلطة، من خلال حكومة ائتلافية تضم كتلا شيعية وسنية وكردية، منذ أن غادرت القوات الأمريكية العراق قبل أكثر من عام.وخفت القيود المفروضة على الإعلام بشدة، منذ أيام صدام حسين. والآن يستطيع العراقيون الاختيار بين أكثر من 200 مطبوعة و60 إذاعة و30 قناة تلفزيونية بالعربية، وايضا باللغات التركمانية والآشورية والتركية.وبالرغم من تحسن الحريات الصحفية، إلا أن الكثير من وسائل الإعلام، لا تزال خاضعة لسيطرة رعاة دينيين أو حزبيين، يستغلونها لتحقيق أهدافهم. كذلك تهدد الحكومة من حين لآخر بإغلاق وسائل الإعلام التي تعتبرها مسيئة.ولا تزال وسائل الإعلام مستهدفة بسبب عملهم. وأفاد الاتحاد الدولي للصحفيين، بأن خمسة صحفيين عراقيين قتلوا في عام 2012 .واتهمت نقابة الصحفيين العراقيين، الأحزاب السياسية، بالسعي لترويع أعضائها، وتقويض الحريات الصحفية وفرض "قانون الغابة".وقال مارتن كوبلر، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، في بيان: "الاعتداءات على الهيئات الإعلامية أو الصحفيين غير مقبولة تحت أي ظروف".

2013-04-03