الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
جدل في مصر حول سفر الأقباط للقدس مع اقتراب الاحتفالات بعيد القيامة المجيد

القاهرة-الوسط اليوم

مع اقتراب عيد القيامة المجيد الذي يحتفل به المسيحيون في كل أنحاء العالم، يتجدد في مصر الجدل السنوي حول سفر الأقباط المصريين للقدس للحج وزيارة كنيستي القيامة والمهد، رغم إعلان الكنيسة المصرية حظر سفر الأقباط في تلك الرحلة إلا بعد تحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي.

وتوقع البعض أن تخفف الكنيسة من هذا الحظر بعد وفاة البابا الراحل شنودة الثالث العام الماضي، إلا أن خلفه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أكد التزامه قرار سلفه حظر زيارة الأقباط إلى القدس طالما ظلت تحت الاحتلال، وهو القرار الذي تسبب في أزمة بين شنودة الثالث والرئيس المصري الراحل أنور السادات.

ولكن، في هذا العام طرأ متغير جديد على تلك الأزمة، وهو إعلان السلطات الإسرائيلية منحها حق الهجرة لعشرات الأسر القبطية التي وصلت إلى تل أبيب قادمة من مصر.

وتشترط إسرائيل لمنح حق الهجرة أن يكون لدى الأقباط محاضر وأوراق رسمية تثبت أنهم تعرضوا للاضطهاد داخل مصر.

وما نفت مصادر دبلوماسية بالسفارة المصرية في تل أبيب، علمها بهذه الطلبات قائلة: "هذه الطلبات لا تقدم إلى السفارة ولا نعلم بها، ولم يتقدم لنا أي مصري، مسلما كان أم مسيحيا بهذا الشأن"، قال المحامي نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان: "بدلا من التركيز على هجرة الأقباط إلى إسرائيل لإدانتها، علينا أن نعلم أن هناك عشرات الآلاف من المسيحيين هاجروا إلى أميركا وكندا ودول أوروبية"، مضيفا: "علينا أن نبحث في أسباب هجرة هؤلاء الآلاف بدلا من التركيز على بضع عشرات ذهبوا إلى إسرائيل، لو صح هذا الأمر".

وفي تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط"، أضاف جبرائيل: "حرية التنقل والسفر مكفولة لأي مواطن مصري في الذهاب لأي دولة بما في ذلك إسرائيل، التي يجمعها بمصر معاهدة سلام وعلاقات دبلوماسية متبادلة، وهناك نحو 10 آلاف مصري، مسلمين ومسيحيين، يعملون في إسرائيل منذ ما قبل ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011".

وأشار جبرائيل إلى أن الكنيسة المصرية لم ولن تعلن عن أي رحلات للحج في القدس، وقال: "البابا تواضروس الثاني ملتزم، بصرامة، قرار البابا الراحل شنودة الثالث منع سفر الأقباط للحج في القدس طالما ظلت تحت الاحتلال الإسرائيلي، وكنيسة القديسة هيلانة (الجزء المصري بكنيسة القيامة بالقدس) ملتزمة هذا القرار ولا تستقبل المصريين، بل تحرمهم من ممارسة طقس التناول".

وقال جبرائيل إن "قيام العشرات أو المئات بزيارة القدس للحج لا يعني بأي حال من الأحوال أن نلوم الكنيسة، لأنه عمل فردي، بل أغلب هؤلاء من الطوائف الأخرى غير الطائفة الأرثوذكسية، التي يتبعها غالبية الأقباط المصريين".

من جانبه، قال الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، في تصريح له، إن "الكنيسة الأرثوذكسية لن تسمح بسفر الأقباط إلى القدس، لأنها لن تتجاهل القضية الفلسطينية".

وأضاف: "البابا تواضروس الثاني لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن سفر الأقباط إلى إسرائيل، ولكن الكنيسة المصرية ما زالت متمسكة بقرار البابا شنودة الثالث منع الأقباط من السفر إلى هناك".

وتستعد شركة "إير سينا" الخاصة لعمل جسر جوي لنقل الأقباط إلى مطار تل أبيب طوال شهر أبريل (نيسان) الحالي، وتبلغ ذروة الرحلات الجوية في "أسبوع الآلام" الذي ينتهي بالاحتفال بعيد القيامة المجيد.

وتبلغ تكلفة الرحلة عشرة آلاف جنيه (نحو 1500 دولار)، وتستمر أسبوعا، ويفضل الأقباط الإقامة بفنادق عربية في القدس، أشهرها فندق "الأقواس السبعة"، أو في فنادق مدينة بيت لحم الفلسطينية.

وتستخدم شركة "إير سينا" طائرات مطلية باللون الأبيض ولا تحمل أي شعارات عليها، إلا أنه من داخلها يوجد شعار شركة الطيران المصرية "مصر للطيران" كما أن الطاقم يرتدي زي الشركة ذاتها.

ويقول شكري الشاذلي، رئيس رابطة المصريين بإسرائيل، إن هناك 12 ألف مصري يعيشون في إسرائيل، 7 آلاف منهم بأوراق رسمية، وما يقرب من 5 آلاف آخرين يقيمون بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى وجود 360 آخرين يملكون جواز سفر إسرائيليا، و23 متزوجين بيهوديات، و64 محبوسين في السجون الإسرائيلية لأسباب قضائية في مشاكل عادية.

2013-04-03