السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حكومتي فتح وحماس وجهان لعملة واحدة ..عنوانها الواسطة والمحسوبية /أحمد محمود زقوت

لا يخلو أي مجتمع  من ظاهرتي "الواسطة " و"المحسوبية" أحد أسوأ وأخطر أنواع الفساد المستشري في العالم، كذلك مجتمعنا الفلسطيني الذي لا يخلو من هذا الفيروس الخبيث الذي انتشر وتأصل في جسد المجتمع الفلسطيني, نعم فهاتين الظاهرتين الخطيرتين أصبحتا أخطر من أي وقت مضى.
هو واقع مرير و يؤرق الجميع عموماً وعشرات ألاف الخريجين والخريجات الجامعيين على وجه الخصوص , فمنذ مجيء سلطة فتح عام 1994م إلى سنة 2007م وحركة فتح تسيطر على القطاع وتوظف وتعين عناصرها بحزبية ومحسوبية ,و بعد الاشتباكات الدامية بين الحزبين المتناحرين على السلطة وسيطرة حركة حماس بقوة السلاح على قطاع غزة صيف 2007م ,  يتكرر المشهد مرة أخرى ولاكن بوجوه أخرى فأصبح النظام الحاكم في غزة هي حركة حماس وأكملت أدوار النظام السابق وبدأت بدمج عشرات الآلاف من عناصرها في الأجهزة الأمنية ووزارات حكومة غزة ,وبدأ ت كل من حكومة فتح "بالضفة "وحكومة" حماس "بغزة بتوظيف عناصرها وحاشيتها بحزبية ومحسوبية بالإضافة إلى الأبناء والزوجة وأبناء العائلة متجاهلين عامة الشعب .
عشرات ألاف الخريجين في فلسطين يعيشون مستقبل مظلم ومجهول , حيث أن الشباب  هم أكثر الفئات معاناة من الواسطة والمحسوبية الداء القاتل لكل شاب وفتاة تحطمت أحلامهم و أمالهم بسببها , فلم يعد مجديا الآن أن يبحث أحدهم عن وظيفة تناسب مؤهله الجامعي في الحكومة أو في القطاع الخاص فالوظيفة المعلنة لن يحصل عليها من الأساس  لأنها محجوزة  لابن شخص مرموق في المجتمع  , وبات الكثيرون منهم يعتقدون أنه لا قيمة أبداً للاجتهاد الشخصي ، أو للتعليم ، بمجرد « توصية» أو «تليفون  » ستكون وظيفتك أسهل ما يمكن وينتهي كل شيء  وقد بات راسخا في ذهن المجتمع الفلسطيني أن لا شيء بدون واسطة .
المواطن في المجتمعات الراقية لا يحتاج إلي أي دعم أو واسطة للحصول علي حقه، فحقه محفوظ وله حرمته، تسانده أنظمة وقوانين وأعراف لا يمكن مخالفتها أو التعدي عليها، أما هنا في  دولة فلسطين  تسود التفرقة الكبيرة بين أفراد المجتمع ,
في غزة والضفة هناك الكثير من أصحاب النفوذ والنفوس المريضة تأثرت بشهوات حب السلطة والمال متناسين أنفسهم ومتناسين الناس من أصحاب الفضل عليهم ووصولهم إلى هذه المكانة الاجتماعية , ومن يتبع منطق الواسطة والمحسوبية من موقع نفوذه لا يبتعد عن منطق الخيانة ولا يؤمن على وطن . كون الواسطة من أساليب  تدمير وتخريب الوطن على كافة الصعد  .
هذا الفساد امتد وتغلغل في المجتمع الفلسطيني  وهو نتيجة طبيعية لغياب الإجراءات الرقابية وغياب إشراف المجلس التشريعي على مؤسسات الدولة , الواسطة والمحسوبية في الضفة غزة هي قانون أساسي يتعامل به المسؤوليين أصحاب النفوذ في الحكومتين.
الواسطة والمحسوبية أصبحتا عنواناً للظلم الذي وقع علي الكثيرين في المجتمع وولد الشعور بالحقد والكراهية , الى جانب  فقدان ثقة المواطن بالحكومة وبأجهزة الدولة وشعور المواطن باللا العدالة، ناهيك عن الحقد الدفين والكراهية يكون تأثيرها مؤلماً وضاراً وفتاكاً بين المواطنين, وبهما ينسف المساواة و تمحو العدالة الاجتماعية وتعزز ثقافة عدم الانتماء والولاء، ويخلق احتقانا وقهرا في المجتمع .
نحن بحاجة ملحة إلى مصالحة حقيقية و ميثاق وطني للإصلاح يجمعنا تحت مظلته ويقينا المطر والشمس معاً.
وليكن حراكنا ايجابياً مستمراً، بمستوى الوطن الكبير وليس بمستوى الأشخاص، ولتكن أفعال حكومتي فتح وحماس ايجابية بمستوى وعي الناس واحترام حقوقهم، وليس بمستوى المصالح الشخصية

2013-04-18