الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
محتالة أنت -9-/ بقلم زياد جيوسي

ربّما استضفتني يومًا هناك في أحلامك بين أحراش الصّنوبر أو على شاطئ بحر يغسل ضوء أقدامنا.. زنبقة برية وسنديانة يتوحدان وحدهما، يجمعهما حب تعتق بتلاوين الزمان.
  طيفك يساكنني دومًا، أترغبين بفنجان قهوة آخر؟ إذًا أشعلي لفافة تبغ أخرى وضّميني إلى صدرك.. كم أنت رقيقة وناعمة، فطوقيني بذراعيك.
  ألا ترين أنّنا نجيد لعبة الحبّ كثيرًا، اللعب معك يحمل في ثناياه الإثارة، جميلة أحلامك، سأشاركك بها أيضا وأتمنّى أن يستمرّ سيلان قلمي بعد أن صمت سنوات كثيرة، مررت بمرحلة صعبة من انعدام الجاذبيّة، فتوقّفت عن نشر بعض ما أكتب، والكثير ممّا كتبته ضاع من حقائبي عبر رحلة الزّمان.
  أكملي همسك فسرقة قبلة من شفتيك لن توقف أحلامك، لكنّها تعيد ترتيب أفكارك وتجعلها أكثر حلاوة كرضاب شفتيك، حدّثيني أكثر، فالغياب الّذي امتدّ طويلاً لا بدّ أن ينتهي، عندها ستكونين أنت بنفسك معي وليس طيفك وحده، حروفي تناجيك دائمًا..كنت أؤمن بأنّها ستصلك ذات يوم وإلاّ لما كتبت، كم أشتاق همسك وحكيك وعبق أنفاسك.
  الليل يرخي سُدوله بقوّة، والنّعاس بدأ يتسلّل للأجفان، لكن بالتّأكيد قبل أن نغادر الأيكة في الصّباح، فنجان قهوتنا سيكون جاهزًا، أدمنت القهوة من يديك فلها مذاق خاصّ.
  محتالة أنت وهذه المرّة تفوّقت عليّ، حملتك بين ذراعيّ إلى سريرك، لم تكوني نائمة بعد أن أودعتك فيه وأسدلت الغطاء عليك، ذهبت للنّوم وإذ بك بعد نومي تغادرين سريرك، تحكمين غطائي وتتركين خيوط القمر تحرس أنفاسي، رائعة أنت... أنا اخترت الموسيقى إيقاعا لسهرتنا حتى الثّمالة، لمَ لا تختارين أنت أحلامي إيقاعًا حتّى الصّباح؟
"جنين 23/4/2000"

2013-04-29