السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مهرجان تزين القدس بشهر رمضان والأعياد المسيحية والإسلامية والوطنية مقابل مهرجان الأنوار الإسرائيلي

الوسط اليوم-سميرسعدالدين
لا تترك سلطات الإحتلال الإسرائلية مناسبة إلا وتؤكد سيطرتها على القدس ولامنافس لها في تبعيتها منكرة على الفسطينيين أهلها   حقهم بالمدينة ومن هذه المناسبات مهرجان الأنوار الذي يقام بالمدينة لهدف سياحي بينما هو في أساسه ديني وعنصري علما أن هذا المهرجان جاء ردا على إعلان القدس عاصمة للثقافة العربيةعام2009 إذ فعاليات هذا المهرجان
وجه بقمع وعنف من قبل شرطة الإحتلال
أضيئت في الأنوار بوابات المدينة وخاصة باب العمود والمؤسسات والمواقع الدينية والرسمية بعدة ألوان غلب عليها الازرق لون العلم الإسرائيلي كما أقيمت مهرجنات راقصة وندوات تتناول التاريخ اليهودي المختلق مقتطفات منه رسمت بالأضواء على سور القدس والجدان وقدشاركت في تنظيمها   شركات تطوير القدس والقدس الشرقية والحي اليهودي كماتدفق الآلآف من المستوطنين إلى شوارع المدينة المتجهة نحو حائط البراق وهم يحملون الأعلام ويرددون الهتافات العنصرية ضد العرب
وفي الحقيقة أن الصور التي وردتنا من القدس عن هذا المهرجان تركت في نفوسنا نحن الذين في المهاجرغصة  كبيره فكيف أولئك الذين ينزرعون ببيوتهم ومحلاتهم التجارية والمارة مع الإشارة هنا أن بطريكية كنيسة الروم الأرذوذكس قد رفضت إضائتها أو أي من أملاكها و أبلغت السلطات الإسرائيلية بذلك  كون أن مهرجان الأنوار ليس له علاقة  بهوية القدس كما جاء وفق البيان الصحفي الذي تلاه الأب عيسى مصلح الناطق باسم الكنيسة مذكرا في الوقت ذاته بالإعتداء الإٍسرائيلي الأخير على المصلين ورجال الدين بسبت النور
جرت العادة عند دخول شهر رمضان المبارك أن يقوم الشبان بتزين باب العمود والأسواق وبوابات الحرم القدسي في باب حطه والقطانين و السلسلة والحارات العتيقة
ومع قرب أيام شهر رمضان نتمنى على الشبان الذين يقدمون لنا في كل مناسبة إبداعات بالمقاومة الشعبية وأصحاب المحلات أن تكون عملية التزين هذه المرة والإضائة  أوسع وأكثر من كل مرة  وبألوان زاهية تحديا لمهرجانهم  لباب العمود وبوابات الحرم القدسي والمؤسسات العامة مثل شركة الكهرباء التي تساهم كل عام بتوفير الطاقة لعملية التزين ويبوس وإدوارد سعيد والمسرح الوطني الحكواتي ومقر الجالية الأفريقية وحارات البلدة القديمة وكذلك تنظيم طيلة ليالي الشهر إحتفالات ثقافية وشعبية وتراثية تتخللها  الأناشيد الدينية علما أن هناك أكثر من فرقةأناشيد
معروفة بالمدينة للحجاج شاهين والدويك والزوربا التي تجمعهم وشباب فرقة بيت المقدس للأناشيد الدينية   كما أن  هناك فرق جادة للشباب   وهناك تمني على الفرق الشعبية والفنانيين والمسرحيين   أن يقيموا عروضا في باب العمودوباب الساهرة وصلاح الدين وفي الساحات الأخرى في البلدة القديمة  وخارج الأسوار مع عدم إنكار أن هناك نشاطا  تعودنا عليه من بعض الفرق والمبدعين بين الحين والأخر علما أن دولاوشعوب كثيرة أجنبية وعربية تقوم بتنظيم عروض لها بالطرقات والساحات والمتنزهات وهناك فرق تحمل هوية وإسم مسرح الطريق إذ  أن المصريين كانوا أول من أدخل
مسرح الطريق في   البلاد العربية مستنسخا عن مسارح دول أوربا الشرقية والغربية  نشط بشكل خاص  في عهد الرئيس عبد الناصرأيام  بحرب الإستنزاف عندما هجر سكان مدن قناة السويس بورسعيد والإسماعلية والسويس إلى الداخل خشية عليهم وأن فرقهم الفنية كانت تجوب المدن المصرية خاصة القاهرة والأرياف وتقدم عروضهاالتي تمجد مدنهم المقاومة   في الساحات  والطرقات والحدائق العامة ومنها موسيقى ورقصة المزريطةالتي يغنيها البحارة والصيادون ودراما المقاومة والتراث علما أنناشهدنا على درجات باب العمود عروضا لبوبات القدس التي يديرها الفنان إسعيد  ومن هنا
نسأل لماذا الفرق الموسيقية ومنها إدوارد سعيد والإخوة مراد والهواة لا تحي ليال وأمسيات على درجات باب العمود وفي أمكن مناسبة مثل برج اللقلق
وهناك فكرة لليوم السابع إذا وافق عليها أساتذتنا الكبارأن تقدم بعض حوراتهم وتقديمهم للكتاب الشبان  والمبدعين في الكتابة من خلال إنتاجهم في باب العمود والساحات ودعوة الجمهور للحضور والمشاركة في الحوار والرأي ومثل ذلك للمقهى الثقافي والأخوة منى ومنتدى الصحافة المقدسي ومحمد زحايكه وملتقى القدس الثقافي كما هناك دعوة أيضا لسمير الجندي صاحب دار الجندي للنشر النشطة بإقامة معرض لكتبه في في نفس المكان ولأساتذة التارخ والأثريين في جامعة القدس وغيرها ليردوا على أعمال السرقة والتزيف للمواقع التاريخية والأثرية
أذكرفي زيارتي لعاصمة البرتغال لشبونه  التي تشتهر بالميادين والساحات ومنها ميدان روسيو وهو مهندس أعاد بناء لشبونه بعد أن دمرها الزلزال ٍ شد إنتباهي شخصا يعتلي جدارا قصيرا ويتكلم بصوت عال وجمهور ملتف حوله وهنا سألت مرافقي المترجم ماذا يقول هذا الرجل فرد علي أنه شاعر يلقي قصيدة من شعره ومن حوله مستمعون ومشجعون له إذ أن هذا المكان مخصص للشعراء والمكان القريب منه مخصص لنقد الأعمال النثرية حيث يعقد كبار النقاد اسبوعيا تقريبا وفي كل مناسبة  على الجمهور مايقدمه الشبان من إنتاج أدبي وثقافي
مدينة الثقافة فينا تزدحم بمثل هذه المنابر ويعرفها جيدا الروائي والكاتب الصديق فيصل الحوراني
في الكويت تقليد لشيوخ الدين وعلمائه بشهر رمضان المبارك ومناسبات أخرى  يقومون بعقد عظاتهم  في المولات والأسواق وأن من أهمهم الوسطي الدكتور محمد العوضي المعروف عنه بأنه صاحب نكته ينطقها بعفوية أثناء مناقشته وحوارته مع الشبان  المارة الذين يقومون بممازحته بأدب وإحترام أثناء إلقائه دروسه على من حوله في سوق شرق بمعظم الأحيان
ليس بالضرورة عقد اللقاءات والندوات وعروض الفرق الفنية والشعبية بشهر رمضان فقط وإنما بكل المناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية والوطنية لخلق الحياة من جديد في أرجاء المدينة التي تنام ما أن يزحف الليل وتترك للأشباح وتحد للإحتلا والقول بصوت عال نحن هنا
كاتب وباحث في شؤون القدس
[email protected]

2013-06-08