الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قطع عمانية أفريقية قد تغير تاريخ أستراليا؟

هل بإمكان حفنة من القطع النقدية القديمة من سلطنة عربية كانت تقع أقصى شرق أفريقيا أن تغير من تاريخ أستراليا؟

تقع جزيرة كيلوا أو ماتسمى الآن كيلوا كيسيواني على الساحل الشرقي لأفريقيا وتتبع تنزانيا ويفصل الجزيرة عن بقية الأرض التنزانية مضيق بحري عرضه 3 كيلومترات.

هاجر العرب إلى مدينة كيلوا منذ العصر الأموي، واستوطنوها وتردَدوا عليها للتجارة بالبضائع بين شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، وخالطوا سكانها الأصليين وتعلَّموا لغتهم.

ومع توافد العرب المستمر أخذت المدينة في الازدهار والتطور، وأصبحت من أعظم مرافئ شرق أفريقيا.

في القرن الحادي عشر باع ثري سواحيلي جزيرة كيلوا إلى أحد التجار المسلمين فأسس مدينة كيلوا على أرض هذه الجزيرة، والتي تحولت إلى سلطنة كيلوا ثم أصبحت واحدة من أكبر مراكز التجارة على الساحل الشرقي لأفريقي.

تعرف على حضارة سقطرى

واشتهرت آنذاك بتجارة الذهب والحديد من بلاد زمبابوي، والعاج من بلاد تنزانيا المعروفة الآن، والنسيج والأحجار الكريمة والخزف والبهارات من آسيا وفي القرن الثاني عشر وتحت حكم "أسرة المهدلي" أصبحت كيلوا من أقوى وأشهر المدن على طول الساحل الشرقي لأفريقيا، وبلغت ذروة قوتها في القرن الخامس عشر.

وفي عام 1784 سيطر العرب العمانيون في زنجبار على كيلوا، وبعد انتهاء الحكم العماني بنى الفرنسيون حصناً في الرأس الشمالي للجزيرة أما المدينة فقد أهملت واضمحلت حضارتها.

فما علاقة كل هذا بأستراليا؟

أصل القصة يعود إلى عام 1944 عندما عثر جندي أسترالي يدعى ماوري إيسنبرغ عندما كان بصدد صيد السمك في جزر ويسيل على تسع قطع نقدية مطمورة في الرمال.

احتفظ الجندي بتلك القطع حتى عام 1979 عندما ساوره الشك في أنها ربما كنز فأخضعها لعملية فحص علمية.

تم التوصل إلى أن أربعا من تلك القطع تعود لشركة هولندية وإحداها تعود إلى القرن السادس عشر.

غير أن بقية القطع الخمس تعود لجزيرة كيلوا وللقرن الثاني عشر تحديدا أي بعد قرن  من سنّ الجزيرة للسكة النقدية.

ويقول العلماء إنه لم يعثر على نقود كيلوا حتى الآن إلا في مناسبتين، الأولى في زيمبابوي والثانية في عمان.

ويعني ذلك أن القطع الخمس التي تم العثور عليها شمال أستراليا تعد ذات قيمة تاريخية وتحتوي على ألغاز قد تكون مثيرة.

ويعتقد أحد العلماء أنه من الضروري عدم استبعاد أن يكون بحارة أفارقة أو من أصول عربية، وهم المعروفون بقدرتهم على الملاحة خلال القرون الوسطى بين الصين وأفريقيا، قد كانوا يتاجرون في أستراليا خلال تلك الفترة.

ويعمل فريق من علماء التاريخ والآثار على إعداد تقرير من المتوقع إعلان نتائجه الأولية منتصف يوليو/تموز

 

2013-06-26