الجمعة 6/11/1444 هـ الموافق 26/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ومن لي غير صدر حبيبي؟!-13-/بقلم زياد جيوسي

أجمل ما فيك أنّكِ أنتِ أنا، وأجمل ما فيّ أنني أنا أنتِ، أزلتِ بكلماتك كلّ غضبي على نفسي، حين قلتِ: إنّه القدر حبيبي، فقد كنت أنوي أن أعاقب نفسي بشدّة لأننّي أضعتك. بكلماتك اكتفيت بالسّهد والتّفكير بإرسال رسائل روحيّة لك طوال الليل: أحبّك...أحبّك.. أنت في رحلة إلى الجبل إذًا، آمل أن ترتاحي اليوم بوجودي الرّوحيّ معك، هناك حيث الخضرة والرّبيع. أنا هنا من الصّباح، منذ سقيتك القهوة كالعادة، والآن ذاهب إلى دعوة غداء، سأطعمك بيدي، لكن أرجوك.. لا تمارسي حركاتك وهواياتك هناك، لا تدعيني أتقافز أمام الموجودين في المطعم وهم لا يرونك، دعي هذه الهواية جانبًا اليوم ولك منّي كلّ ما تطلبين.. تضحكين طبعًا، فأنت تعلمين أنّني لا أقدر أن أغادر مكاني أبدًا، ومع هذا سنبقى معًا قلبًا واحدًا.
لن أسألك.. فأنا أعلم كم يعذّبك البعد، فليكن مساؤنا معًا أجمل.. أنا يا حبيبتي لن أسألك، فقد تألمّت كما تألمّتِ، بكيت كما بكيتِ، فكم من ليال لم تغمض عينيّ إلاّ مع تباشير الصّباح، حين أضع رأسي على طيف صدرك، فتنـزل دموعي حرّى بين نهديك، وحين أشعر بذراعيك يطوّقاني، يشدّاني إلى صدرك، حينها فقط تهدأ نفسي وأنام.
  هدأت أنفاسي كما أنفاسك، لم يسعفني الصّحو من نومي إلاّ على رحيق شفتيك يلامس جبيني، وجهي وشفتيّ. ابتسمت لنهار جديد آخر، لصباح أجمل، احتسيت القهوة من بين شفتيك.. قبل أن يغادرني طيفك، وأعود كما كنت وحيداً في ظل منع تجول يفرضه الاحتلال، أحلم بك، بحلم لقاء.


(رام الله 23/4/2002)

2013-07-13