الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لا يا حماس: أنا لست "أم لهب، ولا انا "حمالة الحطب"!!/ بقلم : امل مصطفى السعيد

الان، والان فقط، ادركت وتاكد لي تماما ان حماس خاصة، والاخوان عامة، هم عملاء الامريكان وأتباع مدرسة جورج بوش الابن صاحب نظرية "من ليس معنا فهو ضدنا"؟!

الحملة المسعورة التي اطلقتها حماس بالامس على لسان ما يسمى المتحدث باسم "الحكومة المقالة" - هي في الواقع ميليشات حماس - تتهم فيها وسائل إعلام مصرية وشخصيات عربية ومحلية بـ"التحريض" ضد غزة، تقع في نفس الاطار والنظرية "البوشية" – نسبة لبوش الابن - بمعنى اما ان تكون عميلا لحماس، مدافعا عن جرائمها، مسبحا بحمدها، تتعامي، تستهبل، تستحمر – نسبة للحمير - تحمل القماقم والمباخر وتشارك في المولد او الزفة الحمساوية، وتغض الطرف عما ترتكبه من حماقات وسفالات وجهالات، بمعنى ان تكون طرطورا حمساويا، بوقا ناعقا في مسيرتهم الدموية، واما ان تكون في الطرف الاخر المعادي لها، ولغزة، - بالله عليكم انظروا الاجرام من خلال ضم غزة لحماس وربطها بها وكانها غزة عزبة او مستعمرة حمساوية وسكانها عبيد لقادة حماس - حينها ستكون التهمة لك ككاتب حر، او مفكر مستقل، فلسطينيا، مصريا، او عربيا تقول الحقيقة جاهزة لك، بمعنى: انت كافر،ضال، ملحد، عميل، فلول، جاهل، عاصيا لله ورسوله، مخالفا للشريعة، وعدوا للمقاومة، وبالتالي الويل والثبور لك، وبهذا المنطق الحمساوي التسلطي القمعي فانني كامراة عندما اكتب عن حماس، فان حماس هي الاسلام، وانا حمالة الحطب "ام لهب"!!! الغريب في حملة حماس المسعورة والتي تعكس خوفها وقلقها العميق من انهيار حكم الاخوان في مصر انها تتهم كل من يقف في مواجهتها ويعمل على كشف ممارساتها - وهي للعلم ليست افتراء او كذبا وانما حقائق، وحقائق دامغة - بانها على حد تعبير ما يسمى متحدثها "حملات تحريضية تقوم على اختلاق روايات وقصص أمنية مفبركة من أجل تشويه صورة أهل غزة بدعم من بعض الجهات والشخصيات المعروفة التي انحدرت في هذا المضمار" نعم: هذا هو تحليل حماس لكل من يقف شاهرا قلمه او فكره في مواجهة اضاليلها، تفسير غارق في الفكر "التؤامري" بمعنى ربط كل ما يدور حول حماس او ما يكتب ضدها مؤامرة، بهذه الصفات والنعوت، وبهذا الردح تقابل حماس حملات فضحها وتعريتها ظنا منها ان التهديد بملاحقة اصحاب الفكر الحر سيرهبهم ويجعلهم يتراجعون تحت وطأة التهديد بالملاحقة، او الاجراءات القانونية التي بدأت حماس كما تدعي في اتخاذها، او بالدعاء على اصحاب هذا الفكر الحر كما فعل احد اعضاء المكتب السياسي لحماس بالامس عندما كتب ما نصه: (أقلام مأجورة..وكتابة حسب الطلب..واتهامات جاهزة..في حملات التحريض على حماس والمقاومة الفلسطينية..(فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ) انها قمة الوقاحة والعربدة والبلطجة وكاننا في شريعة الغاب او اكثر، عودة للقرون الوسطى وقوانينها التسلطية، نظام الويل ثم الويل ثم الويل لكل من يقف في وجه تيار حماس!!! نعم فحماس باتت تحاربنا بالدعاء علينا بالويل والثبور ..... ما اود قوله: ان حماس في مازق، ومازق كبير، وانها باتت ترتعد خوفا من تمرد غزة حين يثور الشارع الغزي في وجهها، هذا الشارع، وهذا الشعب الذي دوخ رابين وجعله يصرخ في انتظار اليوم الذي يفيق به من نومه ليجد غزة وقد التهمها البحر بأمواجه... اليس هذا هو الشعب والشارع نفسه يا حماس؟ اليس سكان غزة هم انفسهم، وبنفس عزيمتهم واصراراهم، ام انكم قتلتم فيهم العزيمة وروح التحدي؟؟ ام انكم استودرتم شعبا اخر من الصين؟ انا ادرك كغيري من الكتاب والمحللين والمتابعين في مصر وفلسطين والعالم اجمع انكم في مازق، وورطة، وانكم تحاولون تصديرها للخارج عبر ارهابكم المفضوح على ارض الكنانة، او محاولة تأليب الرأي العام في غزة علينا بحجة اننا ككتاب واعلاميين مصريين نسهم في خنق غزة وحصارها، وهو اتهام باطل وبات مكشوفا، او عبر افتعال معارك اعلامية مع الكتاب ووسائل الاعلام الحرة والشريفة التي تحاول ان تقول لكم وبكل جراة وصراحة كما يقول المصريين: حمرا............. كلمتي الاخيرة في مقالي هذا فقط، لانني على موعد معكم عبر سلسلة ومسلسل من المقالات لن ينتهي الا بسقوط حكمكم لغزة، اقول كلمتي الاخيرة لكم ان الزمن لم يعد زمنكم، وان الوقت ليس وقتكم، وانكم تسيرون في عكس عقارب الساعة، وانكم تلعبون في الوقت الضائع، وفي الدقائق الاخيرة لمباراة لن يمدد لكم فيها الشارع الغزاوي ولو لثانية واحدة، وان منطق التاريخ وحتميته بزوال دولة الظلم قادم لا محالة فدولة الظلم ساعة، كما انني والحمد لله يا حماس لست "أم لهب، ولا انا بـ ،"حمالة الحطب"!!

2013-07-17