الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
"حدث في دمشق" عن الانتماء... والحب... والهوية

قالت النجمة السورية سلاف فواخرجي إن أهم رسالة يمكن أن يقدّمها مسلسل "حدث في دمشق- يامال الشام" ضمن الظرف الراهن الذي نعيشه: "تتعلق بمسألة الانتماء، للمكان، والأشخاص، وحتى الأشياء البسيطة."

وأضافت فواخرجي، في تصريحاتٍ خاصّة لـ CNN بالعربية: "(وداد) يهودية في دينها، لكنّها لا تشبه أي يهودي قادم من مكان آخر في العالم، فهي سورية أولاً وأخيراً، ورغم اضطرارها لمغادرة البلد الذي تحب، يبقى  لديها حالة عشق للشام، لحبّها هناك، لشبابيك منزلها الدمشقي، لنافورته، للأغاني التي اعتادت سماعها، وطبخاتها، ويكون أقصى طموحها على فراش الموت أن تدفن في دمشق."

ورغم أنّ هذه الشخصية قد عاشت في زمنٍ مختلف، لكنّها من وجهة نظر سلاف فواخرجي "حقيقية، ومعاصرة، وتعبّر عن حالنا اليوم، وتريد أن تقول للعالم: البلد ليس اسم، أو جواز سفر، هو كل شيء... بدءاً من تفاصيلنا البسيطة: كالعتبة، والحارة، وصولاً إلى الحب أيضاً."

وتأتي حكاية "حدث في دمشق" في زمنين متوازيين على مشارف النكبة الفلسطينية سنة 1947، وفي عام 2001 حينما غيّرت أحداث 11 أيلول/ سبتمبر وجه العالم، وأدخلته في نفقٍ مظلم، والعمل من سيناريو وحوار الشاعر والكاتب السوري عدنان العودة، واقتبسه عن رواية لـ قحطان مهنّا بعنوان "وداد ... من حلب"، ووفقاً لتصريحاتٍ سابقة للعودة يوجه هذا العمل رسالة معاصرة لكل السوريين، حول ضرورة المحافظة على نسيجهم الاجتماعي الذي يميز هذا البلد بوصفه بلداً متعايشاً، يضم العديد من القوميات، والأديان، والطوائف، وتأتي هذه الرسالة عبر شخصية وداد اليهودية الدمشقية، التي  تبقى محافظة على انتمائها للوطن، برغم كل السنوات التي أبعدتها عنه، وقادتها إلى نيويورك في نهاية المطاف، وذلك جراء الظروف السياسية التي عاشها اليهود خلال مرحلة من تاريخ سوريا."

"رأفت" إحدى الشخصيات المحورية في المسلسل... تعيش على مدى مائة عام، ونرى عَبْرَ حياته جانباً من التحولات التي طرأت على المجتمع السوري خلال قرن، كما تتضمن حوارات الشخصية إلى حد كبير انتقاداً لممارسات  أنصار الفكر القومي العربي الذي كان سائداً في المنطقة بقوة خلال القرن الماضي، وهذا ما أكده النجم السوري وائل رمضان الذي يجسد تلك الشخصية بالعمل، وأعرب رمضان لـ CNN بالعربية عن سعادته بهذه التجربة، لكونها "تتناول مرحلة مهمة من تاريخ سوريا، على المستويين الاجتماعي والسياسي، عبر ملامستها للقضية الفلسطينية، واهتمام السوريين بهذه القضيّة، في كل مراحل، وظروف حياتهم.

وأضاف: "قدمنّا جهدنا وأكثر، ضمن الظروف التي تشهدها البلاد، وفي قلب دمشق، رغم أن أحداً لا يصدق أننا نعمل هنا، نمارس حياتنا بشكل طبيعي، ونحس باللحظة الدراميّة."

ومن الشخصيات الرئيسية بمسلسل "حدث في دمشق- يامال الشام" ربيعة، التي تؤدي دورها الممثلة ديمة قندلفت، الآتية من حلب، والتي تعاني من اضطهاد أخيها، ويصوغ لقاؤها بـرأفت قدراً جديداً له"، وزينب، التي تقوم بدورها ميسون أبو أسعد، وهي فتاة دمشقية، مثقفة، سابقة لعصرها، ويكون قدرها أن تتزوج من رأفت صديق  أبيها.

ويكون في حياة وداد أيضاً رجلان، الأول هو فؤاد، ويؤدي دوره مصطفى الخاني، زوجها الذي تختلف مع موقفه السياسي، وخاصة بعد تعامله مع الوكالة اليهودية، وأبوعلي، ويؤدي دوره محمود نصر، حبيبها  الذي يذهب للقتال في فلسطين سنة 1948، ويقتل هناك.

مخرج المسلسل باسل الخطيب أكد في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، بأن طابع العمل اجتماعي- معاصر، تدور أحداثه على خلفية تاريخية محددة، ويقدم المجتمع الدمشقي بصورة مختلفة عما ألفه المشاهد، ويقول: "العمل لا ينحى باتجاه البيئة على الإطلاق، بل يظهر دمشق كمجتمع منفتح تسود فيه علاقات على مستوى عال من الرقي، والتعاطي مع الأحداث التي كانت تدور في ذلك الوقت خارج بلاد الشام، وداخلها، حيث يبقى الهم الوطني والقومي أساسياً بالنسبة لأهلها، رغم كل الظروف التي تواجههم."

وأشار الخطيب إلى أنّ هذا العمل يكتسب أهميته من مقاربته للواقع الذي نعيشه، فهو كمخرج ليس من  أنصار التعاطي مع ما يجري في سوريا بشكل مباشر درامياً خلال هذه المرحلة، وأوضح كلامه بالقول: "الفترة التي نعيشها فترة مؤلمة كثيراً، ومحزنة، وأعتقد أننا بحاجة لوقتٍ طويل لنخرج من هذه المحنة، ونعبّر عنها بأعمال فنيّة، هناك زملاء بدأوا بتقديم أعمال على تماس مباشر مع الأحداث الدائرة بالبلاد حالياً، لكن بالنسبة لي أعتقد أنني بحاجة لبعض الوقت، لكي أقدم ما يجري بشكل مباشر، وواضح."

2013-07-30