الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رؤية سيريالية في القضية الفلسطينية (5)-/عبد الهادي شلا

  سنسلك دربا آخر غير الذي يسلكه الآخرون و نترك متابعة ما يجري في العالم العربي وخاصة بلاد ( الربيع- الخريف) قليلا ،وسنبقى إلى الشأن الفلسطيني !!. في الشأن الفلسطيني .. ربما نخطئ أو نختلف عن الآخرين في تصورنا ولكنها فكرة "خارج السياق العام" ألحت علينا وأردنا أن نجعل منها موضوعا ربما يأتي من ينقذنا من ضجيجها ويخرج علينا بحل أو تصور شكل من أشكال التوافق ونحن نأمل أن تقصر الطريق إلى تحقق الهدف الفلسطيني بإقامة دولتهم الني يريدونها كاملة غير منقوصة من عدو يسيطر عليها وبنبرة حادة أكبر نقول أنه يملكها فعلا بقوة تنامت وتجذرت حتى بات الكثيرون يرون حقيقة أن الاستمرار في التعامل مع هذا العدو مضيعة وقت وتلاعب فيما يصدر عنه من تصريحات حول المفاوضات وشكل الدولة التي أصبح لها كرسي في الأمم المتحدة (بصفة مراقب) ،الأمر الذي لم نلمس منذ إعلانه أي تغيير على الحالة الفلسطينية سوى شعارت جديدة تتناسب مع الحدث وإسم الدولة . منذ إتفاقية أسلو وعودة القيادة الفلسطينية والآلاف من أبناء فلسطين من المنافي معها، والحديث يدور عن شكل الدولة الفلسطينية التي تم الاتفاق على شكلها في الإتفاقية،ولكن بنود هذه الإتفاقية حين تيسر الإطلاع عليها كانت مجحفة بحق القضية وأصحاب الأرض الأصليين الذي ارتضت قيادتهم في حينها بصيغة هذه الإتفاقية على أمل أن يتم الحصول على مميزات إضافية ،وأن عملية التفاوض وقد بدأت فهذا يعني أنه سيكون هناك بعض الإضافات بتبادل ارض بأرض أو نسبة مياه بأخر وهكذا. ولكن الأمر لم يأتي على هوى وتصور المفاوض الفلسطيني بعيدا عن الأعين في وقت كانت تجري فيه لقاءات أخرى نجد أنه من الإنصاف هنا أن نذكر "المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي والدكتورة حنان عشرواي" وما قاما به من جهد و بعد ذلك ما تمخض عن محادثات كانت تجري بسرية تامة في أسلو الكل يعرف تفاصيلها. إذا.. هناك اعتراف تم بدولة إسرائيل وعلية يجب أن يكون أي تغيير أو تنفيذ بند من بنودها عن طريق اللقاءات والإتفاق بين ممثلي الطرفين هذه هي الدبلوماسية أو " السياسة" !. مضت سنوات على هذه الإتفاقية،ومرت عليها أحداث جسيمة تحمل الشعب الفلسطيني القسط الأكبر منها بل بما هو أكبر من طاقته وقدراته ،ولعلنا نوجز بأن هذه الأحداث قد تكللت ( بإنقسام فلسطيني ) كان أثره المدمر أكبر بكثير من إغتصاب الأرض كلها ذلك أن هذا الإنقسام قد أنقذ إسرائيل من تلبية الكثير من المستحقات عليها بحجة أنها لا تجد من تتفاوض معه وانفردت بكل طرف على حدى كي تحقق مشاريعها فهي مازالت تتحكم في مداخل ومخارج الضفة الغربية حتى التي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية،كما أنها عقدت اتفاقا مع حكومة غزة المقالة بعد الاجتياحين الكبيرين لغزة مما أوقف تهديد البلدات القريبة من حدود غزة الشمالية !! أجمع الفلسطينيون على أن ( الإنقسام ) هو نكبة كبرى و انشغلوا به وبتصفية آثاره التي مازالت قائمة ومتعثرة لأكثر من سبب لا يخفى على أبسط المتابعين. نقرأ التاريخ لنعرف أنه بعد الحرب العالمية الثانية جلس المتحاربون على الطاولة وعقدوا الاتفاقات التي بقيت سارية حتى تكللت باتحاد أوروبي أصبح له ثقل ودور مواز لدور الدول الكبرى التي كانت تخطط وترسم الحدود وتقتسم الثروات بطول العالم وعرضه منفردة. الحقيقة التي يعرفها من يخوض حربا هي أن نهاية هذه الحرب إما بإنتصار طرف على الآخر ومن ثم يتم الاتفاق عليها على طاولة مفاوضات بشروط تلزم الطرفين وإن كانت مجحفة في حق المهزوم !. هل قامت إسرائيل بما تم الاتفاق عليه؟ المفاوضون الفلسطينيون وهم أصحاب الأرض الحقيقيين تنازلوا عن الكثير من الثوابت التي رفعوها شعارا لسنوات طويلة من أجل دولة تجمع شتاتهم وتعيد لهم كرامتهم وفي مفاوضات مريرة بعد أسلو لم يحصلوا على شيء يذكر. وهذه الأيام تتناقل الأخبار أن مزيدا من المستوطنات والمشاريع ستقوم بها إسرائيل دون أي حساب للمفاوضات التي انطلق مارثونها الأسبوع الفائت وسيستمر لتسعة أشهر بين شد وجذب وسط مخاوف من مضيعة الوقت في الفرصة الأخيرة وفي غياب موقف عربي مشغول بثورات و حروب داخلية متوزعة على عدة دول عربية دون تباشير لنهاية الصراع الداخلي مما يجعلنا غير متفائلين بقوة ضغط عربية ولو إعلامية!. سالنا سؤالا وهو: هل قامت إسرائيل بما تم الاتفاق عليه؟ يجزم الجميع أن تاريخ الدولة الغاصبة كله مراوغة ومضيعة للوقت،بل وأكثر فهذه الدولة الغاصبة تلعب بنار وتؤججها لينشغل العالم عن توسعاتها وأطماعها ليس في فلسطين وحسب بل وأبعد من ذلك وهي تزرع عيونها في كل مكان بلا هوادة . إذا ماذا أمام الفلسطينيون؟ البديهية تقول توحيد الصف أمر واجب وعلى طرف من غير المنقسمين أن يتخذ خطوة غير مسبوقة بالانتفاض على الطرفين ولو كان باهظ التكاليف على الشعب المرهق ولكنه سيكون مخرجا مشرفا لتوحيد الصف (غصبا عن الجيل القديم) الذي استنفذ كل طاقته ولربما ( وطنيته)!.

2013-08-05