الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دكتور أبو المجد، و انقلاب المواقف / محمد عزت الشريف

  الفقيه القانوني والمفكر الإسلامي دكتور أحمد كمال أبو المجد كان يقول في عهد الرئيس الشرعي المختطف، الدكتور محمد مرسي : «سر غضبي الشخصي أن هناك حالة من الغموض حول مسودة الدستور» وفي عهد دولة العسكر.. و في مقابلة معه على قناة الجزيرة اليوم بدأ الدكتور أبو المجد فاتحة اللقاء بتسجيل إعجابه بقائد الانقلاب ـ الجنرال السيسي ـ بدعوى أنه يتسم بالصراحة والوضوح . وعندما.... سألته المذيعة عن رأيه حول ما قام به السيسي من عزل للرئيس الشرعي، و تعطيل الدستور المستفتى عليه من عموم الشعب، أجاب حضرته: لا أعتقد بأن السيسي يفعل ذلك إلاّ إذا كان هناك شيء اضطره إلى ذلك، ولابد أن للفريق السيسي مبرراته؛ التي لم يعلنها .. !! قالها الفقيه القانوني، والمفكر الكبير الدكتور أبو المجد بكل ارتياح، و دون أدنى شعور بالغرابة؛ الغرابة التي شعرنا بها ـ نحن المشاهدين ـ لموقفين متناقضين لرجل واحد اسمه أحمد كمال أبو المجد، في عهدين متقاربين زمنياً ( عهد الرئيس مرسي، وعهد الجنرال المنقلب عليه). مبعث الغرابة في أنّ الرجل ليس رجلا عاديّاً؛ بل فقيه قانوني مخضرم، و مفكر اسلامي كبير..! وتزداد الغرابة عندما نعلم أن الدكتور أبو المجد كان ـ أصلاً ـ عضوا في اللجنة التأسيسية المنوط بها وضع الدستور، و كانت له سلطة الحوار والنقاش حول الدستور ، و غموض مسودة الدستور ـ لكنه لم يفعل، بل استسهل الانسحاب من اللجنة التأسيسية، محتد الغضب حتى أنه قال وقتها أنّ : «الجميع آثمون. و أنّ مّنْ يهجر مصر ويتبرأ من جنسيتها اليوم أكرهه ولكني أعذره، بسبب ما تشهده البلاد»..!! ليس هذا هو الانسحاب والسلبية الوحيدة للرجل الفقيه المفكر؛ بل اعتذر الرجل قبل شهور عن قبول عضوية مجلس الشورى التي رشحه لها الرئيس مرسي بدعوى أنه مهتم في تلك الأيام بأداء دور توفيقيّ في المشهد السياسي المصري، وبالتالى لا ينبغي أن يكون فى عضوية مجلس الشورى، حيث إنه ملتزم مع آخرين بالسعي من أجل العمل على إحداث توافق وطنى فى مصر. كان ذلك ما صرّح به بالحرف الواحد بصحيفة المصري اليوم ونحن هنا إنما نسائله: هل ما قام به الفريق السيسي من انقلاب عسكري هزلي واضح ـ يدخل ضمن الأعمال التوفيقية ؟ وإن لم يكن توفيقياً؛ فأين دورك يا دكتور أبو المجد؟ وما هو مو قفك، و أين غضبك ؟ وكيف نوفق ـ نحن البسطاء ـ بين عبارتك الأولى بأن الصراحة والوضوح هي أبرز سمات السيسي ـ وبين عبارتك التالية بأنه لا بد أن للسيسي مبررات لم يعلنها؟! وهل لنا هنا أن نتعجب من أنّ الشعب أعطى السيسي تفويضاً على إثر عمل (ثوري أو انقلابي) غير معروف السبب ؟!! و هل لنا أن نتعجب أكثر من تعجبك من الشباب الثوري الذي تنتقد إختلافه معك ـ أنت المخضرم ـ وأنت ما أنت عليه من تناقض، و مواربة و مداراه؟! لن أنصحك سيدي إلا بما نصحتنا به ـ أطلق خيالك، وكن منطقياً، و حاسب نفسك قبل أن يحاسبك الناس الذين يحترمونك؛ فضلاً عمَن لا يحترمون آراء و وجهات النظر التي تنحاز دائماً للملك، أكثر مما ينحاز الملك نفسه لنفسه !! ***

2013-08-05