السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الجمال العربية قد تكون مصدر فيروس كورونا

خلصت إحدى الدراسات إلى أن الجمال العربية قد تكون مسؤولة عن نقل فيروس "ميرس كورونا" القاتل، المتسبب في الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، الذي ظهر العام الماضي.

وأظهرت فحوصات الدراسة، التي نشرت في مجلة لانسيت للأمراض المعدية، أن فيروس كورونا، أو أحد الفيروسات القريبة جدا منه، كان ينتقل بين الحيوانات، الأمر الذي يلقي الضوء على إحدى الطرق المحتملة لانتشاره.

إلا أن العلماء يقولون إن ثمة حاجة للمزيد من الأبحاث للتأكد من صحة ما توصلوا إليه.

وكان فيروس "ميرز كورونا" أول ما ظهر في منطقة الشرق الأوسط العام الماضي. وحتى الآن، تأكدت إصابة 94 حالة بالفيروس و46 حالة وفاة.

وبينما تبدو هناك إشارات إلى انتشار الفيروس بين البشر، فإنه يعتقد أن أغلب حالات الإصابة بالفيروس وقعت نتيجة للاقتراب من أحد أنواع الحيوانات.

إلا أنه وحتى الآن، يواجه العلماء صعوبة في تحديد أي من تلك الأنواع.

وللتحقق من ذلك، عمل فريق دولي على فحص عينات الدم أخذت من قطعان الماشية كالجمال والأغنام والأبقار من عدد من الدول.

وعمل الفريق على فحص تلك العينات بحثا عن الأجسام المضادة، وهي البروتينات التي تظهر لمواجهة مصدر العدوى، والتي يمكنها أن تبقى في الدم لفترة أطول حتى بعد القضاء على الفيروس.

وفي هذا الإطار، قال ماريون كوبمانز، الأستاذ بالمعهد الوطني للصحة العامة والبيئة وجامعة إيرازموس بهولندا: "لقد توصلنا إلى بعض الأجسام المضادة التي نعتقد أنها ظهرت خصيصا لمواجهة فيروس ميرز كورونا أو نوع آخر من الفيروسات المشابهة له في الجمال العربية."

ووجد العلماء أن هناك مستويات منخفضة من الأجسام المضادة في 15 من بين 105 جمال من جزر الكناري، بينما كانت هناك مستويات مرتفعة من تلك الأجسام المضادة لدى خمسين جملا جرى فحصها في سلطنة عمان، وهو ما يشير إلى أن انتشار الفيروس كان أقرب من الناحية الزمنية.

ولم يجر تسجيل أي من حالات الإصابة البشرية بفيروس "ميرز" في عمان أو جزر الكناري، بينما يرى فريق البحث أنهم في حاجة لإجراء فحص على نطاق أوسع للتحقق مما إذا كانت العدوى موجودة في مكان آخر.

وقد يتضمن ذلك أخذ بعض العينات من الجمال في المملكة العربية السعودية، التي تشهد أعلى معدلات انتشار الفيروس.

"أولوية البحث"

وقال كوبمانز إن هذه المعطيات "بمنزلة خيط يقود إلى معرفة السبب الحقيقي لكنه لا يقدم دليلا دامغا ونهائيا".

وقال بول كيلام، الأستاذ بمعهد ويلكام ترست سانغر بكامبريدج وكلية لندن الجامعية، تعليقا على ذلك البحث، إن البحث يساعد على تضييق نطاق البحث عن مصدر ذلك الفيروس.

إلا أنه قال لبي بي سي: "إن الدليل القاطع لتحديد مصدر الفيروس يتمثل في العثور على حيوان مصاب، أو تتبع الجينوم في أحد الحيوانات المصابة بالفيروس ومن ثم التوصل إلى توصيف له."

ويقول مسؤولون في القطاع الطبي إن تحديد مصدر الفيروس أمر مهم لكن تحديد كيفية انتقال الفيروس إلى البشر يشكل أولوية.

ويقول غريغوري هارتل من منظمة الصحة العالمية "فقط إذا نجحنا في تحديد التصرفات والتفاعلات التي تؤدي إلى انتقال الفيروس إلى الإنسان، يمكن أن ننجح في منع انتشار العدوى".

وتظهر البيانات أن مستوى العدوى لذلك الفيروس حتى الآن لا يجعله يشكل خطرا عالميا إذ إن انتشاره لم يصل حتى الآن إلى المرحلة التي تستوجب إيقافه.

2013-08-10