السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ما هي الجريمة التي ارتكبها خليل أبو حسنة ؟؟؟؟/بقلم رمزي نادر

المحامي خليل أبو حسنة مدير مكتب النائب ماجد أبو شمالة و المدير التنفيذي للجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي لمن لا يعرفه "هو الشاب العصامي الذي نشأ كمعظم أبناء جيلنا من رحم المعاناة ونار الاغتراب عن الوطن " تعلم حتى المرحلة الثانوية في مدرسة اللاجئين المشتركة خديجة بنت خويلد في معسكر كندا المقام على الأراضي المصرية في مدينة رفح عمل منذ طفولته ليعيل نفسه وأسرته في مهنة الميكانيكا التي توارثها عن عائلته , عندما تنشأ غريبا عن وطنك يتوالد ليدك إحساس جارف بالحنين والعشق لهذا الوطن فيصبح هو الحبيبة والأم والسكن وترسم له لوحات وصور في خيالك لا يستطيع مجاراتك أعظم الرسامين في روعتها , هكذا نشأنا وهكذا نشأ خليل الذي عرفته منذ طفولتنا يجمعنا المخيم ذاته والحلم نفسه والعشق الوحيد لفلسطين التي يتمنى كل منا أن يكون احد جنودها بأي طريقة .

التحق خليل صاحب الميول الدينية الواضحة والالتزام الأخلاقي الذي عرفه به الجميع بأحد التنظيمات الإسلامية العاملة في ذلك الوقت رغبة في خدمة وطنه وبعد فترة من الزمن تم اعتقاله لدى جهاز امن الدولة المصري الذي كان يمنع أي نشاط من أراضيه لأي خلايا فلسطينية تهدف إلى النضال أو الدفاع عنها لارتباطه باتفاق مع الكيان الصهيوني  إلا أن ذلك ورغم المخاطرة لم يمنع الشباب الفلسطيني من أبناء المخيم من الالتحاق في صفوف الثورة لاسيما مع تفجر الانتفاضة الفلسطينية عام 87 التي ولدت إحساس جارف لدى الشباب المغترب بالرغبة في المشاركة في العطاء والفداء ,وتنقل خليل بين المعتقلات المصرية ذائعة الصيت منها معتقل طره وأبو زعبل والقلعة والعقرب حتى تم إبعاده من الأراضي المصرية إلى أراضي ليبيا وهي احد الدول التي كانت تقبل الفلسطينيين المبعدين أو المطاردين من الداخل .

في ليبيا لم يستسلم خليل لاغترابه الثالث فبعد فلسطين كانت العراق محطته الأولى وثم مصر والى ليبيا إلا أن هذه الغربة الدائمة وصعوبة العيش لقنت خليل دروس جعلت منه رجل في سن مبكر يمتلك من الوعي والقدرة على التمييز التي يفوق بها أقرانه فكان الأسمر الصلب عينه على الوطن والأخرى تنمية العقل الذي يستحقه الوطن .

وخلال تواجده في ليبيا أيقن خليل أن العبرة في خدمة وطنه لا تحتاج إلى مسميات وشعارات بقدر ما تحتاج إلى فعل وقدرة على هذا الفعل فالتحق في صفوف حركة فتح التي كانت تسهم في إشعال الانتفاضة الفلسطينية وتشارك فيها بفاعلية كبيرة من الداخل والخارج وفي ذات الوقت التحق بالجامعة ليحصل على شهادة الحقوق في الوقت الذي كان فيه يطور ذاته من خلال المطالعة والنهم في القراءة .

عاد خليل إلى ارض الوطن مع القوات الفلسطينية العائدة بعد اتفاق أوسلو ليلتحق في جهاز الأمن الوقائي كباقي المبعدين والمطاردين الذين كانوا يضموا لهذا الجهاز وعمل في فرع مكافحة التجسس طوال سنين عرف فيها بمهنيته العالية ورفضه لأي تجاوز للقانون أو الاعتداء على إنسانية المعتقلين أو جرهم للاعتراف تحت الضغط الأمر الذي انعكس على مسيرة خليل المهنية مقارنة بأقرانه فهو صعد السلم الوظيفي من بدايته من جندي مستجد حتى وصل إلى رتبة رائد .

حياة خليل الإنسانية حافلة بالمحطات الحزينة لعل أبرزها كان وفاة والدته التي يتعلق بها بمرض السرطان فكان خليل منذ طفولته هو رب الأسرة والمسئول عن إخوته وأخواته الأمر الذي نمى لديه ميل ظاهر للعمل التطوعي والإنساني فعمل كنشاط في مجال الأسرى من خلال جمعية الأسرى والمحررين حسام التي كان يعمل فيها بعد أن ينتهي من دوامه الرسمي وعلاوة عن ذلك أسس خليل مع مجموعه من جيرانه جمعية حي التنور الخدمية والتي كانت تقدم مساهمات مختلفة لمساندة أبناء الحي .

بعد الانتخابات الأخيرة عمل خليل كمدير لمكتب النائب ماجد أبو شمالة الذي وافق ميوله في العمل الإنساني والاجتماعي وتطابق مع رغبته في خدمة مجتمعه ووجد فيها فرصة طيبة لإعانة أصحاب الحاجات ولم يقحم نفسه في أي أحداث اختلاف دائرة على الساحة الفلسطينية وعلى العكس من ذلك كان لخليل ورفاقه موقف واضح وجلي في أحداث رفح عندما حاولت السلطة في ذلك الوقت اعتقال ناشطين لحماس من أبناء رفح منهم قيادات بارزة اليوم فيها وقاموا بتحريك الشارع من اجل التصدي لهذه الاعتقالات إيمانا منهم بأننا جميعا شركاء في هذا الوطن والاختلاف يجب أن يحل بشكل مختلف .

مهنيا خليل عرف عنه الجدية في عمله وانه لا يتعامل مع أي عمل على انه بلا قيمة أو تافه يؤمن بالتخصص والتخطيط على أساس علمي يستقصي الأفكار من أصحاب التخصص إداري ناجح حازم لكنه ليس دكتاتور يؤمن بالشفافية والرقابة على العمل حريص على المال العام ولديه قدرة غريبة على تخفيض الموازنات في المشروعات العامة لتنجز بنفس الفاعلية والكفاءة وبأقل المصروفات يسجل له عدد كبير من النجاحات المتتالية في مشروعات وأعمال كبيرة تحتاج إلى مجموعات وطواقم عمل منظمة كان قادر على انجازها بمجموعات صغيرة من الأفراد منها الفرح الجماعي الذي أخرجه بشكل مشرف ابهر الكثيرين ولعل نجاحات خليل هذه إحاطته بمجموعة من الحاقدين والحاسدين له .

استطاع خليل أن ينسج علاقات طيبة وان يقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف داخل تنظيمه فتح كما استطاع أن ينسج علاقات أخوية مع أبناء التنظيمات الأخرى بما فيها حماس ولم يميز في تقديم الخدمة الإنسانية أو يتحسس من الخلفية التنظيمية لطالب هذه الخدمة بل على العكس من ذلك تقيمه كان يخضع للطابع الإنساني والانتماء الوطني والمعيار المهني الذي عود ذاته عليه طوال حياته .

خليل يعيش حياة بسيطة فهو خرج حديثا من بيت "الاسبست "  الذي عاش به فترة طويلة مع أسرته وإخوته الذين يعيلهم بعد عملية جدولة طويلة لحياته وعدة قروض ومديونية حتى اللحظة من اجل بناء بيت مكون من طبقة واحدة ليؤكد مرة أخرى على طهارة اليد رغم انه عمل طوال حياته في مجال العمل الخدمي وكان يحصل على عشرات المشروعات الممولة من جهات مانحة منذ قدوم السلطة حتى تاريخ إنهاء علاقته بعمل لجنة الحي نتيجة للانقسام الفلسطيني والقوانين التي فرضتها داخلية غزة وتلاها العمل في مشروعات اللجنة الوطنية الإسلامية والتي عملت في إطار مشترك من كافة الفصائل الفلسطينية لمساندة وخدمة أبناء شعبنا .

باختصار خليل لا يعرف معنى لكلمة تعب أو كلل في خدمة الناس ويهيئ ذاته لدفع الثمن دوما نتيجة لهذه الخدمة التي يعشقها ويؤمن بها ولطالما دفع ثمنها للصديق قبل العدو فان إرضاء الناس دوما غاية لا تدرك فهو ممن قدموا لهذا الوطن وشعبه ولم ينتظر أو يقبل الثمن وأنا اسأل رجل كهذا هل مكانه المعتقلات ولم يتم اعتقاله على مساعدة الناس ومساندة الفقراء وإعانة المحتاجين على انحيازه لأبناء وطنه من الفئات الخاصة والمعاقين على الرقة التي انزلها الله في قلبه من اجل الأيتام والأرامل لعنة الله على الانقسام الذي جعل رجال أمثال خليل يحقق معهم من اجل ما قدموه للوطن في الوقت الذي كان من المفترض أن يكرمهم الجميع  فخليل رغم صغر سنه قدم للوطن أكثر من نصف عمره وأكثر مما قدمه عدد من الرجال مجتمعين فهل من يحقق معه الآن قدم أكثر مما قدم خليل دون الخوض فيما لا يخاض فيه عبر وسائل الإعلام فك الله كربك يا صديق وأخي ولو أن هذه الدنيا تحتكم إلى العدالة وحجم العطاء لكان مكانك فوق الأكتاف لا غياهب السجون  .

2013-08-11