أهم إيجابية لهذا الإنقلاب البغيض أنه أفرز أولئك الجادّين في الإلتصاق بقضيتهم العادلة وميّزهم عن أولئك الذين ينتظرون أيّ انتصار شكلي مزعوم لسلطات الإنقلاب ليرقصوا على جثث أبناء هذا الشعب و دمائه السبيّة! لقد أصبحنا الآن قادرين على أن نقف و وجهنا صوب الأفق لنشير و بثقة: هذا إنسان بإهاب، و سمت إنسان . و هذا مصاص دماء، في جلد حيوان! مثالان سأذكرهما وأترك التأويل وخصوصية الشعور والإحساس. المثال الأول: أحد المعتصمين الذين عاشوا و انعجنوا بمشاهد العنف، القتل والدماء أكثر من شهر و نصف؛ حتى أنه أمسى وهو يحمد ربه أن قنابل الغاز و إطلاقات الخرطوش قد توقفت الآن. والحمد لله لا يطلقون علينا الآن سوى البنادق الآلي فقط .. !! المثال الآخر: وزير الدماء يُصرِّح قائلاً: كنا ننوي التروي في إقتحام ميدان المعتصمين وبالفعل صعدنا على العمارات المحيطة بالميدان، و ألقينا القبض على القناصة التي تمركزت علي أسطحها، ثم نوينا التمهيد للإقتحام بإطلاق الماء أولاً على المعتصمين، وبعد أن نكون قد وجهنا التحذيرات تلو التحذيرات لهم، إلاّ أنهم وللأسف بادرونا بإطلاق النيران على قواتنا من أعلى العمارات، فاضطررنا للتعجيل باقتحام الميدان و الحمد لله لم يقع سوى 149 قتيلاً .. أيّ هراء و هذيان هذا ..؟!! فين المياه يا بتاع المياه؟! وفين المياه الكريهة أو الملونة التي وعدت أن تبدأ بالتمهيد بها؟ و أين القناصة .. وأين المعتصمين ـ و ما العلاقة؟! و كيف أن القتلى في كل مصر 149 شخصاً فقط. و قد شاهدنا مثل هذا العدد يقع في محافظة واحدة، بل و في مدينة واحدة؟! زمااان كان الأهل عندما ييـئسون منا ومن كذبنا ونحن أطفالاً كانوا ينصحوننا بالحكمة المأثورة التي تقول: ( إن كنت كذوباً، كن ذكورا)..!! ***