الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
(سهى الجميلي) والتداخل اللوني/علوان السلمان

الفن كشف عن الاسرار يقوم على جدلية الوجود الانساني والواقع كي يحقق مسارات كينونته.. واللوحة الفنية النافذة المشرعة على عوالم الحلم والواقع والذات والذات الجمعي تشكل الحقل البصري التشكيلي بعلاماتها المميزة (الايقونية والتشكيلية).. التي تميل صوب الرمز والدلالة واستنطاق المكنون عبر الغوص في الذاكرة وتحريك الخزانة الفكرية للمتأمل..
   والفنانة (سهى الجميلي).. تندرج لوحاتها ضمن قراءة احتوت اشكالا واقعية تحول عناصر الطبيعة الى علامات لونية وشكلية تقع في وصف الواقعي كما في (الشلالات)فهي تكشف عن تعالق بين التشكيلية والنسيج واللون والخط والمحيط..فضلا عن انها تقرأ ذاكرة الزمن بالوانها المنتشرة والموزعة بدرجات غير متساوية..واشكالا تجريدية ..تعبيرية تطغى فيها صفة التمويه وتتلاشى داخلها الابعاد الجمالية..اذ ينبعث فيها حس فكري منبثق من بنية معمارية متوزعة في انحاء الشكل الفني الذي غاص في اعماق اللون بوصفه قيمة ضوئية من جهة وكتل لونية وخامات مجتمعية  تفرض روحها على سطح اللوحة من جهة اخرى..فضلا عن توظيفها النسق الرمزي اللوني الذي تتداخل ايماءاته في حلقات مترامية التكوين بين الخطوط والالوان ورموز الطبيعة مع رضوخ للانفعال الذاتي المتدفق من ثنايا الفكر..كونها ترى ـ ان اللوحة حاجة انسانية وليست ترفا جماليا بتزويق لوني.. وانما هي استئثار بالمعنى عبر مساحات لونية ومعمارية مكتفية بذاتها من خلال مساراتها اللونية والتعبيرية التي تشكل رؤاها التجريدية..فقدمت خطابا تشكيليا يتعاطى المحفزات الانسانية بعلاقاتها الجدلية التي منحتها دينامية حركية وقوة في تعابيرها اللونية التي شكلت ظاهرة نفسية بحكم تاثيرها العاطفي لخلق اللمسة الجمالية التي هي قيمة تاثيرية ..وجدانية بلغة لونية وفكرية للتعبير عن الوجدان ومحاولة التجاوز بخلق اثر فني يشكل(نبوغا ضد الفناء وتحد للموت)على حد تعبير اندريا مالرو..لاستكشاف المعاني والدلالات الخفية التي تتمظهر عبر التآلف والتباين اللوني وكيفية توزيع الضوء..بقولبة الوجود والاجسام بحرية مع الاحتفاظ بالنسيج اللوني المتقابل..فكانت لوحاتها مشحونة بالايماء الدال وهي تمتطي بساطا من الالوان الخالقة اشكالا لا تخرج عن المالوف باعتماد رؤية فنية بعيدا عن الفوضى المستمد وجودها من وعي اللحظة..لتحقيق مناخات تعبيرية جامحة في الخيال والحلم..فضلا عن اختصار زاوية النظر بالتركيزعلى المضمون الذي يحتوي على المعنى المتكيء على تشكيل جمالي لوني يستلهم بعض موثقات الواقع وخلق اشكالا تركيبية تجسد اصالة التذوق الجمالي من حيث اللون والشكل وهي تخلق ابعادها المميزة متمثلة بالبعد الفضائي والبعد البنيوي الذي يتم فيه التمييز بين النسيج والشكل الذي يستوعب الرؤية الفنية الجمالية..وهناك اللون ودرجة حضوره باستكشافه عبر الذاكرة البصرية والمشاهد اليومية المالوفة..كي تستفيد من دلالات الالوان التي تحاكي الطبيعة ومن ثم تحقيق التناغم بين اللون والشكل..
وبذلك قدمت الفنانة اعمالا تشكيلية استطاعت ان تجسد طاقتها الداخلية باعادة تشكيل الواقع وفق متخيل فني لا شعوري..

2013-09-03