الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مستشار جماعة "الاخوان المسيحيين" في مصر: هدفنا المنافسة على السلطة ومستعدون للتحالف مع "الحرية والعدالة"

القاهرة-الوسط اليوم-وكالات:أعلن المحامي المسيحي ممدوح نخلة عن تأسيس جماعة "الإخوان المسيحيين"، على غرار جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن الجماعة الجديدة ستشكل حزبا سياسيا قد يكون أيضا اسمه "العدالة والحرية" ويهدف للوصول إلى الحكم.

وقال نخلة، وهو المستشار القانوني للجماعة الجديدة، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط": "أعجبنا نموذج الإخوان المسلمين في الوصول إلى الحكم؛ رغم كونها جماعة غير شرعية، فقررنا تشكيل جماعة شرعية ورسمية من أجل الهدف ذاته". وأبدى نخلة استعداد الجماعة الجديدة للتحالف سياسيا مع جماعة الإخوان المسلمين وخوض الانتخابات بقوائم مشتركة شريطة تقسيم المناصب الرئاسية والحقائب الوزارية، وقال: "لو فازوا هم (الإخوان المسلمون) بالرئاسة، يكون نائب الرئيس منا، ولو شكلوا الحكومة، توزع الحقائب الوزارية بيننا؛ كل حسب نسبته".

وأضاف نخلة أن الجماعة الجديدة سيكون نهجها السياسي ليبراليا علمانيا صرفا، ولن تتخذ شكل الأحزاب الدينية بأي حال من الأحوال، وقال: "قبل الثورة كانت الكنيسة تعارضنا (بوصفنا ناشطين سياسيين مسيحيين) مجاملة للنظام السابق - وهذا ليس سرا - والآن تقف على الحياد منا".

وأوضح نخلة أن الجماعة الجديدة ستركز بشكل رئيسي على مطالب الأقليات في مصر، ومطالب المسيحيين بشكل خاص، وقال: "أي فئة مضطهدة سندافع عنها، وبصفة عامة سندافع عن كل المطالب الاجتماعية والسياسية للمصريين، ولن يقتصر نشاطنا على المسيحيين فقط لأننا لسنا جماعة عنصرية، بل لو أن جماعة الإخوان المسلمين خرجت من السلطة وتعرضت للاضطهاد بأي شكل، سندافع عنها".

وأشار نخلة إلى أن الجبهة السلفية بمصر رحبت بجماعة الإخوان المسيحيين، وقال إنه "لا مانع لدينا من التحالف معهم ما داموا قد دعمونا".. وفي ما يلي أهم ما جاء في الحديث:

* ما الذي دفعكم إلى التفكير في إنشاء جماعة الإخوان المسيحيين؟

- جاءت الفكرة بعد نجاح جماعة الإخوان المسلمين في الوصول للحكم في مصر، ففكرنا في إنشاء جماعة موازية تحمل اسم "الإخوان المسيحيين"، بوصفها تنظيما سياسيا يهدف للوصول إلى الحكم.

* ما الخطوات التي اتخذت لتحويل الفكرة إلى واقع؟

- بعدما اتفقنا على الفكرة وطرحناها على الرأي العام، انهالت علينا آلاف الطلبات للانضمام إلى الجماعة، وعقب استيفاء إجراءات العضوية، سنقوم بتسجيل الجماعة في وزارة الشؤون الاجتماعية لنكتسب الصفة القانونية السليمة؛ ونتجاوز مأزق جماعة الإخوان المسلمين المحظور نشاطها لأنها جماعة غير رسمية وغير مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية المسؤولة عن نشاط الجمعيات الأهلية. وبعد انتهاء إجراءات التسجيل، سنشكل حزبا ليكون الذراع السياسية للجماعة، وقد نطلق عليه اسم "العدالة والحرية" على النمط نفسه لجماعة الإخوان المسلمين.

* هل تأسيس هذه الجماعة له علاقة بوصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر؟

- بالتأكيد، فرغم تأسيس جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1928، فإن فكرتهم نجحت في الوصول إلى الحكم، رغم أنهم ظلوا لفترة طويلة جماعة غير شرعية وتطاردها سلطات الدولة. ولو كان نموذج الإخوان المسلمين فاشلا، ما كانوا وصلوا إلى الحكم، فمن باب أولى أن تنجح فكرتنا، خاصة أن جماعتنا ستكون شرعية ومسجلة وخاضعة لرقابة الدولة، حتى لو استغرق الأمر منا عشرين أو ثلاثين عاما.

* هل العضوية في هذه الجماعة ستكون مقصورة على المسيحيين؟

- لا، عضوية الجماعة ستكون مفتوحة لمن يرغب.. ولكن هذا لا ينفي أن القوام الرئيسي سيكون من المسيحيين، ولكن لو أن أي مسلم يرى أن أهداف جماعة الإخوان المسيحيين تتفق معه وأراد الانضمام لنا، فأهلا به، فعلى سبيل المثال، الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين هو مسيحي الديانة، لكنه مؤمن بأهداف وأفكار الإخوان المسلمين وانضم لهم، وأصبح داعيا لفكرهم، وأحيانا يكون متشددا أكثر من أعضاء مكتب الإرشاد.

* وماذا عن النهج السياسي الذي ستتبعه الجماعة الجديدة؟

- الجماعة الجديدة سيكون نهجها السياسي ليبراليا علمانيا صرفا، ولن تتخذ شكل الأحزاب الدينية بأي حال من الأحوال، ففي ألمانيا مثلا، هناك الحزب المسيحي الديمقراطي، وهو حزب سياسي علماني، يتخذ من كلمة "المسيحي" اسما فقط.. وهذا ما ننوي عمله، فالجماعة الجديدة لن تقوم على أي أساس ديني.

* هل سيكون عندكم منصب مواز لمنصب المرشد العام لدى الإخوان المسلمين؟

- نعم سيكون هناك منصب مواز، وقد نطلق عليه الاسم نفسه أيضا.. الأمر ببساطة هو أننا اقتنعنا بأن فكرة جماعة الإخوان المسلمين نجحت في الوصول إلى الحكم، وهي جماعة غير شرعية، لذلك سنطبق الفكرة نفسها بالتشكيل الهرمي نفسه، والمناصب نفسها، وقد يكون بالأسماء ذاتها، لكن بطريق شرعي.

* هل تتوقعون اعتراضا من جماعة الإخوان المسلمين على جماعتكم الموازية لهم؟

- لا يستطيعون الاعتراض، لأنه لو اعترضوا، عليهم أن يحلوا جماعتهم أولا.. رئيس الدولة الجديد الدكتور محمد مرسي عضو في جماعة الإخوان المسلمين، وهو لا ينكر ذلك، فإذا كان رئيس الدولة لم يستقل من الجماعة ولم يحظر نشاطها، هل يمكنه حظر نشاط جماعة لها المواصفات نفسها؛ بل شرعية أيضا، لمجرد أن اسمها "الإخوان المسيحيون"؟ لو فعل ذلك لاتهمته بالعنصرية، وإذا قرروا حل جماعتنا، فمعنى ذلك أنهم سيحلون جماعتهم أيضا.

* وما مطالبكم السياسية؟ وهل ستقتصر على مطالب المسيحيين فقط، أم ستمتد إلى مطالب كل المصريين؟

- سنركز على مطالب الأقليات في مصر، ومطالب المسيحيين بشكل خاص.. أي فئة مضطهدة سندافع عنها، وبصفة عامة، سندافع عن كل المطالب الاجتماعية والسياسية للمصريين، ولن يقتصر نشاطنا على المسيحيين فقط، لأننا لسنا جماعة عنصرية، بل لو أن جماعة الإخوان المسلمين خرجت من السلطة وتعرضت للاضطهاد بأي شكل، فسندافع عنها.

* كيف تتصورون شكل العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين؟

- لا مشكلة لدينا إطلاقا في التعامل مع الإخوان المسلمين، بل لدينا استعداد للتحالف سياسيا معهم، وخوض الانتخابات معا على قائمة مشتركة قد تحمل اسم "الإخوان المصريون"، وقد ندعم مرشحهم للرئاسة في أي انتخابات مقبلة، شريطة تقسيم المناصب الرئاسية والوزارية، فلو فازوا هم بالرئاسة، يكون نائب الرئيس منا، ولو شكلوا الحكومة، توزع الحقائب الوزارية بيننا؛ كل حسب نسبته.

* لكن هذا التحالف يواجه صعوبات أبرزها حرص "الإخوان" على مبدأ إسلامية الدولة؟

- التحالف سيكون سياسيا علمانيا، وليس في إطار ديني، ونحن مبدأنا أن مصر دولة مدنية تحتوي الجميع، مصر ليست ملكا لأحد؛ بل هي ملك لكل أبنائها على اختلاف طوائفهم وأديانهم واتجاهاتهم السياسية.

* ألا ترى أن تقسيم المناصب بهذا الشكل الديني قد يؤدي بمصر إلى النموذج اللبناني بما يحمله من طائفية في توزيع المناصب؟

- لا على العكس، أنا أرى أنه سيدعم الوحدة الوطنية، لأن التقسيمات موجودة أصلا.. هناك مسلمون ومسيحيون، وداخل المسلمين هناك السنة والشيعة والسلفيون و"الإخوان"، وداخل المسيحيين هناك الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت والإنجيليون.

* وهل تتوقع رد فعل مرحبا من السلفيين على تشكيل جماعة الإخوان المسيحيين؟

- حتى الآن رحبت الجبهة السلفية في مصر بالفكرة، وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي باسم الجبهة، إنه ما دام أن جماعة الإخوان المسيحيين ستعمل في الإطار القانوني، وتتفق مع شريعتهم وعقيدتهم وستهدف إلى مصلحة الوطن، فلا بأس في ذلك. ولا مانع لدينا من التحالف معهم، ما داموا قد دعمونا.

* ماذا عن الكنيسة المصرية.. هل تدعمكم بأي شكل؟

- الكنيسة تقف على الحياد منا حتى الآن.. قبل الثورة كانت تعارضنا (بوصفنا ناشطين سياسيين مسيحيين) مجاملة للنظام السابق - وهذا ليس سرا - والآن هي تقف على الحياد منا.

* ما رأيك بوصفك ناشطا مسيحيا في ممارسات بعض الإسلاميين المتشددين لفرض ما يرونه صحيحا، التي كثر الحديث عنها مؤخرا؟

- حذرنا منذ فترة من تلك الممارسات وكذبتنا عدة جهات، واليوم ثبت صحة ما قلناه بعد الممارسات الأخيرة، التي كان من بينها قتل شاب في محافظة السويس الأسبوع الماضي، لسيره مع خطيبته في الشارع العام.. الأمر جد خطير

2012-07-06