الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أستبطنُ المطر/حرية عبد السلام

أستبطنُ المطر
حملت القلم
رسمت الندم
نقشته داخلي
حفرته بدمي
أعلنت التمرد على الصمت
بحثت في غبني
وجدتني بين العقم والكلام أتجرع
كؤوس السأم
وقفت ونصفي يتكيء على جزئه العلوي
خلف المسامير التي تنخر جسمي
ركدت أفتش عن حفنة ملح أستنشقها
كي يقف نزيف الحروف..
قبل أن يشف الحبر في القلم
صادفتني تلك الملوحة
تجرعتها قطرات قطرات
ورميت حفنة على رصيف الليل
قبل أن يتكيء على آنية المطر فيتصبب عرقاً
وزعت ما تبقى على حفرالإباحة كي تجتره خلية الموت
إستوطنتني تنهيدات القصب
ذبلت شهوة الدمع
صدأ اللسان وتعثرالكلام
وجدتني جسداً عاريا إلا من قميص مزقه خريف الظلام
ووسادة بالية شاخت أشباحها وفتقها الريح
وسرير كمشته أظافر الزمن
أسرفت في الآهات
تسلقت المنعرجات
أعلنت السفر
إمتهنت الحذر
كتمت أنفاس القدر
ومن كثرة مخاوفي
أعلنت تسويفي
وكشفت عن الوشم الذي غطى كفي
وضعت داخل خابية الدهر
أفراس الحلم
حملت أنياب الوقت على رياح عجوز
ذبحت أرضي الرتيبة
وتسلقت زمناً أملس كي أعبُر جلدي
وأستبطنَ المطر

2013-09-18