الأربعاء 26/10/1444 هـ الموافق 17/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
السلطة بين القدرة والعجز على حل الأزمة السورية وأزمة جامعة بير زيت /ظاهر الشمالي

  منذ إندلاع ما يسمى بالربيع العربي أو بثورات الشعوب ضد الحكام والطغاة . كان لسورية المكانة المرموقه في هذا الربيع وهذا المصاب الجلل من حيث الهالة الإعلامية التي سلطت عدساتها على الشام وأيضا الحجم الكبير لأعداد الضحايا والقتلى الذين سقطوا في تلك الأزمة التي عصفت ولا زالت في هذا البلد الهادئ نسبيا قبل العام 2011 . والتي وصلت رياح الربيع الى أوتاد خيام ليبيا ومصر فإقتلعتها من مهدها ليتواصل بعد ذلك مشوار الدم وحالة الضياع المربك في الوضع العربي والمعضلة السورية على وجه الخصوص . وفي تلك الأزمة المعقدة وقف العالم بأكمله على أم قدمية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية سيدة العالم عاجزة امام هول المصاب السوري والجرح الذي لا زال ينزف دون توقف . فبدى العجز يخيم على الأجواء نظرا لحجم الخلل وتوغل الوجع في تلك الازمة من تحالفات وتجاذبات قسمت العالم الى شطرين والى قطبين لا أحد فيهما ينتازل الى الاخر . مع شلل نصفي اصاب الجامعة العربية التي انتهت حين إشتعلت الشرارة في تونس نظرا للفراغ الذي اوجدته الجامعة والتقصير في كل واجباتها المنوطة بها . وفي تلك الفترة المشتعلة من الحرب والاقتتال الدائر في سوريا كان للفلسطيني اسم بارز في حالة الا هدوء التي تعيشها سوريا من خلال التواجد الكثيف للفلسطينين في العاصمة دمشق نظرا لتواجد عاصمة الشتات الفلسطيني " مخيم اليرموك " في سورية وما نتج عن ذلك من تحالف القوى الفلسطينية مع النظام والدولة السورية في مواجهة الارهاب والقتل والتدمير عدى عن حركة حماس التي اخذت امتعتها من دمشق وانصرفت الى قطر في موقف مناقض للدولة ومؤيد للمعارضة السورية بعدما ابتسم الربيع للاخوان قبل ان يسقطوا في امتحان القبول الشعبي . وفي الفترة الاخيرة برزت ايضا على السطح أخبار تناقلتها وسائل اعلام محلية فلسطينية مفادها ان الرئيس عباس قدم وخلال اجتماعه مع المجلس الثوري لحركة فتح بمقر المقاطعة برام الله على ضوء التهديدات المستمرة بضرب سوريا قدم ورقة للحل السلمي قال في حينها للحضور أن كل الأطراف الدولية بمن فيها أمريكا وروسيا والصين والكثير من الدول العربية والأطراف الداخلية قبلت بتلك الورقة الفلسطينية وهي الأساس الذي سيتفاوضون عليه الآن داخل وخارج سوريا . لحل الازمة والخروج من وحل الاقتتال الدائر في سوريا . وقبلها بفترة وجيزة وخلال الازمة المصرية بعد عزل الرئيس مرسي قامت الشخصيات الفلسطينية المستقلة بتقديم ورقة فلسطينية تحمل في طياتها الحل السياسي والسلمي للازمة في مصر والخروج برؤى مشتركة فيما بين المصريين المختلفين . وهي ورقة لم يتعامل معها الاعلام بصفة رسمية نظرا لضعف شخوصها وتقديمها من اناس فشلوا في مهماتهم من اجل بلدهم ومن اجل السلم الاهلي في مدنهم المحتلة . وبما ان السلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس عباس وايضا الشخصيات الفلسطينية المستقلة كان لديهم النفس القيادي في حل ازمات الدول لماذا كانوا ولا زالو عنوان بارزا للفشل في كل مهمة للمصالحة الفلسطينية وهم يعيشون الى حد اللحظة اجواء الفرقة والانقسام بين شطري الوطن . فتلك المبادرة وما سبقها من مبادرة شاذة لاقت الكثير من السخرية من قبل الشارع الفلسطيني الذي ضحك من هول مأساته بتلك القيادة وبتلك الشخصيات والرموز المزورة التي تتلاعب بمشاعر المواطن ازاء كافة القضايا الداخلية العالقة . فقبل ان يبتسم الانسان في وجه غيره كان لا بد وان يبتسم في وجه اهل بيته وناسه وشعبه وهنا اذا كان بمقدور أهل الحل في علم السياسة بان يقوموا بحل ازمات دول فلما لا يبادرو بحل ازماتهم الشخصية وازمات اوطانهم المسلوبة واليوم نراهم عاجزين كل العجز كسلطة وحكومة وزارة تربية وتعليم وكشخصيات مستقلة وكرئيس للسلطة بكل نياشينهم هم أصغر مكانة من ان يحلوا مشكلة لجامعة صغيرة وعريقة في هذا الوطن .. تتعرض لعملية هز لأركان وأسس التعليم الجامعي في فلسطين وتهدد مستقبل الطلاب الذين يدرسون في تلك الجامعة التي خرجت القادة والابطال في فلسطين . من هذا المنطلق يكشف العيب عن وجوه اهله وناسه . الذين يعتاشون من وراء كار الدجل والكذب والنفاق بحق هذا الشعب . فتلك الجامعة التي اليوم تتعرض لعملية غير مسبوقة من الضياع جراء عدم وجود وزارة محترمة وادارة تحترم الطلبة . باتت تلك الجامعة العريقة مسرح للمشاكل والمواجهة فيما بين الطلاب من جهة والادارات المتعاقبة التي كانت دوما فاشلة في الوصل الى الحل. ودون الاعلان عن أي مبادرة تذكر من قبل السلطة وخاصة الرئيس الذي يقف عاجز وهو الذي إستقبل ادارة الجامعة وعمادتها دون ان يحرك ساكن او حتى رئيس الوزراء الذاهب الى نيويورك لطلب معونة تسد رمق حكومته الـ16 وهو يتوجه بصفته مندوبا لجمع التبرعات لا اكثر ولا اقل . فالذي كانت لديه المناعة والقوة والحنكة السياسية على تقديم الحل للأزمة في سوريا التي عجز عنها العالم لماذا وقف عاجزا امام ازمة جامعة جلع منها الاعلام شغله الشاغل . ولم تتتخذ تلك السلطة ووزارتها المعنية بالامر القرار الذي يرفع من اسم ورفعة الجامعة وينقذها من وضعها المتشنج ومشاكلها المتجددة في كل عام . والذي ذهب بمبادرة كالأطرش في الزفة الى مصر والى الجامع الازهر لكي يحل ازمة مصر كان الاجدر به ان يحل ازمات الناس ازامات الانقسام والبطالة التي تقوي الزمن على الشباب وتجعلهم يكرهون وطنهم شر كره . كان من الأجدر أن لا يسبح السمك في مناطق الحيتان المحظورة وكان عليه فقط أن يبقى رهين مكانه المتواضع على مرمى حجر من غرفة تحكم الاحتلال بشئونه وشئون شعبه لكي ييستلهم العبرة من أخطاء الماضي ويحمي شعبه في اليرموك ويمد له يد العون والمساعده . ويحيده عن الوجع والمصاب وعن الاقتتال والدم . افضل الف مره من طرح مبادرات هي توجد بالأصل فقط للاستهلاك الاعلامي. فبين ازمة جامعة بير زيت في تلك القرية الوادعة بالقرب من رام الله وبين ازمة سوريا الوطن الكبير الواسع والشاسع بالهموم والمأسي والمؤامرات . تعيش سلطة دجالة في كنف الزيف هي غير قادرة على الاستمرار ولو ليوم واحد من دون رضى الاسرائيلي في بيت ايل ومن دون مساعادات الدول المانحة وتحويلات العم سام والأوروبيين من دولارات ومعونات هي الرئة التي تتنفس منها السلطة حتى تستمر في العيش والبقاء في تيسير وتسيير احوال الناس لا اكثر ولا اقل . ومن هذا المنطلق فإن صرح جامعة بير زيت العريق ومدرسة الرجال بكل ما للكلمة من معنى هي اليوم باتت مهددة في ظل وجود حالة من الهزلية القيادية من راس هرم السلطة الى اصغر مسئول في التعامل مع المشاكل على مستوى الوطن وهي الجامعة التي تحتاج للأن لإن يواضب طلاب يعشقون العلم كما يعشقون الوطن على مقاعدها . وهي ايضا كذلك بحاجة الى ادارة تشتهي التعليم ولا تشتهي المال ولا تفتح ابواب الجامعة لاجل المال والتجارة وجني الأرباح والتعامل مع ذلك الصرح كمشروع تجاري من طلاب يأتون ويتوافدون الى جامعة الابطال من طبقات ريفية ومن المدن يريدون الدراسة لكي يردو الجميل لعائلاتهم لا لكي يعدموا عائلاتهم جراء ارتفاع الاقساط وأسعار والساعات . فكان من الواجب على ادارة متفهمة وعاقلة بجميع هيئتها التدريسة هي من الشرفاء واهل العلم ان تكون يد عون وسند للطلاب الطلاب حتى يكون للعلم طعم وللتعليم كرامة . وحتى تبقى صورة تلك الجامعة ناصعة وانيقة في ذهن من درسوا فيها ومن سيدرسون ومن سيتعاقب عليها الاجيال لاحقا .. فالكل هنا مدعوا للمشاركة في الحل وان لا يغرد من هم في القيادة الى خارج السرب وان ولا يخرجو من غير مربعهم . فحجم الغيم تحسبة السماء . وانظروا الى الطالب والمواطن ولا تكونوا مسامير الخشبة تشبهون للعالم وكأنكم دولة قائمة تخلت عن الدعم وهي تعيش بامن وسلام وبإكتفاء ذاتي وبرفعة تعليمية وفي هذا شئ من الخجل .. والمنى في الختام أن تحل أزمة الجامعة ويعود الطلاب الى مقاعدهم لكي يتعلمو الحرية والثورة وكيف يحللون رموز الكذب والدجل . وكيف يقفون في صف مجتمعهم وناسهم ويفيدون فلسطين ويعود تعليمهم بالنفع والفائدة على وطنهم الممزق . وكذلك ايضا كل المنى والدعوة لسوريا بالشفاء العاجل من مرض الثورة المزيفة المقيت ومن توقف لمسلسل الدم بأبطالة العبثيين حتى تقوم قائمة سوريا لكي يعود المجد للشام من جديد ... وان تكون فلسطين شهادة بيضاء في العلم والتعليم لانه السلاح الاخير الذي بات يمتلكه الفلسطيني في مجابهة المحتل والضياع التدريجي لما تبقى لنا من أمتار معدودة في هذا الوطن .

2013-09-25