السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
انتصار بالفرار (قصة قصيرة)/ علي فتحي

نفد صبره قبل أن يعثر على مكان ظليل ، جذبته رائحة الطعام إلى تناول الغداء في لهيب القيلولة ، أوزة محمرة تدعوه لالتهامها ، ينضح سطحها بالسمن البلدي ، تلمع تحت أشعة الشمس التي دنت من منتصف السماء ، يشرع في تناولها ببطء ، كأنه يتذوقها ، يقاطعه نباح مزعج لكلب مسعور ، يقترب شاهرا أنيابه بعد أن اشتم الرائحة ، لم يستطع مقاومة إلحاحه ، يلقي إليه بالفضلات محاولا إخماده ،يصاب بالدهشة ، حين يراه مستمرا في النباح وكأنه يطلب المزيد ، يمده بالمزيد ، يتمادى الكلب في النباح بضراوة أشرس ، يلتفت إليه الرجل بنظرة استغراب وضجر ، يصاب بالفزع حين يلمح في عينيه نظرة مسعورة نحو الأوزة ، يهب مذعورا وقد أحس أنه هو أيضا في محيط تلك النظرة ، يحبس أنفاسه في رعب ، يرتد ببصره إلى الأوزة ، تنفرج أساريره فجأة ، تشع من عينيه طمأنينة عجيبة ، رآها تتحرك في الطبق ، تعود إليها أعضاؤها الغائبة ، تواصل انتفاضتها ، يعود إليها الريش فتكتمل هيئتها ، تهب من الطبق، تتجه للرجل ، تدخل بين طيات ملابسه ، تغيب في ثنايا جسده ، يبرز جناحاها من بين ضلعيه وقد ازدادا حجما ،يرفرف الجناحان ، يتوقف الكلب عن النباح وقد ألجمه المشهد ، يجمد في مكانه كتمثال ، بينما عيناه تتابعان الرجل الذي أخذ يحلق بالجناحين هاربا إلى أعلى ..

2013-09-27