تشهد كفرياسيف والقرى المجاورة في الآونة الأخيرة حركة نشطة لبعث لعبة كرة القدم من جديد وذلك بعد انقطاع شبابنا ولاعبينا عن ملاعب الكرة ولمدة طويلة تجاوزت الخمسة عشر عاماً . وليس سراً ان هذا الابتعاد عن الملاعب الرياضية خلقت ظروفاً قاهرة  لدى اولادنا , إذ أدت الى نشوء مجموعة  شبابية متقوقعة لا تخلو من التشنج والعزلة , فأضحوا بلغة علم النفس
" أولاداً لا يقوون على التكلم أو على التعبير عن أنفسهم " ومن هنا كانت الهفوة والإقتراب من السقطات والنزوات قريبة جداً الى عالمهم  . وسرعان ما القوا بأنفسهم في جحيم  التهلكة والفساد الأخلاقي ليلجوا المقاهي وألأراجيل كونهم فقدوا القدرة والأهلية على  التطور الثقافي والإجتماعي . فلجأوا الى تلك الأوكار الفاسدة  بما تحويه من أوبئة مهلكة للخلايا الدماغية , مما يجعل منهم أناساً ذوي رؤية وقدرات فكرية محدودة .
ومن اللافت أنه في قرانا لا وجود لبرك السباحة التي تليق بالقرية أو " قرية رياضية " تليق بمجتمع حضاري قابل للنهوض من سباته وتقاليده البالية  , ولا أحد يستطيع أن ينكر أننا نقبع في عصر تفككت فيه الروابط واندثرت القيم والفضائل بين الناس .
وما الرياضة ولهو الشباب وأقصد بالتحديد رجوعهم الى الملاعب الرياضية ضمن الأطر المتعارف عليها إلّا لتحقيق غاية سامية وهي نشر المحبة بينهم علاوة على  روح التعاون , العدالة والمساواة ونبذ العنف , الإنضباط والصبر , لنخلق أجيالاً يستثمر بها وعقولاً متسمة بالأخلاق الحميدة , مهيئين لثقافة المواجهة الصريحة والتعبير عن الموقف دون وجل أو محاباة , وهكذا نكون قد أغدقنا عليهم بالأجواء الأيجابية ساعين الى الدفء الأسري الآخذ في الإنحسار والتبخر , وبوتيرة متسارعة . وما الصفح والغفران إلّا مفاتيح للشفاء الروحي كما جاء في الكتب السماوية .
وبعودتنا الى التهيئة الشبابية المتجددة والتنشئة القويمة , أود ان اعبر عن مدى سعادتي لما حدث في الأسبوع المنصرم عندما تناهى الى مسامعي فكرة إقامة فريق لكرة القدم , إذ تمّ تسجيل الفريق في مؤسسات الإتحاد العام لكرة القدم لتبدأ التحضيرات لمشوار الدوري العام في البلاد 19/10/2013 . وبدوري أبعث أعطر التمنيات والأماني المباركة لإدارة الفريق , المؤسسات الرياضية المختلفة , الصحافة المحلية المتمثلة " بالحقيقة " صحيفة البلد التي تبنّت المشروع والفكرة , والدور الريادي للمجلس المحلي الذي عمل جاهداً في الأشهر الأخيرة على تهيئة الملعب وتجديده لنرى العشب الأخضرالجميل فاكتست الملاعب بحلة جديدة قشيبة من شأنها أن تجلب الجماهير الكفرساوية الى عهد جديد من التشجيع وإعادة الكرة الى مجدها القديم الحافل بالإنجازات الكروية المشرفة  .
وبالتالي فقد تم تنظيم مباراة ودية في الاسبوع المنصرم تميزت بالجمال الكروي وبعثت في القلوب املاً مشرقاً زاهراً ولفريق المكر العريق من خلال لقاء اخوي لقاء أخوي ومباراه ودية حميمة . إنه لمنظر أخّاذ حضره رجال البلدة شيباً وشباباً .. وإذ نحيي اللفتة الخيرة لمرشحي الرئاسة في كفرياسيف والذي اسهموا في التشجيع ومواكبة التطور الرياضي الحديث في كفرياسيف ..وأملي وبعد أن تهدأ العاصفة الانتخابية في البلدة أن يصبو الجميع الى عشق الرياضة ونبذ العنف فيتآخى شبابنا ضمن أطر اجتماعية بنّاءة وهادفة .
الشكر كل الشكر لكل من ساهم في غرس بذرة خير في هذه البلدة وكل البلدات