الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تكتيك جديد للشاباك في إسرائيل/بقلم توفيق أبو شومر

ما الذي تقصده المخابرات الإسرائيلية، الموساد،والفرع الداخلي (الشاباك) من تفسيراتها للحوادث الأخيرة، المتعلقة بمقتل ثلاثة ضباط إسرائيليين، وإصابة طفلة في مستوطنة بسغوت في رام الله، خلال شهري سبتمبر وأكتوبر؟
سؤال طرحه الصحفي في معاريف يوحاي عوفر يوم15/10/2013 .
أشار يوحاي إلى نقطة هامة وهي أن إعلام الجيش استخدم تكتيكا جديدا في الإعلان عن هذه الأحداث الأربعة، وهو التناقض والضبابية، ولم يستخدم أسلوبه المعتاد، وهو التهويل.
والأحداث الأربعة هي:
قتل الضابط تومر حزان وإلقائه في بئر من قبل الفلسطيني نضال عامر، وقنص الضابط من لواء غفعاتي غال كوبي في الخليل في شهر سبتمبر الماضي، وقتل الضابط شريا عوفر في مستوطنة بغور الأردن، وإصابة طفلة صغيرة في مستوطنة بسغوت في رام الله برصاصة.
لم يُعطِ الإعلامُ الإسرائيليُ تفسيراتٍ حقيقية لهذه الأحداث حتى اليوم، وأبقاها ضبابية!
فالجندي الأول قتله (صديقه) !! الفلسطيني العامل في مطعم، وذلك بتغريره بوجود كنزٍ في قريته العربية.... فهل هذه الرواية حقيقية؟ وهل كان نضال ينوي أن يبادله بأخيه المسجون في إسرائيل؟ وما قصة تبنِّي كتائب شهداء الأقصى للعملية؟ وما تفسير رواية إسرائيل بأن العملية فردية فيها شبهة جنائية، فليس معقولا أن يرافق طيارٌ إسرائيليٌ حاذقٌ وحذرٌ فلسطينيا إلى قريته بهذه السهولة؟
أما الضابط من لواء غفعاتي الذي قتلته رصاصة قناص فلسطيني، فهناك حديث بأن القتل جرى بنيران صديقة من بندقية رفيق من رفاقه بالخطأ!
أما الفتاة الصغيرة المجروحة في مستوطنة بسغوت في رام الله، فقد جاءت الأخبارُ الأولى أنها طُعنت بسكين في رقبتها،سكين حملها متسلل فلسطيني، بعد أن أحدث ثغرة في سياج المستوطنة، ثم قيل بعد ساعات من الرواية الأولى:إنها أصيبت برصاصة فلسطينية!
أما الضابط الكبير في غور الأردن شريا عوفر فقد اعترف قاتلوه بعد اعتقالهم، بأنهم قتلوه بقضيب حديدي، وأصابوا زوجته الشاهدة، وليس معلوما حتى الآن، هل القتل كان على خلفية وطنية، أم جنائية؟! انتهت تساؤلات الصحفي يوحاي عوفر، ولم تنته التفسيرات الحقيقية لما جرى!!
  تُرى ماذا تقصد المخابرات الإسرائيلية من جعل الأحداث الأربعة أحداثا ضبابية؟
سؤال يعيدنا إلى عقود سلفتْ عندما كانتْ المخابراتُ الإسرائيلية تُصدر أحكامها السريعة على أحدث التفجيرات والقتل بسرعة فائقة، وتضع لها عنوانا واحدا فقط وهو:
"جرائم على خلفية وطنية متطرفة بواسطة الإرهابيين الفلسطينيين".
لماذا يُخالف المخابراتيون الإسرائيليون تكتيكاتهم السابقة، مع ملاحظة أن كل سؤالٍ من الأسئلة التالية يحمل إجابته؟
هل هناك  مشروع إسرائيلي جديد،يُخفف من نزعة تقديس الدم اليهودي؟!
أم أن هناك مشروعا آخر يهدف لعدم إثارة الرأي العام الإسرائيلي في هذا الوقت بالذات على الفلسطينيين، لغرض تحويل الإثارة إلى ملفات أكثر خطورة، كالنووي الإيراني، والكيميائي السوري، وصواريخ حزب الله؟!
أم أن لهذا الموقف علاقةً بمباحثات السلام، وبأن هناك تعهدا مسبقا قبل الشروع فيها، وبضمانة أمريكية، بألا يكترث الجانبان بما يجري من أحداث إسرائيلية وفلسطينية، وألا يضخموها في الإعلام، لإدامة سير المفاوضات، ومنع تفجيرها؟!
أم أن المخابرات الإسرائيلية، تريد من وراء تفسيراتها الغريبة للأحداث بأنها أحداثٌ فردية،وخلايا صغيرة نائمة، لكي تتمكن من أن تردَّ عليها بأشكال فردية متفرقة؟!
فهي قد انتقمت من قرية نضال عامر، واستباحت الخليل، وشردت مئات من غور الأردن،واقتلعت أشجار الزيتون والفواكه المحيطة  بمستوطنة بسغوت في رام الله، مع العلم أن هذا الانتقام هو انتقام أولي، لم يبرز في الإعلام، وصارت أخبارُه ثانويةً، فالمخابرات الإسرائيلية بارعةٌ في تعليب هذه الأحداث، لكي توظفها بعدئذٍ في عملية عسكرية واسعة النطاق؟!
أم أن لهذا السلوك الاستخباري الإسرائيلي وجها مختلفا آخر، وهو خوف جيش الاختلال من تحويل الضفة إلى ساحةٍ انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة، تحرق الأخضر واليابس، وبخاصة إذا انضم للانتفاضة الفلسطينيون الصامدون في أرضهم منذ عام 1948؟!

2013-10-17