الخميس 20/10/1444 هـ الموافق 11/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الصحافة الصينية تتحدى الشرطة

أخذت صحيفة صينية مبادرة غير اعتيادية بنشر افتتاحية في الصفحة الأولى، تدعو إلى إطلاق سراح مراسل تم اعتقاله، بعد أن اتهم شركة محلية كبيرة بالاحتيال.

وضعت صحيفة نيو إكسبرس الموجودة في جوانجدونج عنواناً رئيساً كتبت عليه: ''نرجو إطلاق سراحه'' بعد أن قالت شرطة تشانجشا، عاصمة مقاطعة هونان المجاورة، إنها اعتقلت أحد صحافييها.

في مثال نادر للإعلام الصيني وهو يتحدى الشرطة، قالت صحيفة نيو إكسبرس: ''يجب أن نعبر عن رأينا'' بخصوص احتجاز تشن يونجتشو، الذي كتب مقالات عن زومليون، ثاني أكبر الشركات المصنعة لمعدات البناء في الصين، وتملك حكومة هونان جزءًا منها.

قال تشان جيانج، أستاذ الإعلام في جامعة بكين للدراسات الأجنبية: ''هذا... يعتبر صرخة من الصحافة الصينية. نادراً ما يُسمع الصوت بهذا العلو الكبير.''أرجو إطلاق سراحه'' – هذه الكلمات الثلاث كبيرة جداً ونادراً ما نراها''.

تأتي هذه القضية في الوقت الذي تشدد فيه السلطات قبضتها على الإعلام، وقمع ما تعتبر أنه شائعات ينشرها الناس في وسائل الإعلام الاجتماعية، لكنها تتقاطع أيضاً في وقت يضغط فيه الرئيس تشي جينبينج، بدعم حملة للتصدي الفساد.

استخدمت شرطة تشانجتشا يوم الثلاثاء موقع ''وايبو'' – وهو خدمة صينية مشابهة لموقع التواصل الاجتماعي تويتر لتقول إن تشين يتم التحقيق معه بتهمة: ''تدمير سمعة تجارية''. اتهم تشين شركة زومليون بتزوير أرقام المبيعات. وقد نفت الشركة هذه الإدعاءات، لكنها رفضت التعليق على تساؤلاتنا الصحافية.

في الافتتاحية، قالت صحيفة نيو إكسبرس، التي ادعت في 2009 أن لديها 1.1 مليون قارئ يومياً، إن تشين أصبح ''شخصاً مسكيناً'' تم استهدافه بسبب كتابة تقارير انتقادية عن شركة زومليون، المدرجة في بورصتي هونج كونج وتشيتشن.

وقال ديفيد باندورسكي، خبير إعلام صيني في جامعة هونج كونج، إنه لم يكن هناك مثال آخر للإعلام الصيني يتخذ فيه مثل هذا الموقف ''العلني أو اللاذع''.

تشين هو ثاني صحفي من صحيفة نيو إكسبرس يتم اعتقاله في الأشهر الأخيرة، فقد اعتقلت الشرطة ليو هو في شهر آب (أغسطس)، بعد أن دعا لإجراء تحقيق مع مسؤول كبير في وزارة الصناعة والتجارة.

يميل الإعلام في جوانجدونج إلى أن يكون الأكثر نشاطاً في الصين من حيث اختبار حدود ما ستسمح السلطات بنشره. في شهر كانون الثاني (يناير)، شارك صحافيون من ''ساوذرن ويك إند''، وهو إصدار آخر في جوانجدونج، في مواجهة لمدة أسبوع مع مسؤولي الحكومة، حول ما قالوا إنه رقابة مفرطة.

جذبت افتتاحية صحيفة نيو إكسبرس الكثير من الاهتمام على موقع التواصل الاجتماعي ''وايبو''، ويبدو أن الأغلبية تدعم الصحيفة وتنتقد الشرطة.

كتب لوه بينج، نائب رئيس تحرير مجلة الأعمال كايجينج ومخبر بارز عن الفساد، على موقع وايبو: ''إذا أصرت شركة زومليون على أن الصحفي أساء استخدام سلطته الإعلامية، عليها أن تذهب إلى المحكمة لمقاضاة ''نيو اكسبرس''، بدلاً من جعل الشرطة تعبر المقاطعة لاعتقاله''.

تشان تلقى الدعم حتى من صحيفة جلوبال تايمز، وهي صحيفة محافظة تعتبر لسان حال الحزب الشيوعي. وقال هو تشيجين، رئيس تحرير هذه الصحيفة، إنه يدعم ''تدخل الجمعية

2013-10-26