الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الشرطة تبني وتسلم منزلا مسكنا لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة في قل

قلقيليه-الوسط اليوم

بعد أن انتشرت قصة الفتاة حنان عودة (33) عاما من وادي الرشا إلى الجنوب من مدينة قلقيليه في وسائل الإعلام المختلفة، لم تتوانىَ قيادة الشرطة الفلسطينية ممثلة بسيادة اللواء حازم عطا الله مدير عام الشرطة في الاستجابة السريعة لنداء الإنسانية وتبني حالتها المستعجلة، وما كان هذا ليأتي إلا انطلاقا من الواجب الإنساني الذي تتمتع به روح العدالة والقانون الذي يقوم به جهاز الشرطة الفلسطينية ،و ذلك بموازاة  للدور الاجتماعي  و الإنساني الذي تمارسه المؤسسه ، بل اتخذه منهجا و إستراتيجية في تعزيز العلاقة مع المجتمع المحلي ، و تلمس احتياجات المواطنين ، و تقديم يد العون و المساعدة لمختلف الفئات المجتمعية المهشمة ، و بخاصة تلك التي بحاجة الى رعاية و خدمة خاصة للشعور بكيانها و وجودها .

فبعد أن لامست القصة آذان قيادة الشرطة ، تم على الفور ترتيب زيارة للقرية ، و قام وفد من شرطة محافظة قلقيليه بقيادة المقدم حقوقي مصعب يحيى مدير شرطة المحافظة  ، و من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه هذه الحالة الإنسانية ،بالاطلاع على الظروف المعيشية للفتاة حنان ،وإعطاء التعليمات اللازمة للبدء بالبناء، وتلبية النداء لإنهاء معاناتها، فشرعت طواقم الشرطة في عمل المسكن المناسب لهذه الفتاة التي تعاني من ظروف معيشية صعبة لا تليق بحياة الإنسان، و تجهيزه بكل ما يلزمه من أثاث و مستلزمات من شانها ان  تضمن الحياة الكريمة لها .

ونظرا لقدوم فصل الشتاء كان العمل في بناء هذا المسكن أشبه بسباق مع الزمن، ليتم انجازه خلال أسبوعين فقط من تاريخ هذه الزيارة.

وها هو يوم الوفاء بالوعد قد أتى، وتم تسليم المسكن اليوم الأحد الموافق 27-10-2013، و ذلك بحضور المهندس عبد الحميد الديك مسير محافظة قلقيليه و المقدم حقوقي مصعب يحيى مدير شرطة المحافظة ،  ليكون لحنان التي عانت ويلات الشتاء القارص وشمس الصيف الحارقة مسكن  اّمن تعيش فيه بأمن وسلام.

حنان، ابنة الثلاثين التي تعاني من اضطرابات نفسية وإعاقة حركية، ربما لم تأبه بهذا التغير الذي حدث في حياتها اليومية كونها لا تعيه تماما، ولكن روح حنان ستكون كفيلة بإحساس لمسة الخير التي تعاطفت معها وتبنت حالتها.

و هنا لابد من رسالة الى مختلف المؤسسات و الجهات ، رسمية كانت ام أهلية، إلى أن  رعاية المعاقين و الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة  وتأهيلهم وتدريبهم، ما هي إلا  رسالة سامية ذات أبعاد إنسانية شريفة ونبيلة ، كما إنها أمانة في أعناقنا جميعا تستلزم تضافر كافة الجهود ، و تقديم كل الدعم والاهتمام والسعي المتواصل لتحسين ظروف معيشتهم وتحصيل حقوقهم التي كفلها لهم القانون والنظام والقوانين والتشريعات.

و ذكر بيان ادارة العلاقات العامة والاعلام بالشرطة ان المؤسسة ليست بمعزل عن ظروف و احتياجات شعبنا و مواطننا الفلسطيني ،و نعمل دائما و تحت قيادتنا الشرطية الحكيمة الى إدخال البسمة و الفرحة في نفوس الفئات المجتمعية التي قد تشعر انها مهمشة،و لا قيمة لها في هذا المجتمع ، بل و نعمل على  تبني  قضياهم ومساندة المؤسسات المجتمعية التي ترعاهم وتقدم الخدمات لهم ، وجعلهم يشعرون أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني.

2013-10-27