الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بساتين ياسوف سلة غذائية تعاني في وسط المستوطنات/ هلا خلايلة

بين أحضان الطبيعة وعبر بوابة قديمة وممر ضيق تقع منطقة الجنائن بقرية ياسوف في سلفيت جنوب نابلس ، التي تجمع بين عراقة الماضي وجمال الحاضر ، بخضرة الطبيعة والسلة الغذائية التي تتمتع بها من تنوع المزروعات فيها من ليمون وبرتقال وأشجار الرمان وغيرها من الخضروات والفاكهة.
تبلغ مساحة الجنائن 70 دونما، فهي كانت مصدر غذائي لأهالي القرية، ومصدر رزق للبعض منهم، ولكن مع انتشار المستوطنات الاسرائيلية والاعتداءات المستمرة تراجعت هذه السلة الغذائية، وضعفت.
في فترة الستينات والسبعينات ، كانت الجنائن مصدر رزق للمواطنين في قرية ياسوف ، كما وكانت توزع الحمضيات على القريتين المجاورتين، حيث تنوعت المزروعات من باذنجان وكوسا وتفاح السكري والتين والليمون ولا سيما اشجار الزيتون.
كانت هذه المنطقة سوق خضروات للمواطنين، حيث كان يدخل ما يقارب 8000 شيكل في الدورة علما انها كانت تستغرق 4 اشهر.
ومع الحرب الاسرائيلية على فلسطين وتوسع المستوطنات ، تراجع انتاج هذه المزارع وتنكلت بتواجد المستوطنين واعتدائتهم المتكررة مما اضطر اصحاب القرية لوضع السياج الشائك حولها.
قرية ياسوف القديمة التي تحتضن منطقة البساتين تزايدت المستوطنات من حولها ، لتصل الى ثلاثة مستوطنات بمحاولة من اسرائيل لاثبات وجود حضاري لها في تلك المنطقة.
هناك جزء من الاراضي تم تصنيفها الى منطقة ج لذلك يحتاج المزارعون لتنسيق امني  مرة واحدة في الشهر،  هذا ما أكده رئيس مجلس قروي ياسوف حافظ عبد الحليم، كون الاراضي تقع تحت السيطرة الاسرائيلية.
لم تقتصر معاناة هذه الاراضي على تواجد المستوطنات فحسب بل وطالت انتشار الخنازير التي قضت على المزروعات ودمرتها ، رغما عن وجود الجدران التي هدمتها الحيوانات الضالة، ووجود السياج الشائكة.


ومعاناة  اخرى تحاصر اهالي  ياسوف ومزارعيها وهي وجود جزء من اراضيهم ضمن التصنيف ج فهم بحاجة الى تنسيق من الجانب الاسرائيلي لدخول اراضيهم والعمل من اجل الحصول على مصدر رزقهم وتأمين قوت اولادهم.
فهم يواجهون المشاكل في موسم قطاف الزيتون، حيث يمهلهم الجانب الاسرائيلي مدة اسبوع لدخول اراضيهم، الا انه بعد يومين فقط يقوم الاحتلال باغلاق البوابة ومضايقة المواطنين ولا يتم اكمال الموسم.
واوضح رئيس مجلس قروي ياسوف حافظ عبد الحليم بان الزيتون لا ياخذ مجده الا اذا صادف وتواجد اعياد اسرائيلية مما يتيح الفرصة للمواطنين لتقليم الاشجار وتجديد عمر الزيتون من اجل الاستمرار في العطاء.
مع التضييق الاسرائيلي واستمرارية اعتداء المستوطنين، قال رئيس المجلس حافظ عبد الحليم :" أهالي المنطقة فكرو بأن يحولو تلك البساتين الى منتزه مع اعطاء كل مواطن حقه في تلك الاراضي والحفاظ على الملكية الفردية للمواطنين.
وتابع"بحثنا في هذا الامر مع وزيرة السياحة ولا سيما بأن هذا المشروع يحتاج الى مبالغ طائلة الا انهم سيقومو بالبدء للعمل فيه.
فلا تزال هذه المنطقة تتمتع يالطبيعة الخلابة ولا زالت تحتفظ بعراقتها، فلن تهزم امام محاولة المستوطنين والاحتلال، فبتصدي اهلها لهم وصمودهم لا زالت تتمتع بحيويتها.
ويذكر أن ذلك جاء  ضمن عمل تطوعي تنفذه مؤسسة اعلاميون بلا حدود بدعم من الاتحاد الاوروبي تحت سعار "فلسطين جميلة"بمشاركة عدد من الصحفيين الكبار وطلبة الاعلام في فلسطين .

2013-12-08