الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
إيلات: معلمة عربية تشكو عدم توظيفها بسبب الحجاب

نشرتْ صحيفة " هآرتس" ( الاثنين) خبرًا مفاده أن معلمة عربية، أشارتْ إلى أسمها بالحرف " ع"، قدمتْ دعوى الأسبوع الماضي، ضد وزارة المعارف وبلدية مدينة إيلات ( جنوب)، على خلفية عدم توظيفها في مدارس المدينة، بسبب ارتدائها الحجاب والملابس الشرعية.

وجاء في الخبر أن المعلمة، المختصة بتدريس اللغة العربية، هي سيدة متزوجة ولها ثلاثة أولاد، وقد انتقلت للعيش في إيلات سوية مع زوجها الذي انتقل للعمل في المدينة، بحكم وظيفته، قبل ثلاث سنوات.
وقدمت الدعوى من قبل هيئة قانونية مختصة ( " مركاز تموراه")، وجاء فيها أن المشتكية حاولت طوال ثلاث سنوات العمل في أي واحدة من المدارس في إيلات، التي يُعرف عن مدارسها حاجتها الماسة للمدرسين، لكن وزارة المعارف والبلدية رفضتا قبولها للوظيفة دون إبداء الأسباب المقنعة.

السكرتيرة الجديدة أبلغتا بالرفض.. بعد القبول!

وكانت المشتكية قد توجهت في أكتوبر تشرين الأول من العام 2010 إلى الهيئة الخاصة التي شكلتها وزارة المعارف لاجتذاب معلمين للعمل في إيلات، وعرضت خدماتها كمعلمة للغة العربية. وبعد خمسة أشهر، في مارس آذار من العام 2011، اتصلت بها سكرتيرة " الهيئة" وأبلغتها بوجود وظيفة شاغرة في مدرسة " غولدووتر"، وعلمت السيدة " ع" من السكرتيرة أنه لا داعي للمخاوف والقلق من كونها عربية مسلمة ترتدي الزي الشرعي لأن المدرسة المذكورة، مدرسة حكومية رسمية، وليست دينية.

وبعد شهر من هذه المحادثة، تلقت " ع" اتصالاً من السكرتيرة الجديدة للهيئة، لتبلغها بأن الوظيفة لم تعد شاغرة، دون توفير جواب لسؤالها عن عدم استدعائها لمقابلة عمل في حينه.

وأكثر من ذلك، فقد " أكدت" السكرتيرة الجديدة أنه لا تتوفر أية فرصة للمعلمة العربية في التدريس في إيلات!

محاولة تلو الأخرى!

ولم تيأس السيدة " ع" ولم تقنط، بل ظلت على اتصال مع " الهيئة" أملاً في العثور على وظيفة، لكن هيهات، هذا على الرغم من معرفتها من مصادر موثوقة أن هنالك وظائف شاغرة في إيلات، وحتى في كيبوتس " أيلوت" المجاور. وزيادة على ذلك فقد نشرت " الهيئة" إعلانًا" في أيار مايو 2011 عن الحاجة إلى معلمين ومعلمات للغة العربية، وقد تم قبول معلمة عربية للعمل في إحدى مدارس إيلات.
وانبعث الأمل مجددًا لدى " ع"، حين تلقت في يناير كانون الثاني من العام 2012 وعدًا من " الهيئة" باستدعائها لمقابلة عمل، وتم ذلك فعلاً، وكان الانطباع عنها ايجابيًا جدًا، وأجرتْ المعلمة تجربة تدريسية ناجحة في مدرسة " بيغن" بإيلات، لكن مركزّة موضوع اللغة العربية في المدرسة قالت لها أن رداءها الشرعي " هو مشهد مغاير ومختلف في فضاء المدرسة، وسيصعب على التلاميذ تقبلّ الأمر، لأنهم يتأثرون بما يقرأون ويسمعون من أخبار الحروب والعرب والقتل، وحبّذا لو تنازلت عن هذه المهمة". وفعلاً، لم تتلق " ع" استدعاء للعمل المنتظم في المدرسة!

معلمة لأولاد اللاجئين الأفارقة

ولم تجد المعلمة بدًا من التوجه إلى " مفوضية التكافؤ في فرص العمل"، فاقترح عليها المسؤولون العمل بتدريس أولاد اللاجئين الأفارقة في كيبوتس " أيلوت"، هذا على الرغم من أنها كانت قد أبلغتْ سابقًا بأن لا عمل لها هنا أيضًا. ومن جهة أبلغتها مسؤولة في وزارة المعارف بأن قضيتها " قيد المعالجة"، وحتى اليوم لم تسمع " ع" من هذه المسؤولة أية بشرى سارة، وما زالت بلا عمل!

" لا يشبهون العرب"!

وعن هذه القضية قالت المحامية " إفراتْ بودم"، وكيلة المشتكية، أن بلدية إيلات قد سبق وأن وظفت معلمين عربًا، لكن المسؤولون يقولون أن هؤلاء المعلمين " لا يظهر عليهم أنهم عرب"!

ومن جهة أخرى- تضيف المحامية- فإن وزارة المعارف سبق وأعلنت عن الحاجة إلى معلمين في إيلات " وها هي هذه المعلمة التي أثبتت كفاءاتها وجدارتها، تقابل بالصّدّ بذريعة عدم الحاجة إلى معلمين"!
وفي حديثٍ مع " هآرتس"، قالت السيدة " ع" أنها تأكدتْ من التمييز الواضح حين أجرتْ تجربة تدريسية، أثبتت فيها كفاءاتها وحظيت بالثناء والإطراء " لكنني فوجئت بالرفض، وهذا أمر محرج ومحبط ومهين"- على حد تعبيرها.
 

2014-01-08