الثلاثاء 25/10/1444 هـ الموافق 16/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قيادتنا ثابتة، فلا تكرروا خطأنا مع أبو عمار/ بقلم خضر شعت

تمر قيادتنا الفلسطينية في منحنى صعب وخطير، بعد وقوفها بكل حزم في وجه التعنت الإسرائيلي في عدة قضايا منها الاستيطان والأمن والحدود والأسرى، وحاولت إسرائيل لي ذراع قيادتنا بالتلميح بعدم إطلاق سراح الدفعة الرابعة أو عدم تضمينها أسرى ال48، وحاولت تأخير الدفعة الثالثة لولا إصرار قيادتنا، وتعمدت ترحيل أصحاب الملفات الساخنة للدفعة الرابعة كورقة ضغط على الرئيس محمود عباس.

ولكن قيادتنا الفلسطينية وبشكل واثق أكدت أن الدفعة الرابعة للأسرى ستخرج بموعدها، وأن ملف الأسرى لم يعد ورقة ضغط إسرائيلية لإرضاء غرور الشارع الإسرائيلي على حسابنا، لأن هذه التعنتات الإسرائيلية جاءت إقرارا بالضعف في كل ملفات التفاوض، وجاءت أيضاً لتخفيف (الصفعة) التي تلقتها إسرائيل من قيادتنا في ملف الأسرى، وفي خطاب الرئيس أبو مازن متحدياً الضغوط الأمريكية والتهديدات الإسرائيلية لإجباره على توقيع اتفاق إطار.

نعم لقد دللت تصريحات الرئيس عباس الأخيرة أن قيادتنا تحمل مواقف جدية بشأن الثوابت وبشأن الأسرى، وأنها تدرس خطواتها على قاعدة الفهم العميق لطبيعة الاحتلال وللراعي الأمريكي المتساوق معه، وتصر بأن أي اتفاق إطار يجب أن يشمل إطلاق سراح كافة الأسرى دون استثناء، وكذلك تفتح ذراعيها للمصالحة الوطنية لتتجنب أي معوقات وطنية تعرقل رؤيتها.

المهم أننا أمام هذا المنحنى الخطير لقضيتنا، علينا ألا نكرر أخطاء التسعينيات حينما حررت قيادتنا نحو 11 ألف أسير واستعادت عدد من المدن الفلسطينية وأنشأت نواة مؤسسات الدولة الفلسطينية، دون أن تفرط بأيٍ من الثوابت، حينئذٍ لم يعطيها شعبنا وفصائله حقها من الدعم والتأييد المطلوب، وتنكر لانجازاتها بعض التنظيمات المعارضة للسلام التي أمعنت في التقليل من شأن انجازاته، وإجهاض هذه الانجازات التي انتظرها شعبنا لعقود.

إن أي انجاز وطني من قيادتنا في هذه الظروف الصعبة يجب أن يواكبه دعم وطني كبير يصون هذا الانجاز، ويحمي مسارها من التراجع أو الانحناء أمام الضغوط الخارجية والمعوقات الداخلية، فالدعم الشعبي والحزبي لقيادتنا على تمسكها بالثوابت وخاصة في ملف الأسرى لهو واجب علينا جميعا، وأي موقف معاكس لها سيشكل انحرافاً لصالح أجندة خارجية.

لذا أدعو جماهير شعبنا وفصائلنا الوطنية والإسلامية، وأدعو حركة فتح بمختلف تياراتها للالتفاف حول الرئيس أبو مازن بكل صدق، ودعم موقفه الثابت، فلا تكرروا خطأنا بحق الرمز أبو عمار حين كان في أوج ثباته، فما الفائدة الآن من البكاء على قبره واستذكار بطولاته، لقد آن الأوان لتتوقف كل المزاودات على الرئيس أبو مازن المتزامنة مع الهجمة الإسرائيلية الأمريكية عليه، ولن ننسى المواقف اللا-وطنية التي طعنت أبو عمار وهو محاصر، فلا تنتظروا أن يتحول أبو مازن إلى مشروع شهيد حتى نقتنع بحكمته وثباته ونرثيه بطلاً.

2014-01-17