الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
( هنا..الآن..وثمة ما لا يكفي )/ سمر محفوض

لا صوت ينقر الزجاج
هنا بمنأى عن الأخبار العاجلة
والموجزة
يسبح شيء ما بالمخيلة
ينسرب ماء من ذاكرة غيمة
في لوحة على الجدار, وتنطفئ بغتة
علاقة عابرة
بين الموج وصخرة بالمقدمة
هنا. دخان ناضج في كامل حضوره
السادر
طائر ضلَّ سربه
شوق يتثاءب في الفراغ
أنثى عاشقة
من ضلعها
تنتزع عاشقا فينتظم
في عبادتها
وتجعله
وريث خرابها
الممسوس.
هنا أيضا
طيفا من أطيافك يكذب الآن بطلاقة
يحسد عليها ..
حقل من رماد ينقل كرسيه
من باب إلى باب ليس إلاّ
هنا..
في هذا الصباح الباكر
لا تطلب شيئا لنفسك ,
فآلهة الحرب
إما بلهاء أو لئيمة..
لا تطلب شيئا لك..
صلِّ لها كي تقطف
وجوهها الدموية منا
وتمضي إلى أفق يشبهها..
هنا المدى
مفتوح على ياسمين شغف
وضحكة موج
حنان سماء
يا موت:
لا وقت لديك
لتقطفنا فرادى ,
افتح لنا بابا لنصعد كلنا,
شاء دمع
الأمهات
أو أبى ..
لو أني هناك الآن
لتنقَّيت بماء
ا لسماء مثلهم..
أو لكبرت فجأة
كزهرة صمت
تبالغ بهفوة الظل.
أحد عشر نهرا
من احتمالات
صحو مستحيل
تهدر بمخيلتي,
أجدل بعضها
لأشنق
فكرة طارئة
عن حنان ناقص..
هنا مسقط
اللذة الغافية بجسد
والوقت الزلق
يزاحم ظلي فيك وينفلت بالتقصف
على ما تبقى من شجن
في انتظار الهلاك
ما الذي يشدك لهذي الخيبة
ألـ تأكلني
هنا..الآن ودائما
الحنين المائل
العمر الأشد انحناء
الشوق لاقتراف البعيد
الرغبة بالهرب
والرغبة في البقاء المر ..
الجغرافيا ..
التاريخ
ينسى
شكله
ورمله
ويهيم
تماما
هنا..نحن والآن
يا هنا ماذا صنعت ..؟
وماذا.. صنعنا؟

2014-02-13