الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أنا أعلمكم كيف تكونوا إرهابيين /هادي جلو مرعي

ببساطة وببرود دم في غاية البرودة يمكن لأي مختل أن يقتل العشرات من الأبرياء بحجة أنهم كفار. وعلى بعد مئات الأمتار من حدود الدول العربية الضاربة في التخلف لم يترك الصهاينة فعلا دنيئا إلا وإرتكبوه، قتلوا الفلسطينيين وهجروهم وأحرقوا دورهم وبساتينهم ونهبوا ممتلكاتهم وسجنوا الصابرين والمرابطين منهم، وأوصلوا العرب مع أشقائهم الى الحال التي يقول فيها كثير من العرب، الفلسطينيون يستحقون ماجرى عليهم فهم باعوا أراضيهم وبيوتهم لليهود، في حين إن هذه الأكذوبة روج لها الصهاينة والإعلام الغربي الوسخ لإبعاد بقية العرب عن الشعور بالتعاطف مع الفلسطينيين والتردد والتقاعس في نصرتهم، وليس ببعيدة عنا صور الآلاف من اللاجئين الذين هجروا تحت تهديد السلاح، وكانت عصابات الصهاينة تعمل القتل فيهم والتنكيل، وبلارحمة، ولم نتعود إن الصهاينة يرحمون، وكيف وهم يجرون حكومات بلدان عربية وعديد من المثقفين العرب الى دائرتهم ليكونوا عبيدا لهم؟
ينخرط آلاف العرب في المجموعات الإرهابية من خلال حملات تثقيف واسعة يقوم بها نشطاء دينيون يجهزون عقول هولاء بأفكار تخرج الناس عن الملة وتحيلهم الى كفار يستحقون القتل، وأن تنهب أموالهم وتحرق دورهم وتفجر وتسبى نساؤهم، وهو ذات الوصف الوارد في التوراة التي تصف العرب بالأغيار وتدفع اليهود للتنكيل بهم ومهاجمتهم في كل الأوقات وبدون تردد، ويساعد هولاء الناشطين مجموعات من كبار علماء الإسلام الذين يعيشون في دول عربية غنية، وبإتفاق مع مخابرات تلك الدول التي تروج للتغيير في بلدان أخرى من بينها سوريا التي أحرقت بالكامل من أجل حفنة من المجانين، ونعلم جيدا مايقال ويردد يوميا عن نظام صدام حسين، والنداءات التي تخرج من حين لآخر لوصفه بأنه كان يضبط إيقاعات المجموعات التكفيرية، وكيف ضربها مطلع الألفية الثالثة، ثم يجري الحديث عن أهمية إبقاء الأسد في سوريا فلم تجن الدول العربية التي ساندت الثورات غير الضرر. هاهما حكومتا قطر والسعودية راعيتا العنف الثوري في مصر واليمن وتونس والعراق وليبيا وسوريا تحصدان مرارة ذلك من خلال قطع العلاقات الثنائية والإبتعاد عن بعض، والتلويح بإجراءات خطرة للغاية على المنظومة العربية مع وجود كم هائل من الإرهابيين المرتبطين بمخابرات البلدين، دون إغفال ما لإيران وتركيا من دور في تحريك الملفات وتمريرها وتسليكها من مكان لآخر، وهو مايستدعي فرض شروط لعبة جديدة في المنطقة.
الإرهاب لم يعد ممكنا وقفه لابمؤتمرات تصرف عليها الملايين من الدولارات، ولا بالأحاديث الرخيصة والأكاذيب. نحن بحاجة الى الإرهاب الرسمي، إرهاب الدولة، إرهاب الدولة الجبارة التي تفرض شروط حكم جديد تخرج فيه عن الشراكة والإتفاقيات بين الفرقاء الذين دخلوا الأنفاق المظلمة ولايهتدون الى كيفية للخروج منها، ولايعرفون حتى كيف يتخلصوا من تبعات ماورطوا أنفسهم فيه من مشاكل ومواقف لاقيمة لها، فالديمقراطية فاشلة بالمطلق في البلدان العربية، ولايمكن حكم الشعب إلا بالقانون الجبار، أما فسح المجال لعشرات الأحزاب وللمنظمات الدينية وللأشخاص بعناوين مختلفة ليتحدثوا كيف شاؤا ويفرضوا معايير إدارة لاتتوائم مع التطورات السياسية والإقتصادية والأمنية فإن من شأن ذلك أن يقود الى الهاوية.
علي بن أبي طالب كان يقول، ياأهل العراق ياأهل الشقاق والنفاق، لقد ملأتم قلبي قيحا.. هذا الوصف حقيقي مائة بالمائة، ووفقا لهذا الوصف الثابت غير المتغير فإن الحكم الديمقراطي لاينفع مع الشقاق والنفاق، بل القوة الجبارة، الأمر الذي ينسحب

2014-03-12