الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
إمرأة بلا وجه للكاتبة تركية صلالحة عن دار الوسط اليوم

رام الله-الوسط اليوم
إلى المرأة التي اختبأت أحلامُها في ظلال الظلام، وفقأت بحيراتِ عينيْها مشاهدُ تتلعثمُ الشفاه عن وصفها لتصفها الأقلام. إلى التي كوّرت جسدَها تحت لحافٍ، لتحمي نفسها من آهاتٍ وأنين، وأمضت الليالي تغرق في أرق التفكير! إلى التي تموّجت أحزانُها عندما سافرت عيناها إلى البحر لتراه متدثرًا بالسكون، فتعودُ وتصفعُ الأشعّة ببؤبؤ عينيْها، لتستمدّ الدفءَ والحنوّ، ولتحيكَ بهما أجنحة أبنائِها.
إلى التي اعوجّت أيّامُها وتكسّرت خطاها، وأصبح حلمها أشلاء، وعادت بنسج خيوطه لتتلحّف به في وطأة الظلام. إلى التي خلعت أثوابَ همومها على شواطئ العزة والكرامة، ثمّ غسلتها في بحور سعادة الأبناء. إلى التي بقيت تنظر من شرفتها العالية، ولفحتها رياح الخوف، واكتساها الذهول، وجهدت برفع نقاب الظلم والأسى، وناضلت من أجل خوض غمار الحريّة، في مجتمع تسلطت فيه الأعراف.
إلى التي زرعت أمانيها في حقول النور، وانتظرت قدوم الصيف في ظلّ نفسها، لتجمع الثمار في أطباق من الفضة، ليتلذذ بها الكبار والصغار. إلى التي أحنى عصفُ الرياح أغصانها، وتناثرت أوراق عمرها على طرقات الزمن، فجمعَها دفءُ قلبها، وأعادها إلى العلاء منتصبًا. إلى التي نثرت الثلوج على جسدها، لتتستر بأكفان بيضاء، وتجلدت نفسها، حتى يُعيد الربيع أشباحَ الأماني والآمال.
إلى نساء الشرق أجمع، وإلى كلّ رجل كان الجسرَ الذي تعبره خطوات أنثاه بأمان وحرية، لتترابط به الحلقات الذهبية، وتجعله طليقًا كالريح،  ولتتكوّن به الشعَلُ البيضاء.
هذا ما جاء في اهداء الكاتبة تركية صلالحة في كتابها الذي صدر الاسبوع الماضي عن دار الوسط اليوم للاعلام والنشر في رام الله بطبعته الاولى والذي تضمن 224 صفحة من القطع المتوسط ،وقدم له الاديب محمد نفاع وراجعه الأستاذ جمال محمود قبلان فيما صممت غلافه ريما ابو صلاح ،فيما تولت الشاعرةآمال عواد رضوان باجراء المراجعة الاخيرة للكتاب.


وقال الاديب محمد نفاع في تقديمه للكاتبة :الكاتبة تركية صلالحة كاتبة جديدة وُلدت وترعرعت في ربوع الوطن أعالي الجليل، إحدى مناطقه الجليلة. تصفحت مسودة الرواية في بيتها المطلّ على "جبل العروس"، وبزوغ الفجر والقمر وإشراقة الشمس، وعلى مرجات مدرجة خضراء بساتين عنب، تفاح، رمان، وتلال عابرة بالناس والبيوت. تركيه مربية ومدّرسة تدّرس اللغة العربية، تؤدي الرسالة بمسؤولية وحب وأمانة. تشارك في العديد من الندوات واللقاءات الأدبية الثقافية والاجتماعية، وقد تولت عرافة وإدارة بعضها. زوجة وأم، تكمل دراستها الجامعية، وكلها بحاجة إلى جهد ووقت. تتخطى الكثير من العقبات المكدّسة المتراصة بالإرادة الصلبة والاجتهاد. اسم جديد يلج ميدان الأدب الواسع، عن طريق هذه الرواية البكر، والولادة الأولى صعبة وقاسية، وبعد الولادة يكون الفرح، فرح الاستقبال للاستهلال. لم يظهر للكاتبة فصلًا أو مقاطع من الرواية من على صفحات المجلات والصحف، وذلك لرغبة الكاتبة. 
فيما قال عن الكتاب امرأه بلا وجه: العنوان بمعناه اللفظي الحرفي يوحي بالقشعريرة والرهبة، له معنى عظيم  من خلف المضمون والسطور. العنوان هنا يرمز إلى الكثير من قضايا المرأة الشرقية التي عانت، وما زالت حتى يومنا هذا في بعض المجتمعات. كل قضية في الرواية ترمز إلى مشكلة قائمة بحدّ ذاتها، ومختلفة عن الأخرى، واقعية وليست من نسج الخيال. وفي الوجه، أوجه حياة، جمال وكمال، جبهة وخدود وثغر وعيون، ونظرات ضارية ذابلة، وحواجب كالسيف. يختلف الوجه باللون الأسمر، القمحاوي، الأبيض، وقد يكتسيه الفرح، والحزن على الأهداب الخضلة،  لكن هذا في المعنى المجرد، وهو ما يتبادر إلى الذهن.

2014-03-13